وافقت الفصائل المحلية في السويداء على التعاون مع حكومة دمشق المؤقتة وممثلها في السويداء، مصطفى البكور، لخفض التوتر في قرية الثعلة بالريف الغربي للسويداء إثر مقتل شاب من أهالي القرية.
وتصاعد التوتر في السويداء إثر مقتل الشاب رعد الحمود من قرية الثعلة، بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل ثلاثة مسلحين أثناء رحلة صيد في المنطقة، وأُصيب شاب آخر برفقته، وفقًا لما ذكره موقع “السويداء 24”.
وقال مدير المكتب الإعلامي لفصيل “لواء الجبل” في السويداء، زياد أبو طافش، لعنب بلدي، إن قوات الأمن العام دخلت قرية الدارة لإلقاء القبض على المتهم بقتل الشاب من قرية الثعلة.
وأدى مقتل الشاب رعد الحمود إلى توتر عسكري بين عشائر السويداء والفصائل المحلية، وتبادل التهديدات والتجييش “لإيقاظ الفتنة بين مكونات البلد الواحد”، حسب تعبير أبو طافش.
وتأسس فصيل لواء الجبل بقيادة مرهج الجرماني، وهو فصيل درزي مسلح يتمركز في محافظة السويداء جنوبي العاصمة دمشق.
تنسيق مع “الأمن العام”
حادثة القتل أدت إلى توتر عسكري بين العشائر والفصائل المحلية في السويداء، إذ انتشرت مجموعات من الفصائل في قرية الدارة، ما دفع قائد فصيل “لواء الجبل”، شكيب عزام، للتدخل والتهدئة عبر التفاوض مع الفصائل الأخرى للموافقة على التنسيق مع الأمن العام لتسليم المتهم بالقتل للقضاء.
وأكد مدير المكتب الإعلامي لفصيل “لواء الجبل”، زياد أبو طافش، أن “الفصيل يدعم تعزيز أركان الدولة المدنية تحت سقف القانون العادل الذي يضمن حرية وحقوق كل السوريين دون تمييز”، ولكن الفصائل مضطرة للتعامل مع الواقع ريثما يُعاد ترميم مؤسسات الدولة الشرطية والضابطة العدلية، حسب تعبيره.
اعتياد الحلول العشائرية
قال مسؤول المكتب السياسي لـ”الحركة الشبابية السياسية” في السويداء التي تأسست لدعم الحراك السلمي في المدينة، بشار سريوي، لعنب بلدي، إن أبناء المدينة اعتادوا الحلول العشائرية في المدينة بسبب غياب جهاز القضاء من السويداء منذ عام 2015.
الفصائل والعشائر يعملون على خفض التصعيد وليس على حل المشكلة، والتوترات ستبقى في حالة تصعيد، وأي تأخير في بناء الدولة وإعادة الثقة في الجهاز القضائي سيجعل نزاعات مدينة السويداء مفتوحة، وذريعة للتدخل الخارجي، بحسب سريوي.
من جهة أخرى، ترى المحامية والناشطة في حراك السويداء عالية القنطار، أن التوترات في السويداء مسؤول عنها أشخاص تابعون “لأجندات”، حسب وصفها، هدفهم خلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة الجنوبية.
وأكدت القنطار في حديثها لعنب بلدي، أن السويداء ستبقى مثلما كانت خلال السنوات الماضية تحافظ على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي وتمنع الفتنة.
ليست الأولى
تشهد مدينة السويداء بشكل متكرر توترات عسكرية بين البدو القاطنين في المنطقة ومجموعات من الفصائل المحلية، أدت إلى حوادث أمنية بين المدنيين.
في حين يشهد الطريق الواصل بين دمشق والسويداء حوادث أمنية تؤدي إلى قطعه في حالات التصعيد.
وقالت شبكة “السويداء 24” المحلية، إن توترات وحوادث عنف “لأسباب انتقامية” استهدفت بمعظمها المدنيين، حدثت في مدينة السويداء وعلى الطريق الواصل مع دمشق.
ومنذ عام 2020، تمتلك السويداء استقلالية عسكرية وأمنية بالرغم من وجود النظام داخل المدينة قبل سقوطه في 8 من كانون الأول 2024، بسبب وجود فصائل محلية تسلمت إدارة المنطقة، أبرزها “لواء الجبل” و”رجال الكرامة”.