![الليرة السورية هي العملة المتداولة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 9 شباط 2025 (عنب بلدي)](https://cdn.enabbaladi.net/arabic/wp-content/uploads/2025/02/Foodstuffs-in-Ras-al-Ain-1.jpg)
الليرة السورية هي العملة المتداولة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 9 شباط 2025 (عنب بلدي)
الليرة السورية هي العملة المتداولة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 9 شباط 2025 (عنب بلدي)
تشهد أسواق مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة حالة استياء بين الأهالي، إذ لم تطرأ أي تغييرات ملحوظة على أسعار السلع، رغم تحسن قيمة الليرة السورية خلال الشهرين الماضيين.
اعتبر بعض الأهالي أن “التباطؤ” في تعديل الأسعار من التجار يزيد من الأعباء المالية والمعيشية عليهم، وأن الانخفاض الطفيف لبعض السلع ما هو إلا “محاولة إرضاء” لا أكثر.
ويعادل كل دولار أمريكي نحو 10000 ليرة سورية، بعد أن كان يعادل 15500 ألف ليرة في كانون الأول 2024، فيما يبلغ سعره مقابل الليرة التركية 35.88 ليرة، وفقًا لموقع “الليرة اليوم” المتخصص في أسعار العملات.
وفق رصد عنب بلدي، انخفض سعر ليتر الزيت النباتي بشكل طفيف من 65 ألف ليرة إلى 60 ألف ليرة، كما انخفض سعر كيلوغرام السكر من 11 ألف ليرة إلى 8000 ليرة، بينما تراجع سعر كيلو الشاي بمقدار 6000 ليرة.
من ناحية أخرى، بقيت أسعار الخضراوات كما هي دون تغيير، حيث بلغ سعر كيلو البندورة 14 ألف ليرة، والخيار 10 آلاف ليرة، والبطاطا 7000 ليرة، أما الحلويات، فلم تشهد أي انخفاض في الأسعار، حيث ظل أقل سعر لها 40 ألف ليرة للكيلو، كما ارتفعت أسعار الأدوية بنسبة 20%.
من محل إلى آخر، يبحث عادل الجاسم (55 عامًا) عن مواد تموينية بأسعار معقولة، إذ لم يلاحظ إلا فروقات بسيطة في بعض المواد الأساسية وهي الزيت والسكر فقط.
وقال عادل لعنب بلدي، إن الأسعار لا تتناسب مع ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار، معتبرًا أن المستهلكين يتعرضون لعملية “نصب وإفراغ لجيوبهم” من قبل أصحاب المحال التجارية.
أما سلمى مراد (36 عامًا)، فلم تكتمل فرحتها بارتفاع رواتب المعلمين إلى 4850 ليرة تركية، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الليرة السورية، حيث انخفضت من 450 إلى 250 ليرة سورية لكل ليرة تركية، في وقت بقيت فيه أسعار المواد الأساسية كما هي دون تغيير.
وقالت لعنب بلدي، إن المحال التجارية تطلب الدفع بالليرة السورية، وعند الدفع بالليرة التركية، يتم حساب المبلغ مضاعفًا على الرغم من ثبات الليرة التركية أمام الدولار.
وطالبت بضرورة إيجاد حل لهذه الأوضاع من خلال تشكيل لجان لمراقبة الأسواق ووضع تسعيرات تموينية من قبل الجهات المعنية لضمان استقرار الأسعار.
يشترى تجار رأس العين المواد الأساسية والغذائية والأدوية بالدولار، ثم يبيعونها بالليرة السورية والتركية للسكان، مع إضافة أرباح على قيمة الصرف وسعر المواد المباعة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في أسعار السلع.
قال عزت كريم، صاحب محل تجاري في رأس العين، إن الانخفاض غير الملحوظ في أسعار المواد الغذائية يعود إلى عدة أسباب، أهمها أن التجار اشتروا البضائع عندما كان الدولار مرتفعًا.
وأوضح أن تجار الجملة المتحكمين بالأسواق يبيعونهم المواد الغذائية وغيرها بسعر صرف مرتفع يصل إلى 16 ألف ليرة سورية، ما يجعل من الصعب على محال البيع بالتجزئة خفض الأسعار.
وأضاف أن أصحاب المحال التجارية لا يحققون ربحًا بأكثر من 15% على السلعة، بينما تتركز الأرباح الحقيقية لدى الموردين والتجار الكبار الذين يتحكمون بأسواق رأس العين.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى ركود في المبيعات، خاصة أن الموظفين الذين يعتمدون على رواتبهم بالليرة التركية لم تعد تكفيهم حتى منتصف الشهر، خصوصًا مع ثبات أسعار المواد على مستوياتها السابقة.
ويتحكم بأسواق رأس العين عدد من التجار الذين يحملون إذنًا تجاريًا يتيح لهم دخول الأراضي التركية لشراء المواد الغذائية وغيرها، ثم بيعها بأسعار مرتفعة مقارنة بمناطق الشمال السوري.
نائب مدير التموين وحماية المستهلك في المجلس المحلي برأس العين، محمد القاضي، قال في حديث لعنب بلدي، إن العديد من التجار في رأس العين لا يخفضون الأسعار بسبب الجشع المفرط والسعي وراء تحقيق أرباح أكبر.
وأوضح أن مديرية التموين تنفذ دوريات يومية بالتعاون مع المؤسسات العسكرية لمراقبة الأسواق، وضبط المخالفين الذين يبيعون بأسعار مرتفعة وغير واقعية.
وأضاف أن المديرية تسجّل يوميًا مخالفات بحق المخالفين، إلى جانب مراقبة الأسواق وأسعار صرف الدولار لدى الصرّافين.
وأشار إلى أن تعدد العملات المتداولة، مثل الليرة السورية، والليرة التركية، والدولار، يخلق فجوة يستغلها بعض التجار لرفع الأسعار وزيادة أرباحهم بشكل مبالغ فيه.
وإثر تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، صار شراء الأدوات المستعملة خيارًا رئيسًا لعائلات كثيرة في رأس العين، والتي تسعى لتلبية احتياجاتها بأقل التكاليف الممكنة.
ولا يقتصر الأمر على الملابس المستعملة (البالة) التي تلقى إقبالًا خلال الشتاء، إنما تنتشر أسواق بيع الأدوات المنزلية بكثرة في المدينة التي تضم 115 ألف نسمة.
تقع مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة، بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على المناطق المحيطة بها، ما يجعل منفذها الوحيد هو الحدود التركية، التي لا تقدم التسهيلات الكافية للدعم المطلوب.
اقرأ أيضًا: أسواق المستعمل تنشط في رأس العين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى