أكد مصرف سوريا المركزي وصول مبالغ مالية قادمة من روسيا إلى سوريا عبر مطار دمشق الدولي.
وقال المكتب الإعلامي في البنك المركزي اليوم، الجمعة 14 من شباط، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن المبالغ المالية التي وصلت اليوم بالعملة السورية، لكن الأرقام المتداولة حول حجم وكميات هذه الأموال غير دقيقة على الإطلاق.
وشدد البنك المركزي على ضرورة الاعتماد على المعلومات الرسمية وتجنب الانسياق وراء الإشاعات، نافيًا صحة الوثيقة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
بدوره نفى مكتب العلاقات العامة في حكومة دمشق المؤقتة صحة الوثيقة والمبالغ المالية التي انتشر الحديث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تقديم تفاصيل أخرى.
الوثيقة التي نفاها المصدر، لقيت تفاعلًا واسعًا من قبل ناشطين وصفحات التواصل الاجتماعي، وهي صادرة في 12 من شباط الحالي ونشرها موقع “الاقتصاد اليوم” نقلًا عن مصادر خاصة.
وتقول الوثيقة إنها مرسلة من مصرف سوريا المركزي إلى مطار “دمشق” الدولي، مفادها التعهد بتسديد بدلات هبوط طائرة وخدمات الطيران المدني والخدمات الأرضية.
ونصت الوثيقة على وجود شحنة أموال متوقع ورودها عبر طائرة قادمة من روسيا إلى مطار “دمشق”، في 14 من شباط، مع تعهد المصرف بتسديد بدلات هبوط الطائرة، وخدمات الطيران المدني والخدمات الأرضية في المطار.
كما جرى تداول أنباء أن المبالغ المقدر وصولها هي 60 تريليون ليرة سورية (جميعها من فئة 5000 ليرة)، دون مصدر رسمي لذلك.
وحملت الوثيقة اسم وتوقيع حاكمة مصرف سوريا المركزي المكلفة بتسيير الأعمال الدكتورة، ميساء صابرين.
الوثيقة ظهرت على وسائل التواصل بعد يوم من إجراء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، وتوجيه دعوة من بوتين إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة روسيا.
بدوره قال المحلل الاقتصادي، محمد صالح الفتيح، إن الطائرة القادمة من روسيا لا تستوعب حمولتها نقل مبلغ قدره 60 تريليون ليرة سورية بحسب الأرقام التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن صحت تلك الأرقام فإن شحنها يحتاج إلى جسر جوي كامل، ما يعني أن ذلك المبلغ يحتاج لـ 80 رحلة جوية بأكبر طائرة شحن عسكري روسية لشحنها إلى سوريا.
وأشار الفتيح، عبر حسابه في “فيس بوك”، إلى أن الطائرة الروسية الواحدة، يمكن أن تحمل 750 مليار ليرة سورية فقط، ما يعادل تقريبًا كتلة الرواتب الشهرية الحالية (قبل الزيادة المنتظرة) أو حوالي 10% من كتلة الأموال المحتجزة للتجار عبر منصة تمويل المستوردات
وختم الفتيح حديثه بأن حجم النقد السوري المتداول حاليًا يتراوح بين 130 و140 تريليون ليرة سورية (10 مليارات دولار)، وهذا النقد من حيث القيمة الفعلية يعادل حوالي 15% إلى 20% من قيمة النقد السوري الذي كان متداولًا في 2010، ما يعني أن سوريا بحاجة لضخ سيولة محلية كبيرة لتحسين قيمة الليرة السورية.
شهدت الليرة السورية حالة من التذبذب خلال الأيام الماضية، إذ تحسنت قيمتها قبل عشرة أيام، ووصلت إلى سبعة آلاف أمام الدولار، لكن عادت للتراجع مجددًا، ويبلغ سعر الصرف اليوم حوالي 10 آلاف ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم“.