“كلمات صغيرة” للطنطاوي.. عن الدين والمجتمع والسياسة

  • 2025/02/09
  • 2:07 م
"كلمات صغيرة" للطنطاوي.. عن الدين والمجتمع والسياسة

جمع الكاتب السوري مجاهد ديرانية بعض المقالات المتفرقة التي كتبها جدّه (لأمه) الأديب والفقيه علي الطنطاوي، والتي نشر بعضها في مجلات وصحف سورية قديمة، وبعضها الآخر عثرت عليه العائلة بعد وفاته، ضمن مسودات لم تُنشر.

كما جمع ديرانية بعض مقالات جدّه الدورية القصيرة التي كتبها بجريدة “النصر” تحت عنوان “كل يوم كلمة صغيرة”، ومن ثم انتقلت هذه المقالات إلى جريدة “الأيام”، في منتصف القرن الماضي.

الطنطاوي عاصر حقبة مهمة ومصيرية في التاريخ السوري والعربي الحديث، فبداية القرن الـ20، شهدت سوريا والمنطقة عدة منعطفات غيّرت معالم الوجه الاجتماعي والسياسي، بدءًا من الحقبة العثمانية التي شهد الكاتب نهايتها، مرورًا بالاستعمار الفرنسي والنكبة الفلسطينية.

وعَمِل الطنطاوي في القضاء، ما جعله يتعرف إلى أصناف وشرائح عديدة من السوريين، وهذا ما أبرز كتاباته المجتمعية، التي حملت بعدًا توعويًا ونصحًا في بعض الأحيان، كما حمله على الكتابة في الشأن العام السياسي، فضلًا عن المواضيع الدينية.

تتميز مقالات الطنطاوي بالبساطة وسهولة الفهم وقربها العميق من المجتمع السوري ومواضيعه المختلفة، بعيدًا عن التكلف في المصطلحات.

صدرت الطبعة الأولى من “كلمات صغيرة” (نحو 290 صفحة) عام 2016، عن “دار المنارة” وحوى 114 مقالة معظمها قصيرة، وبعضها نشر في كتاب آخر جمعه ديرانية لمؤلفات جدّه في كتاب “مقالات في كلمات- الجزء الثاني”.

للطنطاوي مؤلفات عديدة بلغت نحو 50 مؤلفًا ما بين كتب ورسائل ومقالات مجموعة، ويغلب عليها الطابع الإسلامي، ولا تخلو من نَفَس أدبي، تطرق فيها للتاريخ والسياسة ومواضيع اجتماعية، منها “مع الناس”، و”حكايات من التاريخ” و”فكر ومباحث”.

وللمسرح نصيب على قلته من مؤلفات الطنطاوي، أُخرج بعضه على الخشبة، إلا أن الاستعمار الفرنسي منعه من نشر بعض ما كتب في مرحلة شبابه.

ولد الطنطاوي عام 1909 لعائلة عرف عنها العلم والالتزام الديني، ووالده مصطفى الطنطاوي تسلّم أمانة الفتوى في دمشق، ووالدته من عائلة الخطيب المعروفة في دمشق، وكثير من أفرادها من العلماء مثل خاله محب الدين، الكاتب الإسلامي والصحفي الشهير.

نال الشهادة الثانوية عام 1928، ثم توجه إلى مصر ودرس سنة واحدة في دار العلوم العليا، وعاد بعدها إلى دمشق وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة “دمشق” بقسم الحقوق، وبعدها عمل مدرسًا في العراق والسعودية التي قضى فيها سنواته الأخيرة ليتوفى عام 1999 في مدينة جدة.

مقالات متعلقة

  1. كتاب في عشق دمشق.. صور من جمالها وعبر من نضالها
  2. ذكرى وفاة الأديب الفقيه علي الطنطاوي.. دمشقي برسالة عالمية
  3. حكاية ويكيبيديا
  4. خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل "أسود" للتعليم في المناطق المحررة

كتب

المزيد من كتب