اعتمد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على عدة رجال في تثبيت حكمه وإدارته للبلاد، كان من أبرزهم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب.
وخلف هؤلاء، مجموعة من الشخصيات القيادية التي انتقلت مع الشرع من إدلب إلى دمشق، ومن بينهم عبد الرحمن سلامة (أبو إبراهيم) الذي قاد “جبهة النصرة” في قطاع مدينة حلب شمالي سوريا، وصار فيما بعد، من أهم أذرعها الاقتصادية.
ورافق سلامة الرئيس السوري الجديد، الشرع، في رحلته إلى السعودية وتركيا، كما ظهر في أكثر من مناسبة في القصر الجمهوري، مما يشير إلى دور مهم له ضمن الإدارة الجديدة.
وتكتنف شخصيته بعض الغموض، إذ تندر المعلومات المتعلقة حول سلامة على شبكة الانترنت، بسبب نشاطه “الجهادي” وندرة إطلالاته الإعلامية، بالرغم من المراكز القيادية والتي تسلمها.
من هو؟
ينحدر عبد الرحمن سلامة (أبو إبراهيم) من مدينة عندان شمالي حلب، وعمل قبل الثورة بمقلع للحجر شريكًا مع عائلة من نفس المنطقة، ثم اتجه إلى العمل المسلح في نهاية عام 2011، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من أحد أقاربه.
وينتمي “أبو إبراهيم” إلى عائلة عرف عنها معارضتها لنظام الأسد، وبرز منها عبد العزيز سلامة الملقب بـ”حجي عندان”، الذي كان قائد “لواء التوحيد” أبرز فصائل “الجيش الحر”، ثم انتقل الأخير لقيادة “الجبهة الشامية” حتى منصف 2015.
شغل سلامة منصب أمير في “جبهة النصرة” التي انبثقت منها “هيئة تحرير الشام”، نواة السلطة السياسية والعسكرية في سوريا حاليًا.
وبعد خروجه من حلب، قاد “أبو إبراهيم”، لواء “عمر بن الخطاب” في “الهيئة”، وكان أحد الأذرع الأمنية له، بحسب ما أشارت إليه عدة تقارير.
عرف عن سلامة التزامه الديني ودماثته في تعامله مع محيطه، وقاد مجموعة مسلحة تقاتل النظام بريف حلب، ونجى من محاولة قنصه أكثر من مرة، بحسب ما ذكره الصحفي وائل عصام.
كما يعد سلامة من أبرز أذرع الاقتصاد في “هيئة تحرير الشام”، وفق ما ذكره صحفي متابع لشؤون “هيئة تحرير الشام” (فضل عدم ذكر اسمه)، ويدير العديد من المشاريع الاستثمارية شمالي سوريا، أبرزها شركة “الراقي” للإنشاءات.
وتنفّذ “الراقي” مشاريع استثمارية وسكنية، وتقوم بأعمال خدمية، منها تبعيد وتوسعة الطرق والأبراج الكهربائية (عالية التوتر) ومدارس ومشافٍ، وكانت من بين أبرز المساهمين في القفزة الصناعية والبنيوية التي شهدتها إدلب، في السنوات الأخيرة.
وكانت الشركة تتهم باحتكار السوق الاستثماري في إدلب، وإقصاء المنافسين، الذين تقدموا لمشاريع مشابهة للتي تقوم بها “الراقي”، إذ استحوذت على مناقصات شق طرق وإنشاء مشاريع إعمار وسكنية تتبع لمنظمات، مثل “آفاد” التركية.