الصداقة والندم في “The Peanut Butter Falcon”

الصداقة والندم في "The Peanut Butter Falcon"
tag icon ع ع ع

يتناول الفيلم الأمريكي “The Peanut Butter Falcon” (صقر زبدة الفول السوداني)، مجموعة من الأفكار والعواطف الإنسانية التي لا يتردد العمل في الإفصاح عنها منذ المشاهد الأولى، ومنها مشاعر الصداقة والشعور بالندم والتكفير عن الذنب.

تدور القصة حول “زاك”، وهو شاب مصاب بمتلازمة داون، يحاول أكثر من مرة الهروب من دار للعجزة والتمريض رمته عائلته فيها، ليسعى للذهاب وراء طموحه في تعلم المصارعة وتحقيق بطولة ما في الحياة.

وبعد أكثر من محاولة فاشلة تتكلل مساعي الشاب بالنجاح، وهنا يلتقي بـ”تايلر” وهو شاب خارج عن القانون، تتبعه عصابات وتبحث عنه لتسديد مستحقات مالية، ما يخلق حالة من الصداقة بين الشابين اللذين يخوضان رحلة طويلة ليصل كل منهما إلى مبتغاه.

وبعدما حوّل طول الطريق هذين الرفيقين إلى صديقين يغير كل منهما خططه لمصلحة الآخر، ليتعاطف “تايلر” مع “زاك” ويوصله إلى الشخص الذي يمكن أن يساعده في تحقيق طموحه.

في خضم هذه المسافات الطويلة، وفي الوقت الذي تبحث فيه دار العجزة والتمريض عن الشاب الهارب، تدور حوارات عميقة تطرح الكثير من الأفكار الجوهرية حول كينونة الإنسان وقيمته البشرية، والأحكام المسبقة تجاه البشر.

الفيلم بالمجمل غني وغير ممل وجذّاب ولا يتأخر على المشاهد بمقدمات وتمهيدات قد تقتل حالة الانتباه لدى الجمهور، فيقدم في الوقت نفسه قصة عاطفية كحامل درامي للأحداث، وتدور أحداثها القليلة بين “تايلر” و”إليانور” الشابة التي تطوي مسافات طويلة بحثًا عن الشاب الهارب “زاك”.

شيء من هذه الصداقة التي لا تقوم على تكافؤ صحي أو نفسي أو عاطفي بين “زاك” و”تايلر” عززها شعور الثاني بالندم، على فقدان صديق سابق بحادث سيارة، وهو ما لم يقله الشاب بصراحة، لكن الفيلم قدمه بصورة تخيلات وذكريات مستعادة من اللاوعي، عبر الأحلام، ما جعل هذه الصداقة نوعًا من التكفير عن ذنب لم تكن للشاب يد مباشرة به أكثر من تنفيذ القدر على يديه.

الفيلم صدر في 2019، من إخراج وتأليف تايلر نيلسون، ومايكل شوارتز، وبطولة كل من طون بيرنثال، وشيا لابوف، وداكوتا جونسون، وتوماس هادن شيرش، ويروس ديرن، وجون هوكس، وتقييمه 6.7 عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة