![مزارعون في ريف حماة يعودون إلى أراضٍ متهالكة - 30 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)](https://cdn.enabbaladi.net/arabic/wp-content/uploads/2025/01/syria-2025-01-18T135321.273.jpg)
مزارعون في ريف حماة يعودون إلى أراضٍ متهالكة - 30 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)
مزارعون في ريف حماة يعودون إلى أراضٍ متهالكة - 30 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)
شهدت محافظات سورية زخات من الأمطار والثلوج، بعد تأخر طويل في هطول الأمطار هذا الشتاء، ووسط مخاوف من تأثير الاحتباس الحراري على الغطاء الأخضر والمحاصيل الزراعية.
وتساقطت الثلوج في أرياف دمشق وحمص والسويداء لأول مرة منذ بداية الشتاء لهذا العام، في منخفض جوي بدأ، في 5 من شباط، على أغلب المناطق السورية.
وترافقت بهطولات مطرية غزيرة ومصحوبة بالعواصف الرعدية على المناطق الساحلية، بحسب نشرة المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية.
رئيس “الجمعية الفلكية السورية”، الدكتور محمد العصيري، قال لعنب بلدي إن سبب تأخر الأمطار لهذا العام بشكل عام هو الاحتباس الحراري، الذي أثر على بلادنا بشكل واضح.
وشهد العالم تغييرات مناخية كبيرة جدًا، من بينها حرائق لوس أنجلوس، وكميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون والميتان التي أطلقت إلى الغلاف الجوي بسبب تلك الحرائق.
إضافة إلى ما يحدث في القطبين من المخططات القطبية، التي تنشأ في القطب عادة وتكون محملة الأمطار، وتأخرت في الوصول لمنطقتنا، بسبب تغييرات في طبقات الغلاف الجوي.
ما كان يحدث في صحراء البادية، صار يحدث داخل المدن، بحسب العصيري، ويعود ذلك إلى الاحتباس الحراري الذي يغير من توزع الأمطار.
والدليل على ذلك غزارة الأمطار في بعض الدول لم تشهدها من قبل، كالصحراء في الجزائر والمغرب أو حتى الصحراء العربية الكبرى، في المقابل هناك دول لم تطل عليها أمطار كبلاد الشام بشكل عام، ولم تكن هناك كمية أمطار مناسبة لهذا الوقت من العام.
وإذا توجهنا إلى أوروبا نلاحظ أن هناك اضطرابًا مناخيًا بشكل كبير، بين ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة.
بالتالي، يخلص الدكتور العصيري، إلى أن الذي يحدث الآن هو مؤشر للأعوام المقبلة، أي أن ما يحدث اليوم لم يكن استثناء فيما لو استمر الاحتباس الحراري على ما هو عليه.
تزداد مخاوف المزارعين السوريين من الخسائر الفادحة التي قد تهدد مستقبل عملهم.
وتأثرت محاصيل كثيرة هذا العام، خاصة المحاصيل التي تعتمد الزراعة البعلية، ومنها مساحات واسعة من القمح.
وأكد العصيري أن ما يحدث من تغيرات مناخية سيؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية، لأن البرد الجاف الذي يتلو المنخفضات الكبيرة في درجات الحرارة بعد الهطولات المطرية سيؤثر على الزرع والثمار، ولا يتيح الفرصة للثمار بأن تنتج بشكل جيد.
وما زال الأمل بكميات الأمطار التي من المتوقع أن تكون قادمة مع تالي الأيام وخاصة مع منتصف شهر شباط وآذار، فالشتاء لم ينتهِ بعد وما زال مستمرًا إلى 21 من آذار.
وبالتالي، فالفرصة مهيئة لأن تكون هناك كمية أمطار قد تكون سيلية، أي أنها ستهطل بأوقات محددة في أحجام متتالية، ثم بعد ذلك يأتي برد جاف قطبي.
التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة في سوريا تتدرج صعودًا باتجاه الحالة الخطيرة، ولكن بسبب موقعها الجغرافي وبعدها على خط الاستواء فإن المنطقة أقل تأثرًا بالاحتباس الحراري من بقية دول العالم القريبة من القطبين أو المفتوحة على المحيطات التي شهدت كوارث بسبب تغيرات في درجات الحرارة.
ويعتقد العصيري أن الشتاء المقبل لن يكون مثل الحالي، لأن ظاهرة النينيو تكون قد اختفت، والتي تعد أحد العوامل الأساسية التي كانت لها دور في هذا التغير المناخي.
وأضاف، “إذا أردنا أن يعود فصل الشتاء كما كان وتعود الفصول في بلدنا كما كانت، فعلينا الاهتمام بالغطاء النباتي والحد من تلوث البيئة”.
مؤشرات عديدة نشهدها بهذه الأيام من فارق كبير بدرجات الحرارة بين الليل والنهار تدل بشكل مبدئي أن صيف 2025 سيكون حارًا وطويلًا.
وبعد آذار، لن نشهد فعليًا لن نشهد فصل ربيع حقيقيًا، بل سننتقل مباشرة من شتاء إلى صيف بحسب العصيري.
مع ساعات مساء وليل الخميس انحسرت تأثيرات المنخفض الجوي، لتعقبها موجة صقيع اعتبارًا من فجر اليوم الجمعة 7 شباط.
اقرأ أيضا: الزراعة تنهار في سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى