مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية خلال حملة أمنية في محافظة دير الزور شرقي سوريا- 4 شباط 2025 (قسد)
“قسد” لا تعتزم تسليم السلاح.. ستسهم ببناء الجيش
قال الناطق باسم “قوات الشمال الديمقراطي”، المنضوية في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، محمود حبيب، إن الأخيرة “لا تعتزم تسليم أسلحتها لأحد”، مشيرًا الى أنها ستكون “رائدة في عملية البناء القادم للجيش السوري”.
وأضاف محمود حبيب، لشبكة “رووداو” (مقرها أربيل)، الخميس 6 من شباط، أن المفاوضات مستمرة مع دمشق، وهناك لجان متخصصة لبحث جميع القضايا التي يجب أن يتفق عليها الطرفان، لافتًا إلى أن المحادثات تتقدم “بشكل جيد”.
واعتبر أن نتائج هذه المفاوضات والمباحثات ستنعكس “إيجابيًا” على الشعب السوري.
حبيب قال أيضًا إن “قسد” هي تشكيل عسكري له “هرمية قيادية عسكرية، وخبرة طويلة في قتال التنظيمات الإرهابية، ولديها قدرة على ضبط الأمن إن كان على الحدود وإن كان بأطراف المدن”، واعتبر أن “الخبرة المتراكمة لدى (قسد) ستعتبر إضافة مهمة جدًا لجيش سوريا القادم ورديفًا قويًا”.
وقال، “نحن نعلم أن (قسد) قد تكون مقبولة أكثر في الكثير من البقاع في سوريا. على سبيل المثال في السويداء وفي الساحل”، لافتًا إلى أن لدى كثير من الطوائف والإثنيات في سوريا “قبولًا أكبر” تجاه “قسد”.
وأضاف أن ترك “قسد” لمواقعها ليس حلًا، معتبرًا أن الأخيرة تتمتع في شرق الفرات بمهام حفظ الأمن والأمان، بينما يمكن استخدام الفائض من هذه القوات في عملية ضبط الأمن في باقي سوريا.
ولفت إلى أن الولات المتحدة الأمريكية لم تبلغ “قسد” نيتها الانسحاب من سوريا في القريب العاجل، نافيًا ما يشاع عن انسحاب أمريكي قريب، معتبرًا أن ما ظهر في الإعلام أو على لسان الرئيس دونالد ترمب “ينفيه الواقع على الأرض”.
وسبق أن ذكرت شبكة “NBCNEWS” الأمريكية، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومسؤولين مقربين منه أعربوا عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهذا ما دفع “البنتاجون” لوضع خطط للانسحاب في 30 أو 60 أو 90 يومًا.
وقالت “قسد” التي يهيمن عليها المكون الكردي في سوريا، إنها لم تتلق أي خطط من القوات الأمريكية للانسحاب من شمال شرقي سوريا حيث تتمركز منذ سنوات، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤول فيها.
ما “الشمال الديمقراطي”
يعتبر فصيل “لواء الشمال الديمقراطي”، أو “قوات الشمال الديمقراطي” أحد الفصائل العسكرية السورية المسلحة المتحالف مع “وحدات حماية الشعب” (حجر الأساس في “قسد”)، ويشكّل جزءًا من قوام “قسد”، ومع الإعلان عن تأسيس الأخيرة عام 2015، كان هذا الفصيل من التشكيلات التي تصدرت البيان التأسيسي لـ”القوات”.
وشكّل اللواء في محافظة إدلب عام 2013، وكان في الأصل يُعرف باسم “لواء القعقاع”، ويتمركز في جبل الزاوية بمحافظة إدلب.
وفي عام 2014، انضم الفصيل للواء “أحرار سوريا” ثم انضم إلى “جبهة ثوار سوريا” وأصبح في نهاية المطاف جزءًا من “جبهة الإنقاذ” بحلول أيار 2014، كما شارك في الاقتتالات الداخلية بين فصائل “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام التي حلت نفسها مؤخرًا).
اقرأ أيضًا: ما فصائل “الجيش الحر” العاملة تحت مظلة “قسد”
وقبل أيام، قال قائد الفصيل عبسي الطه المعروف بـ”أبو عمر الإدلبي”، إن عدد القوات العربية المنحدرة من إدلب ضمن تشكيلات “قسد” يقارب 4000 مقاتل.
أنقرة تعرقل الحوار مع دمشق
أمس الخميس، قال مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، لوكالة “نورث برس“، إن أنقرة تسعى لعرقلة “الحوارات الإيجابية” مع دمشق، مشيرًا إلى ضغط تركي على الحكومة.
وأضاف شامي أن الحوارات مع دمشق مستمرة، وهي مفيدة وضرورية، “نعمل أن تكون تلك الحوارات سلسلة، نتلمس الاحترام المتبادل، وهي ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار”.
ولفت إلى أن هناك من أسماها بـ”أطراف خبيثة” لا تعجبها تلك الحوارات ويعملون على إفشالها، إذ كانت الأطراف في مرحلة متقدمة لحل القضايا المتعلقة بالأحياء ذات الغالبية الكردية في حلب والإدارة في دمشق كانت راضية بالحوار ونقاط الاتفاق كانت قوية، ولكن تركيا تدخلت ومنعت توقيع اتفاق مع الإدارة في دمشق.
وقال شامي، “نريد أن نساعدها (حكزمة دمشق) في الوصول إلى قرار سوري مستقل، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى جميع الأصوات الوطنية التي ترفض الهيمنة التركية”.
وأشار إلى أن انضمام “قسد” إلى الجيش السوري سيكون عامل قوة لهذا الجيش، لافتًا إلى أن الانضمام للجيش لن يكون عسكريًا فقط، إنما شعبيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وسيكون تأثيره “كبيرًا” على حاضر ومستقبل سوريا.
الحكومة السورية تتمسك بمطالبها
ومنذ وصولها إلى دمشق قبل شهرين، تحاول الإدارة السورية الجديدة استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” التي تشكل نحو 25% من الأراضي السورية إلى سيطرة الدولة، وهي المناطق الأغنى في سوريا من حيث الثروات.
وتقوم مفاوضات بين دمشق وشمال شرقي سوريا للوصول إلى صيغة تفضي لإنهاء تفرد “قسد” بالسيطرة على المنطقة، وإقناعها بالانضمام لوزارة الدفاع السورية، دون ملامح تقدم في هذا الملف حتى اللحظة.
وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، رفض خلال حوار مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، التعليق على تفاصيل المفاوضات مع “قسد”، لكنه أبدى اعتقاده أن القضية ستحل دبلوماسيًا، وفق قوله، لكن الحكومة رفضت عرض “قسد” الاندماج في وزارة الدفاع ككتلة موحدة.
وقال أبو قصرة إن هدف رئيس المرحلة المؤقتة في سوريا، أحمد الشرع، هو ضمان خضوع المنطقة لسلطة دمشق وسيطرة الحكومة على السجون في المنطقة، وأضاف، “الحل العسكري سيؤدي إلى إراقة الدماء على الجانبين. وبحسب تقديرنا فإن الحل سيكون سلميًا. نحن لا نميل إلى الحل العسكري”.
وتدير “قسد” سجونًا ومخيمات للنازحين تضم آلافًا من أعضاء تنظيم “الدولة”، وقال أبو قصرة إنه بسبب هذا، فإن تسليم السلطة من “قسد” أمر “بالغ الأهمية”، وأضاف أن جيشه “مستعد لأي سيناريو”.
اقرأ أيضًا: مفاوضات دمشق- “قسد”.. بانتظار “الصفقة”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :