رتل عسكري تابع للواء الثامن خلال توجهه إلى مدينة جاسم بريف درعا لحل خلاف عشائري - 18 تموز 2024 (Bosra Press)
تدريجيًا.. “اللواء الثامن” ينسق للاندماج بحكومة دمشق
نفى القيادي في “اللواء الثامن” العامل بالجنوب السوري نسيم أبو عرة، ما ورد على لسان وزير الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة حول رفض الفصيل الانضمام لوزارة الدفاع السورية.
وقال أبو عرة عبر تسجيل مصور نشرته صفحة “bosra press” المقربة من “اللواء”، الاثنين 10 من شباط، إن أبناء الجنوب هم أول من نادى بتأسيس وزارة دفاع وطنية تعمل وفق القواعد العسكرية الحرفية المنضبطة.
ويرى أن وزارة الدفاع المنشودة يجب أن تحقق الاستفادة المثلى من خبرات الضباط والثوار، وتضمن تمثيل جميع مكونات سوريا دون إقصاء أو تهميش.
بيان القيادي في “اللواء” جاء ردًا على تصريحات وزير الدفاع بحكومة حكومة دمشق المؤقتة التي قال فيها، إن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام لوزارة الدفاع.
وأضاف أبو قصرة لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 6 من شباط الحالي، أن هناك عددًا من الفصائل الرافضة للانضمام لوزارة الدفاع، بما في ذلك أحمد العودة، قائد “اللواء الثامن” في الجنوب، والذي قاوم محاولات وضع وحدته تحت سيطرة الدولة.
وأكد أن المجموعات التي ستنضم لقيادة وزارة الدفاع لن يسمح لها بالبقاء في وحداتها الحالية، وستحل جميعها في نهاية المطاف.
تواصلت عنب بلدي مع اثنين من قادة الصف الأول في “اللواء الثامن” قدما معلومات بشأن الاندماج بوزارة الدفاع بشرط عدم ذكر اسميهما، إضافة إلى قيادي ثالث ترك “اللواء” وانضم لوزارة الدفاع مع عناصره، أيضًا فضل عدم ذكر اسمه لتجنب الوقوع في إشكالية مع فصائل الجنوب.
ما سبب الخلاف
أرجع القيادي الذي تخلى عن عضويته في “اللواء الثامن” سبب الخلاف مع وزارة الدفاع لكون جزء من “اللواء” يريد الانضمام للوزارة ككتلة عسكرية في الجنوب السوري، في حين ترفض الوزارة هذا الطرح، وتطالب بانضمام العناصر كأفراد، والقادة كضباط.
وأضاف أن دمشق تحاول تجنب الدخول في صدام مع فصائل عسكرية شاركت بالمعارك ضد النظام السوري في إطار “ردع العدوان”، لكن في الوقت نفسه لا قدرة للفصائل العسكرية على فرض أي شرط على الوزارة، إذ لا قوة عسكرية تخوّلها فرض شروطها، وفق القيادي السابق في “اللواء”.
وأضاف القيادي، “دمشق أبلغت قيادة (اللواء الثامن) في بصرى الشام شرقي درعا، أن حالهم حال فصائل المعارضة الأخرى من (أحرار الشام) وغيرها من الفصائل الكبيرة التي حلت نفسها واندمجت بالوزارة”.
ولفت إلى أنه وقادة آخرين تركوا “اللواء”، وانضموا مع مجموعاتهم لوزارة الدفاع، ولم يبق من “اللواء الثامن” سوى “مجموعة صغيرة” لم تنضم للوزارة بعد.
وخلال البيان المصور الذي ظهر فيه القيادي في “اللواء الثامن” نسيم أبو عرة، نفى الاتهامات المتعلقة بالانفصال، مؤكدًا أن أبناء الجنوب كانوا في طليعة المدافعين عن وحدة سوريا.
وأكد على ما أسماها “الثوابت التي لا يمكن الحياد عنها”، وهي ما اعتبرها أساس رؤية فصائل الجنوب لمستقبل سوريا، وتتمثل بثلاث نقاط:
- أبناء الجنوب يسعون إلى الاستقرار وتعزيز وحدة سوريا وسلامة أهاليها، بعيدًا عن أي استقطاب أو إقصاء.
- رفض أي مشروع داخلي أو خارجي المساس بالثورة السورية أو تقويض مكتسباتها والالتفاف على التضحيات التي قدمها الشعب السوري.
- لن يعلو أي صوت فوق صوت القانون والعدالة، وصولًا إلى سوريا “موحدة وحرة وقوية”، في ظل دستور يحمي حقوق أبنائها ويضمن مشاركة عادلة بين جميع مكوناتها وفق معايير الخبرة والكفاءة.
بين “الداخلية” و”الدفاع”
القياديان الحاليان في “اللواء” والقيادي السابق، قالوا لعنب بلدي، إن مجموعات من “اللواء الثامن” انضمت فعلًا لوزارة الدفاع، بينما انتسبت أخرى لـ”إدارة الأمن العام” التابعة لوزارة الداخلية.
وقال القيادي السابق في “اللواء”، إن الانضمام حصل على شكل مناطق (قرى وبلدات)، فمجموعات الحراك انضمت لوزارة الدفاع ومجموعة صيدا وبصرى أيضًا، لافتًا إلى وجود أفراد تركوا فصائلهم وانتسبوا لوزارة الدفاع على شكل أفراد.
مصدر في قسم الذاتية (الأرشيف) بـ”اللواء الثامن” وافق أيضًا على الإدلاء بمعلومات بشرط عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن ما يحصل على الأرض فعلًا، مختلف عن الإشكالية التي طرحت في وسائل الإعلام مؤخرًا.
وأضاف أن “اللواء الثامن” هو الذي أشرف على تنظيم قوائم تضم أسماء العناصر والعسكريين من كافة مناطق درعا، إلى جانب قوائم تشمل أسماء العناصر المنشقين عن النظام السوري باستثناء مدينة درعا البلد، ومن ثم تقديم هذه القوائم لوزارة الدفاع.
ولفت إلى أن وزارة الدفاع طلبت من “اللواء” قبل أيام أن ينضم 15 فردًا من من كل قرية إلى “الأمن العام” وقدم “اللواء” من بلدة معربا 15 عنصرًا، ومن غصم 15 آخرين، من بصرى أيضًا 15 عنصرًا، ومن الحراك وصيدا مثلهم، مشيرًا إلى أن هؤلاء العناصر هم مقاتلون في “اللواء الثامن” بالأساس، ما يعني أن “اللواء” يستجيب مع طلبات الاندماج.
وقال المصدر العامل بقسم الذاتية في “اللواء”، إن الأخير يعمل حاليًا على تجهيز قوائم أخرى من عناصر “اللواء” للاندماج إلى قوات الشرطة.
ورجّح خلال حديثه لعنب بلدي أن تعمل وزارة الدفاع على تفكيك “اللواء” عبر تقسيم عناصره على الوزارات، والتشكيلات العسكرية، عبر طلب أعداد قليلة من العناصر لضمهم إلى وزارة الدفاع، أو الداخلية، بشكل شبه يومي.
ولفت إلى أن وزارة الدفاع لم تطلب انتساب عناصر من “اللواء” حتى اللحظة، واقتصر انضمام عناصره على وزارة الداخلية، بينما ينتظر “اللواء الثامن” طلبًا من وزارة الدفاع لإرسال عناصره، والانضمام للوزارة.
تنسيق مع وزارة الدفاع
كانت درعا قبل سقوط النظام السوري تعاني من توتر أمني امتد على نحو خمس سنوات، ولم تكن القوات الشرطية والأمنية قادرة على تنفيذ أي مهام لإنهاء هذه الحالة، في ظل رفض أبناء المنطقة التعامل مع النظام المخلوع وأجهزته الأمنية.
وبعد سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، عملت الإدارة الجديدة على ضبط الأمن في عموم المحافظات السورية ومنها محافظات درعا، إذ افتتحت مخافر ونقاطًا أمنية لقوى “الأمن العام” في درعا، وفق ما قاله قيادي في “اللواء” لعنب بلدي.
وأضاف أن وزارة الداخلية طلبت من “اللواء الثامن” رفد 15 عنصرًا في مخافر الأمن العام بمناطق معربا وغصم وقرى محاذية لبصرى الشام.
ولفت القيادي إلى أن التنسيق بين “اللواء” ودمشق قائم “على قدم وساق”، إذ تذهب قوات “اللواء الثامن” إلى النيابة العامة في درعا للحصول على قرار قضائي، قبل انطلاق مجموعاتها لتنفيذ أي عملية أمنية في الجنوب.
ونوّه إلى أن “اللواء” بانتظار طلب الشرطة ووزارة الدفاع من “اللواء الثامن” رفد عناصره بالوزارة، وقوات الشرطة، معتبرًا أنه لا يوجد أي خلاف من جانب “اللواء الثامن” مع دمشق.
اقرأ أيضًا: السلاح في سوريا.. توحيد الجيش تهدده الفصائلية
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :