“فوضى مرورية” في دمشق.. جهود المتطوعين لا تكفي

  • 2025/02/09
  • 8:29 م
الازدحام المروري عند جسر فكتوريا في دمشق - شباط 2025 (عنب بلدي)

الازدحام المروري عند جسر فكتوريا في دمشق - شباط 2025 (عنب بلدي)

يقف محمود تاجر، مراقبًا لخط سير جديدة عرطوز في منطقة البرامكة، لتنظيم السير بشكل تطوعي منذ سقوط النظام، بعد غياب عناصر شرطة المرور التي حلت محلها مجموعة من المتطوعين.

وقال محمود لعنب بلدي إنه يعمل بمعدل 8 ساعات يوميًا في منطقة البرامكة، على أمل أن يخفف من عبء أزمة السير والفوضى المرورية التي تشهدها العاصمة دمشق، وخاصة النزاعات بين أصحاب السيارات والحافلات التي يحاول محمود حلها بشكل “سلمي” منعاً لاستخدام العنف.

حاولت عنب بلدي التواصل مع دائرة المرور في وزارة الداخلية حول فوضى المرور وغياب الشرطة، لكن لم تتلق استجابة من الجهة المعنية.

وتشهد مدينة دمشق فوضى بتنظيم حركة المرور بسبب تغيير الحافلات لخطوط سيرها دون موافقات، والدخول إلى الشوارع الفرعية، إضافة إلى توقف السيارات في الأماكن الممنوعة.

متطوع ينظم المرور في منطقة البرامكة في دمشق – شباط 2025 (عنب بلدي)

لا أحد يريد أن يكون شرطي مرور

“أعمل هنا لوحدي”، قال شرطي المرور المنشق عامر الخضر، الذي عاد إلى عمله والتقت به عنب بلدي عند عقدة جسر فيكتوريا في أثناء جولتها في العاصمة دمشق.

وبحسب عامر، فإن عناصر الشرطة المنتشرين الآن في شوارع دمشق لا يغطون 5% من أحياء العاصمة دمشق، لذلك ينتشرون في المناطق الأكثر ازدحامًا.

وفرزت وزارة الداخلية السورية ما يقارب 400 عنصر من الشرطة لضبط فوضى المرور في دمشق، لكن لم يأتِ أحد منهم إلى العمل، فغالبية المتطوعين في الشرطة يفضلون العمل في إدارة الأمن العام، أو مخافر الشرطة، ولا أحد يرد العمل كشرطي مرور. وفقًا لما قاله عامر الخضر.

وخرجت وزارة الداخلية السورية الدفعة الثانية من عناصر الشرطة بينهم 400 شرطي مرور، في 5 من شباط 2025.

جسر فيكتوريا والمحافظة الأكثر ازدحامًا

“استغرق الطريق حوالي ساعتين من منطقة نهر عيشة إلى ساحة المحافظة، ولم أصل”، يروي “أبو شادي” لعنب بلدي معاناته مع أزمة ازدحام المرور في منطقة جسر فيكتوريا، أثناء عمله كسائق لحافلة تقل الموظفين.

ويأمل “أبو شادي” بتزويد العاصمة دمشق بكوادر من شرطة المرور لتنظيم الفوضى، حتى لم تم الاستعانة بالكوادر السابقة، فبحسب رأيه يمكن للإدارة الجديدة ضبط الكوادر “الفاسدة” منها.

أما “أبو عمار”، سائق حافلة عمومية الذي يتجنب دخول العاصمة دمشق إلا للضرورة، تجنبًا لحوادث المرور والمشاجرات مع السائقين الذين يتجاوزن قواعد المرور، لا يرغب بعودة الكوادر السابقة بسبب فسادها.

واعتادت مدينة دمشق على الازدحام المروري في منطقتي جسر فيكتوريا وساحة المحافظة، لكن المشهد ازداد ازدحامًا مع عدم وجود عناصر شرطة عند القعدة المرورية التي تصل ساحة المرجة وجسر فكتوريا وساحة المحافظة.

الازدحام المروري عند عقدة جسر فكتوريا في دمشق – شباط 2025 (عنب بلدي)

المرور منذ سقوط النظام

وفر أفراد شرطة تنظيم المرور من نقاط عملهم مع إعلان سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024.

وشهدت الأيام التي تلت سقوط نظام الأسد مشاركة السكان في عمليات تنظيم حركة المرور، نتيجة عدم وجود شرطة مرور في المدن.

وانتشرت فرق تطوعية شبابية لهذا الغرض، تلقت تدريبها عبر دورات مكثفة في إدارة المرور بإشراف الإدارة الجديدة، التي زودتهم بمعدات، بالتعاون مع منظمة “سند“.

وزارة الداخلية تفتح أبوابها

وفتحت وزارة الداخلية السورية باب الانتساب إلى كلية الشرطة في 16 من كانون الأول 2024، ووضعت عددًا من الشروط لقبول المنتسبين هي:

  • ألا يقل عمر المتقدم عن 20 عامًا ولا يتجاوز 30 عامًا.
  • أن يكون المتقدم غير محكوم بأي جرم شائن.
  • أن يكون حاصلًا على الشهادة الإعدادية أو ما يعادلها على الأقل.
  • أن يتمتع المتقدم بصحة جيدة وبنية سليمة، ويكون لائقًا بدنيًا.
  • أن يجتاز المتقدم الدورات المقررة.
  • ألا يقل طول المتقدم عن 168 سنتمترًا.

ودخلت “إدارة العمليات العسكرية” إلى دمشق في 8 من كانون الأول 2024، وأسقطت نظام بشار الأسد، ولم تعتمد على كوادر وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام السابق.

مقالات متعلقة

  1. عوامل تخلق فوضى مرورية في إدلب
  2. «شرطة المرور الحرة».. خطوة خجولة في الشمال السوري
  3.  اعزاز.. ضبط المخالفات المرورية يعوقه خوف من ذوي السطوة
  4. ضحايا بينهم أطفال بحادث سير بالقرب من ضاحية الأسد

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية