كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله.
وتحدث غالانت عن تفاصيل العملية في مقابلة تلفزيونية مع “القناة 12” الإسرائيلية، الخميس 6 من شباط، في أول لقاء له بعد إقالته من منصبه في تشرين الثاني 2024.
وقال غالانت، إنه قرر مضاعفة كمية الذخيرة التي استُخدمت في الهجوم، كما طالب بتعجيله قبل أن يغادر نصر الله موقعه في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
وأضاف غالانت أنه قبل خمسة أيام من تنفيذ العملية، عرض عليه رئيس الأركان وقائد القوات الجوية الإسرائيلية عملية تصفية نصر الله، وأخبراه عن موقعه وغير ذلك.
وتابع، “سألتهما عن فرص النجاح. الإجابة التي حصلت عليها كانت 90%. سألتهما كم طنًا من المتفجرات تخططان لإسقاطها عليه، قالا 40 طنًا. فقلت لهما: بل استعملا 80 طنًا. ضاعفا كمية المتفجرات لنصل إلى نسبة نجاح 99%”.
وقبل يومين من اغتيال نصر الله، جرى اجتماع حول تفاصيل تنفيذ العملية، حيث وافق خمسة ضباط عليها واعترض اثنان، حينها أوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النقاش، وطلب من وزير الدفاع ورئيس الأركان وعدد من المسؤولين العسكريين الآخرين التوجه إلى غرفة أخرى، ثم قال رئيس الاستخبارات العسكرية، إن “نصر الله يحتمل أن يغادر قريبًا جدًا. ربما خلال ساعات أو يوم. علينا اتخاذ قرار”.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إلى أن نتنياهو عاد إلى الغرفة وقال، “لسنا مستعدين لاتخاذ قرار. سأعود من الولايات المتحدة الأحد ونقرر حينها”.
وتابع، “في اليوم التالي (الخميس) نشرت وسائل الإعلام العبرية والدولية تقارير مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة وضعتا إطارًا لوقف إطلاق النار، وبعد ذلك بوقت قصير خرج وزراء الحكومة ليؤكدوا رفضهم لهذا الاتفاق”.
وأضاف غالانت، “تلقيت اتصالًا بعدها بقليل أنا ورئيس الأركان من رئيس الوزراء، قال فيه: كنت أفكر فيما قلتموه مساء أمس (الأربعاء). سنجتمع لاتخاذ قرار الليلة. بنهاية الاتصال تم منحنا الموافقة بتصفية نصر الله”.
وأشار غالانت إلى أنه في صباح الجمعة، 27 من أيلول 2024، حدد مع رئيس الأركان الإسرائيلي الساعة السادسة مساء كموعد أقصى لتنفيذ العملية.
وختم حديثه قائلًا، “اتصلنا برئيس الوزراء الذي قال: تمت الموافقة، لكنني أطلب التأخير حتى السادسة والنصف، لأنني في السادسة سأكون على منصة الأمم المتحدة. وافقنا على التأخير حتى السادسة وعشرين دقيقة. بحلول ذلك الوقت أسقطنا 84 طنًا من المتفجرات على المواقع المحددة مسبقًا وتمت تصفية نصر الله”.
كان الجيش الإسرائيلي أعلن رسميًا عن مقتل حسن نصر الله السبت 28 من أيلول 2024، حيث قال إنه قتله الجمعة، إلى جانب قائد الجبهة الجنوبية في “الحزب” علي كركي، وقادة آخرين.
وأضاف أن مقاتلات إسرائيلية، هاجمت بتوجيه استخباراتي، المقر المركزي لـ”حزب الله”، الواقع تحت الأرض، تحت مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية ببيروت.
ونُفذ الهجوم بينما كان كبار ضباط “حزب الله” في المقر وكانوا يشاركون في تنسيق “الأنشطة الإرهابية” ضد إسرائيل، وفق الجيش الإسرائيلي.
ووفق الإعلان الإسرائيلي، كان نصر الله صانع القرار الرئيس والمعتمد الوحيد للقرارات الاستراتيجية النظامية في “حزب الله”، وأحيانًا القرارات التكتيكية في التنظيم.
وتداولت صفحات محلية في الساعات الماضية فيديو جديد، يُظهر لحظة قصف مقر نصر الله، حيث خرجت كميات كبيرة من التراب والدخان لحظة سقوط الصاروخ، ما يشير إلى حجم المتفجرات الضخمة التي استُخدمت في العملية.
وفي 2 من شباط الحالي، أعلن “حزب الله”، أن التشييع الرسمي لنصر الله سيقام الأحد 23 من الشهر الحالي، لافتًا إلى أن دفنه سيكون في قطعة أرض على طريق المطار في الضاحية الجنوبية.