بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في 8 من كانون الأول 2024، لا يزال السفراء الذين عيّنهم الأسد على رأس عملهم، إثر تشكيل حكومة انتقالية، وتولية أحمد الشرع منصب رئيس الجمهورية للمرحلة الانتقالية في سوريا.
ورغم وجود سفراء لنظام الأسد في مختلف الدول قبل سقوطه، باستثناء قطر، التي منحت السفارة السورية منذ بداية الثورة للمعارضة السورية (الحكومة الحالية)، فإن بعض السفراء كانوا معروفين بدفاعهم الشرس عن النظام في المحافل الدولية، وهو ما كان واضحًا في تصريحاتهم ونشاطهم السياسي، وأبرزهم:
بشار الجعفري
لا يزال بشار الجعفري سفيرًا لسوريا في روسيا بعد أشهر على سقوط النظام، مع فارق في اللهجة التي كان ينبناها، إذ قدّم بعد أسبوعين من سقوط الأسد تعليقه الرسمي الأول على التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا.
وفي لقاء مع أفراد الجالية السورية في روسيا، قال الجعفري، إن دعوة الجالية هي للاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق، وفق تعبيره.
الجعفري وبعد سنوات طويلة من الدفاع الشرس عن نظام الأسد، قال لأبناء الجالية، إنه في سوريا لم يكن هناك نظام، ولو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، معتبرًا أن ما كان موجودًا هو منظومة فساد رهنت مصالح البلد لخدمة مآربها الشخصية، ولذا سقطت هذه المنظومة بهذه الظروف وهذه السرعة.
شغل بشار الجعفري منصب مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بين عامي 2006 و2020، فهاجم فصائل المعارضة السورية ووصفها بـ”جماعات إرهابية مدعومة من دول أجنبية”.
وقدّم انتقادات لاذعة للدول الغربية، واتهمها بممارسة “النفاق السياسي ودعم الإرهاب”، ودافع عن العمليات العسكرية لنظام بشار الأسد وحليفه الروسي، وقال إنها تستهدف “الإرهابيين” في سوريا.
في شباط 2021، عيّن بشار الأسد الجعفري نائبًا لوزير الخارجية، وفي تشرين الأول 2022، عيّنه سفيرًا في موسكو.
أيمن سوسان
في كانون الأول 2023، عيّن بشار الأسد، أيمن سوسان سفيرًا في السعودية، بعد نحو عقد من الزمن شغل خلاله منصب معاون وزير الخارجية.
ورغم تعيينه معاونًا لوزير الخارجية في 2014، وكان المنصب حينها لوليد المعلم، فإن أيمن سوسان بقي في ظل المعلم حتى عام 2018، حين بدأ ظهوره الإعلامي والسياسي بالتصاعد، على حساب غياب وزير الخارجية عن الشاشة في تلك الفترة.
العلاقات مع السعودية، والتقارب التركي مع النظام السوري، ومساره الشائك، ومباحثات “أستانة” التي كانت تنشد حلًا سياسيًا في سوريا لم يتحقق، كلها ملفات شارك بها سوسان، حاملًا أجندة الأسد وروايته للأحداث على عاتقه في المباحثات والنقاشات التي كانت تقام على مستوى دول.
وبعد سقوط النظام، سارع سوسان لإعلان البراءة من الأسد، فالسفير بالرياض في الوقت الذي كانت تصدّ به السعودية سيلًا غير منتهٍ من مخدرات الأسد، اعتبر أن بقاءه في منصبه وعدم الانشقاق يخدم الناس أكثر، دون تفسير لآلية أو طريقة الخدمة المزعومة.
قصي الضحاك
سفير سوريا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك منذ كانون الأول 2023، بعدما كان نائبًا للمندوب بين عامي 2020 و2023.
قبل أيام قليلة من سقوط نظام الأسد، وحين كانت عملية “ردع العدوان” على أشدها، وتسير باتجاه إسقاط الأسد، اعتبر الضحاك أن الغارات الإسرائيلية على سوريا مهدت الطريق لهجوم “فصائل المعارضة”.
وبرأي الضحاك، فالهجوم لم يكن ممكنًا تنفيذه لولا “ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك”.
وقال الضحاك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي انعقدت في 4 من كانون الأول 2024، بطلب من نظام الأسد، “إن حجم ونطاق الهجوم الإرهابي الذي نفذته تلك التنظيمات يوضح بشكل لا لبس فيه، الدعم الذي توفره أطراف إقليمية ودولية وجدت في الإرهاب أداة لتنفيذ سياستها الخارجية واستهداف الدولة السورية وزعزعة أمنها واستقرارها والتسبب بمعاناة أهلها”.
وبعد أيام قليلة من سقوط النظام، أرسل الضحاك رسالة لمجلس الأمن الدولي، حملت شكوى من الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وجاء في نصّها، “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة في تاريخها يتطلع فيها شعبها لإرساء دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون وتحقيق آماله في الرفاه والاستقرار، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتوغل في مساحات إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة”.
وفي 12 من شباط، دعا الضحاك في جلسة لمجلس الأمن إلى رفع كامل للعقوبات الأمريكية والأوروبية.