يتزايد الحديث عن القلق الذي يشهده قطاع النسيج في تركيا، مع إقبال اللاجئين السوريين للعودة إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي تقرير أعدته وكالة “فرانس برس” عن التأثير المترتب على احتمالية عودة العمال السوريين لبلادهم، أوضحت أن السوريين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة، خاصة في المدن الجنوبية مثل غازي عنتاب.
ويعرب العديد من أصحاب المصانع عن مخاوفهم من تأثير مغادرة السوريين على الإنتاج وارتفاع تكاليف العمالة، وذلك لاعتماد قطاع النسيج التركي على العمالة السورية، بحسب التقرير.
علي غوزجو، مدير لشركة منسوجات في غازي عنتاب، قال للوكالة إن 70% من عماله هم من السوريين، وإن مغادرة هؤلاء العمال إلى بلادهم سيسبب خسارة في اليد العاملة.
وفي تقرير نشرته صحيفة “عالم الأعمال” التركية، فإن السوريين يحتلون مكانة مهمة في القطاع منذ 11 عامًا، ومع رحيل هؤلاء العمال سيحدث نقص في العمالة.
هل يعود العمال السوريون؟
يرى الخبراء أن مسألة العودة معقدة بالنسبة للسوريين، ويشيرون إلى أن المخاوف من مغادرة جماعية لا أساس لها بسبب عدم اليقين الذي يخيّم على بلد دمرته 13 عامًا من الحرب، بحسب التقرير.
وأوضح البروفيسور مراد أردوغان، الذي أجرى استطلاعًا عن أوضاع السوريين، للوكالة أن رحيل الأسد لم يكن العائق الوحيد أمام عودتهم، إذ لا تزال هناك مخاوف تتعلق بالأمن، واستمرار الصراع، والبنية التحتية المدمرة.
وأشار إلى أن معظم السوريين أسسوا حياة في تركيا، إذ ولد أكثر من 970 ألف طفل خلال السنوات الـ 12 الماضية.
كما يرى أنه على الرغم من ظروف العمل الصعبة للسوريين في تركيا، فإنهم يدركون أن فرصهم في بلادهم لن تكون أفضل.
وأضاف أن السوريين يواجهون ظروف عمل صعبة في تركيا، لكنهم يحصلون على دخل أعلى بكثير مما قد يحصلون عليه في سوريا، حيث لا يتجاوز متوسط الدخل الشهري هناك 14 دولارًا.
واعتبر أردوغان أن قرار العودة “ضخم”، مرجحًا أن 20% فقط من السورييين ممكن أن يعودوا، وأن ذلك سيستغرق وقتًا طويلًا.
وعلى الرغم من أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن نحو 100 ألف سوري فقط يحملون تصاريح عمل، فإن التقديرات تشير إلى أن مليون سوري يعملون في الاقتصاد التركي.
ويعمل السوريون في القطاعات التي تتطلب عمالة كثيفة مثل البناء والتصنيع والنسيج، بحسب تقرير الوكالة.
ومن الممكن أن تؤدي مغادرتهم إلى إحداث فجوة كبيرة في القوة العاملة في الصناعة، والتي تعاني من ضغوط التضخم وارتفاع التكاليف.
وعاد 81 ألفًا و576 لاجئًا سوريًا إلى بلادهم منذ 9 من كانون الأول 2024، أي بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، بحسب ما صرح به وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في 29 من كانون الثاني الماضي.
سوق النسيج التركي
تعد تركيا سادس أكبر منتج للنسيج في العالم، وتعتمد صناعتها على المناطق الجنوبية التي تستضيف معظم اللاجئين السوريين، والبالغ عددهم نحو 2.9 مليون لاجئ.
وسجلت صادرات النسيج التركية إيرادات بلغت 9.5 مليارات دولار في عام 2024، مع حجم صادرات وصل إلى 2.45 مليون طن.
وحققت الأقمشة أعلى دخل بقيمة 5.9 مليارات دولار، ومن ثم القطن بـ 2.38 مليار دولار، ثم الألياف بـ 1.17 مليار دولار.