تواصل الإدارة السورية الجديدة حملتها على مواقع تصنيع المخدرات في سوريا التي خلّفها نظام بشار الأسد المخلوع في مختلف المناطق والمواقع، قبل سقوطه في 8 من كانون الأول 2024.
واليوم، الجمعة 14 من شباط، أعلنت وزارة الداخلية ضبط مستودعات للمواد المخدرة من قبل إدارة أمن الحدود في منطقة وادي حنا، على الحدود البرية مع لبنان.
وذكر مصدر في الوزارة أنه خلال عمليات التمشيط جرى العثور على أكثر من مستودع لتصنيع “الكبتاجون”، كما نشرت الوزارة تسجيلًا مصورًا يظهر آلات التصنيع والمواد الأولية وكميات من “الكبتاجون” المصنّع في المعمل.
وسبق هذه العملية، الخميس، القبض على تجار ومروجي حبوب مخدرة وحشيش في مدينة جبلة، بمحافظة اللاذقية، حولتهم “إدارة الأمن العام” إلى الجهات المختصة أصولًا.
وفي اليوم نفسه، نشرت الوزارة صورًا لعثور “إدارة مكافحة المخدرات” على كميات من الحبوب المخدرة في مستودع بريف درعا الشرقي.
والأربعاء الماضي، ألقت “مكافحة المخدرات” القبض على أحد مهربي المواد المخدرة في ريف دمشق، وضبطت بحوزته كميات من المواد المخدرة مجهزة للتهريب لخارج سوريا.
كما ضبطت إدارة أمن الحدود الاثنين الماضي، معملًا لتصنيع المخدرات على الحدود السورية- اللبنانية.
وخلال السنوات الأخيرة من عهد الأسد المخلوع، انتشرت في سوريا معامل لتصنيع مادة “الكبتاجون” المخدرة، في حين تشير أصابع الاتهام إلى عائلة الأسد وتحديدًا شقيقه، ماهر الأسد (قائد الفرقة الرابعة في الجيش السابق)، باستخدام تجارة المخدرات لتمويل ميزانيته الخاصة، ودعم حليف النظام السابق، “حزب الله” اللبناني.
وبعد سقوط نظام الأسد، تراجعت بصورة ملحوظة محاولات تهريب المخدرات إلى دول الجوار، بعدما كانت حالة شبه يومية خلال العامين الماضيين، رغم مساعي الدول العربية للتوصل لتفهمات حينها مع الأسد لوقف تدفق المخدرات نحوها من سوريا.
الباحث في مركز “حرمون للدراسات” نوار شعبان، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن ما حصل في ملف مكافحة السلطات الجديدة لـ”الكبتاجون” بعد سقوط النظام، هو “تطور نوعي”.
وأضاف شعبان أنه بالرغم من الإمكانيات المحدودة والمهام المبعثرة الموكلة للإدارة الجديدة، ما بين أمنية وتثبيت للخطوط وأخرى عسكرية وإدارية، فإن التحسن لافت وواضح.
وبالمقابل، يرى شعبان أن الإدارة الجديدة لا تستطيع أن تضبط ملف تصنيع “الكبتاجون” وتهريبه بشكل كامل، لأنه لا توجد دولة استطاعت ضبط تجارة المخدرات، بسبب ارتباطها بمنظومات دولية.
وترتبط هذه المنظومات بملفات متعلقة بـ”الإرهاب” وبيع السلاح وتجارة الأعضاء البشرية، وتجار حروب وأزمات، وفق الباحث شعبان.
وتعد الجارة الجنوبية لسوريا، الأردن، المنفذ الرئيس لإخراج المادة المخدرة وتصديرها بريًا، إذ أعلنت عشرات المرات عن إحباطها شحنات “الكبتاجون” خلال السنوات الماضية، بعضها من المنفذ الرسمي “جابر- نصيب” الحدودي، والآخر عن طريق ممرات غير شرعية.
كما تعتبر السعودية أيضًا من أبرز الدول المتضررة من هذه مخدرات الأسد خلال السنوات الماضية.