جهود أهلية للحد من السرقات في ريف رأس العين

زادت حالات السرقة والخطف في رأس العين منذ كانون الأول 2024 - 6 شباط 2025 (عنب بلدي)

camera iconزادت حالات السرقة والخطف في رأس العين منذ كانون الأول 2024 - 6 شباط 2025 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

دفعت موجة السرقات التي طالت المواشي والآليات الزراعية ومنظومات الطاقة الشمسية في ريف رأس العين الأهالي لتنظيم حراسات ليلية، وإقامة حواجز على مداخل القرى لحماية ممتلكاتهم.

ومع تكرار الحوادث واستهداف مصادر رزقهم، بات السكان يعتمدون على جهودهم الذاتية لمواجهة السرقات، وسط مطالب بتعزيز الأمن، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

سرقات للمواشي والآليات الزراعية

تعرض فرحان الفريد (55 عامًا) من قرية حميد شرقي رأس العين لسرقة أغنامه، بعد أن أنهى إطعامها في الليل، وعاد إلى منزله متأكدًا من إغلاق الحظيرة بإحكام.

في صباح اليوم التالي، اكتشف أن الباب مكسور، وأن 12 رأسًا من أصل 20 رأسًا من الأغنام قد سرقت، دون أن يجد أي أثر يدل على السارقين.

بدأ فرحان بالبحث في القرية والسؤال عبر مجموعات “واتساب”، عله يعثر على أي دليل قد يقوده إلى السارقين، لكنه لم يجد.

وقال لعنب بلدي، إن الأغنام كانت جزءًا أساسيًا من حياته اليومية، ومصدر رزقه الرئيس، لافتًا إلى أن فقدانها تسبب له بخسارة مالية “فادحة”.

أما في قرية المناجير جنوبي رأس العين، فسُرقت منظومة طاقة شمسية من كمال عز الدين (45 عامًا) اشتراها قبل أربعة أشهر لاستخدامها لري أرضه الزراعية.

بحث كمال في المناطق المجاورة على أمل العثور على أي أثر يمكنه من استعادة المنظومة التي تقدر قيمتها بـ60 مليون ليرة سورية.

وبعد فترة من البحث، اكتشف أن المنظومة تم نقلها إلى تل أبيض وبيعها على أجزاء في المحال التجارية بأقل من نصف سعرها.

وذكر أن سرقة المنظومة جعلته غير قادر على إكمال زراعة الأرض، ما اضطره للعودة لاستخدام المازوت بتكاليف مرتفعة.

وبحسب رصد مراسل عنب بلدي، تعرض ريف رأس العين من بداية كانون الأول 2024 حتى 15 من كانون الثاني الماضي لـ24 حالة سرقة، طالت معظمها المواشي والآليات الزراعية ومنظومات الطاقة الشمسية.

جهود ذاتية من شباب القرى

وفق رصد عنب بلدي، اعتمد الأهالي في معظم ريف رأس العين الذي يتكون من 300 قرية على جهودهم للحد من السرقات، ووقف تهديد مصادر رزقهم، وحتى تفادي حالات الخطف.

وفي 13 من كانون الثاني الماضي، اختطف مسلحون محمد علي وابنه من قرية حميد شرقي رأس العين مع سيارتهما بعد انتحالهم صفة رجال أمن، ثم تركوهما في غربي رأس العين وسرقوا السيارة.

علي سلامة من قرية علوك شرقي رأس العين، قال لعنب بلدي، إن أهالي القرية شكّلوا دوريات ليلية من شباب القرية لمواجهة السرقات المتكررة وحالات الخطف التي شهدتها المنطقة بهدف طلب الفدية.

وأضاف أن الأهالي فقدوا شعورهم بالأمان بسبب غياب مفارز الشرطة المدنية والعسكرية التي من شأنها حماية الممتلكات.

وذكر أن الوجود العسكري في المنطقة يقتصر على نقاط لـ”الجيش الوطني السوري”، ولكنها غير قادرة على تأمين القرى الواسعة بشكل كافٍ.

وطالب بضرورة تعزيز الأمن في القرى عن طريق نشر قوى الشرطة المدنية والعسكرية لحماية الأهالي من السرقات وحالات الخطف.

حملة أمنية لملاحقة المطلوبين

وفق رصد عنب بلدي، بعد سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، غادر العديد من العاملين في المؤسسات العسكرية والأمنية مدينة رأس العين إلى مدنهم، ما أدى إلى تصاعد حالات السرقة وزعزعة الاستقرار الأمني في المدينة.

وفي 18 من كانون الثاني الماضي، أطلقت “الشرطة العسكرية” بالتعاون مع فصائل “الجيش الوطني” حملة أمنية في رأس العين وريفها لملاحقة المطلوبين ومرتكبي الجرائم.

مصدر مسؤول في “الجيش الوطني السوري” (غير مخوّل بالتصريح لوسائل الإعلام) قال لعنب بلدي، إن الحملة الأمنية استهدفت المطلوبين للعدالة ومرتكبي الجرائم.

وأوضح أن الحملة أسفرت عن القبض على 81 شخصًا من ذوي السوابق ومرتكبي الجرائم في رأس العين.

وأضاف أن الحملة شملت جميع أرياف رأس العين، حيث تم تمشيط القرى بشكل كامل، وإلقاء القبض على 18 شخصًا متهمين بجرائم سرقة وتهريب الأشخاص إلى تركيا.

وأشار إلى أن المؤسسات الأمنية مستمرة في ملاحقة المطلوبين، وتعمل بشكل مستمر على تعزيز الأمن لضمان حماية الأهالي وتحسين الوضع الأمني في المنطقة.

تقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني”، وتحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

وتسجل مدينة رأس العين بشكل متكرر اشتباكات بين فصائل منضوية تحت مظلة “الجيش الوطني”، أو بين فصائل عشائرية في المنطقة.

ويلجأ سكان مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إلى مرجعياتهم من القبائل والعشائر لحل الخلافات والمشكلات التي تنشأ بينهم، بدل اللجوء إلى المحاكم في المدينة التي تضم نحو 115 ألف نسمة، بسبب غياب النُظم والدولة، وفراغ السلطة القادرة على تطبيق القانون.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة