ذكرت صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في سوريا لسنوات، بدعم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحفاظ على منطقة عازلة، بالرغم من ضغوط مستمرة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة اليوم، 13 من شباط، إن هناك جهودًا للدول الأوروبية والأمم المتحدة للتطبيع مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلا أن الإدارة الأمريكية ستبقى داعمة لإسرائيل، بالرغم من التقدم في ملف رفع العقوبات.
وأشارت إلى أن هناك ضغوطًا دولية على إسرائيل للمطالبة بالانسحاب من المنطقة العازلة السورية، خصوصًا بعد تأكيد الشرع على التزامه باتفاقية “1974”.
ووفق الصحيفة، تعتقد إسرائيل أن ملامح السلطة الجديدة ستتضح بنهاية العام الجاري 2025.
واعتبرت أن التصريحات العلنية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس هي لمحاولة الضغط من قبل الأطراف الرئيسية المشاركة في سوريا، لأمن إسرائيل على محمل الجد.
وتوغلت إسرائيل في الأراضي السورية جنوبًا في مدينتي درعا والقنيطرة، منذ الساعات الأولى لسقوط النظام السابق، في 8 من كانون الأول 2024.
وترافق التوغل مع تدمير للقطع العسكرية التابعة للنظام السابق في مختلف المناطق داخل سوريا، وتبرر إسرائيل توغلها وقصفها، لحفظ أمنها الداخي.
من جانبه، اعتبر الشرع في أكثر من مناسبة أن توغل إسرائيل جنوبي سوريا غير مبرر، خصوصًا بعد زوال أسباب تهديد أمنها المتمثل بإيران و”حزب الله” اللبناني من الأراضي السورية.
إدانات دولية
وتتلقى إسرائيل إدانات دولية وأممية لتوغلها جنوبي سوريا، منذ الساعات الأولى، أحدثها كان في جلسة مجلس الأمن أمس، 12 من شباط.
وأدانت عدة دول التوغل الإسرائيلي منها قطر وتركيا، واعتبرت الأخيرة أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك سيادة البلاد وتقوض جهود الاستقرار، داعية إلى التحرك “فورًا وبحزم” لإنهاء وجودها في سوريا.
من جهتها، شددت اليونان على ضرورة احترام اتفاقية “فك الاشتباك لعام 1974″، معربة عن قلقها إزاء ما وصفته بـ”الانتهاكات المنهجية لسيادة سوريا”.
كما أدانت الكويت، التوغلات المتزايدة من قبل ما وصفتها بـ“القوة المحتلة”.
ليس مؤقتًا
وفي ذات السياق، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، في 11 من شباط، أن إسرائيل أقامت “بهدوء شديد” منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها في سوريا لم يعد مؤقتًا.
ويعمل الجيش الإسرائيلي على بناء تسعة مواقع عسكرية داخل المنطقة الأمنية، ما يشير إلى نية تل أبيب تعزيز انتشارها العسكري في سوريا على المدى الطويل، بحسب الإذاعة.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سوريا طيلة عام 2025، مع رفع عدد الألوية العاملة هناك إلى ثلاثة ألوية، مقارنة بكتيبة ونصف فقط قبل 7 من تشرين الأول 2023.
وخلال زيارته إلى الجانب السوري من جبل الشيخ، قال وزير الدفاع كاتس، في 28 من كانون الثاني الماضي، إن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.