أعلنت شبكة “الآغا خان للتنمية” (AKDN) وفاة مؤسسها كريم آغا خان الرابع عن عمر ناهز الـ88 عامًا، في العاصمة البرتغالية لشبونة، وهو الإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية الشيعية.
كريم آغا خان من مواليد 1936، أعلن عن وفاته الثلاثاء 4 من شباط، ومن المقرر أن يعلن عن خليفته في إمامة الطائفة الإسماعيلية لاحقًا، الذي يتم اختياره من بين أقربائه الذكور.
الإسماعيليون ينتشرون في 35 دولة حول العالم، في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب آسيا والقارة الإفريقية وأوروبا وأمريكا الشمالية، ويتراوح عددهم حول العالم بين 12 و15 مليون شخص، ويتركزون بشكل أساسي في باكستان واليمن.
في سوريا ينتشرون بعدة مناطق هي مدينة سلمية بريف حماة الشرقي ومدينة مصياف بريف حماة الغربي وقرية نهر الخوابي بريف طرطوس.
خلافة الجد
تسلم كريم آغا خان إمامة الإسماعيليين عام 1957 عندما كان في الـ20 من عمره، خلفًا لجده سلطان محمد شاه آغا خان.
الإمامة الإسماعيلية هي منصب متوارث منذ نحو 1300 عام، ويعتبر الأئمة المتوارثون للإمامة أنفسهم أنهم من نسل الخليفة علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد وزوج ابنته فاطمة.
منصب الإمامة لدى الطائفة يتعدى السلطة الدينية إلى قيادة جهود “تعزيز الأمن وتحسين نوعية حياة أبناء مجتمعه والمجتمعات الأوسع التي يعيشون فيها”.
واسم آغا خان مشتق من كلمات تركية وفارسية تعني القائد الأعلى.
ولد كريم آغا خان في جنيف وأمضى طفولته في كينيا، وتم تعيينه خلفًا لجده في تنزانيا، وتجاوز والده في ترتيب الخلافة، بعد زواج والده “المضطرب” وفق “فرانس برس” من الممثلة الأمريكية ريتا هيوارث.
الآغا خان ملياردير يملك يخوتًا وطائرات نفاثة، وكان يشارك في سباقات الخيول، واستمر في تقليد العائلة في تربية الخيول الأصيلة.
يحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية والفرنسية والسويسرية، وحصل على الجنسية الكندية الفخرية لقاء عمله في مجال التنمية.
ووفق “فرانس برس”، رغم زعامة كريم آغا خان للطائفة الإسماعيلية فإنه كان مترددًا في مناقشة صراعات الشرق الأوسط، أو الأصولية الدينية، أو التوترات السنية الشيعية.
من الصعب قياس مدى الإمبراطورية المالية التي يمتلكها آغا خان، وتشير بعض التقارير إلى أن ثروته الشخصية تقدر بالمليارات، وفق شبكة “CNN” الأمريكية.
وذكرت وكالة “رويترز” أنه تمتع بأسلوب حياة مترف، إذ يمتلك طائرات خاصة ويختًا فاخرًا تبلغ قيمته 200 مليون دولار، وجزيرة خاصة في جزر الباهاما.
وتتراوح تقديرات ثروته بين 800 مليون دولار و13 مليار دولار، وفق “رويترز”، جمعها من ميراث عائلته، وشركته في تربية الخيول، واستثماراته الشخصية في السياحة والعقارات.
تزوج مرتين، الأولى عام 1969 عارضة الأزياء البريطانية سارة كروكر بول، وأنجب منها ابنة وولدين، انفصل عنها عام 1995.
وتزوج عام 1998 الألمانية المولد غابرييل زو لينينجن، وأنجب منها ابنًا، وانفصل عنها عام 2014.
اعتبر رئيس دولة
بحسب شبكة “CNN” الأمريكية، تم التعامل مع آغا خان باعتباره رئيس دولة، ومنحته الملكة إليزابيث (الملكة البريطانية السابقة) لقب “صاحب السمو” في تموز عام 1957، وذلك بعد أسبوعين من تعيينه وريثًا لسلالة العائلة من قبل جده “السير سلطان محمد شاه آغا خان الثالث”.
وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد وفاته بأنه “رمز للسلام والتسامح والرحمة في عالمنا المضطرب”.
ملالا يوسف زاي، الحائزة على جائزة “نوبل للسلام” قالت إن إرث كرم آغا خان “سيستمر من خلال العمل الرائع الذي قاده من أجل التعليم والصحة والتنمية في جميع أنحاء العالم”.
شبكة “الآغا خان”
مؤسسة “الآغا خان” (AKF) تأسست في سويسرا عام 1967 وهي المكون الأساسي لشبكة “الآغا خان للتنمية” (AKDN).
تعرف عن نفسها بأنها “وكالة تنمية خاصة، دولية، غير طائفية، وغير ربحية”، مسجلة ومقرها في سويسرا، وهي تضم العديد من الوكالات التي لديها مكاتب مقر صغيرة في جنيف، ويعمل فيها 96 ألف شخص.
تعمل على تكريس وتعزيز ريادة الأعمال وبناء مؤسسات اقتصادية سليمة في أجزاء من العالم النامي، التي تفتقر إلى الاستثمار الأجنبي المباشر والكافي.
تضم شبكة “الآغا خان للتنمية” عدة وكالات للتنمية الاجتماعية منها: مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، مدارس الآغا خان، وكالة الآغا خان للقروض الصغيرة، مؤسسة الآغا خان، وكالة الآغا خان للسكن، جامعتا الآغا خان وآسيا الوسطى.
ينسق صندوق الآغا خان للثقافة الأنشطة الثقافية لشبكة الآغا خان للتنمية، ويشمل ذلك: جائزة الآغا خان للعمارة، برنامج الآغا خان للمدن التاريخية، برنامج الآغا خان للموسيقا، جوائز الآغا خان للموسيقا، متحف الآغا خان، برنامج الآغا خان للعمارة الإسلامية بجامعة “هارفارد” ومعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”.