دمشق.. ندوة تناقش دور الإعلام في المرحلة الانتقالية
نظمت “رابطة الصحفيين السوريين” ندوة حوارية بعنوان “دور الإعلام تجاه المرحلة الحالية وآلية التعاطي الإعلامي مع الحوار الوطني والعدالة الانتقالية”، في كلية الإعلام جامعة دمشق.
وحضر الجلسة عدد من طلاب الإعلام والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، الثلاثاء 4 من شباط، وذلك بالتنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحفية والإعلامية بوزارة الإعلام وبمشاركة كلية الإعلام.
عدالة انتقالية وليست انتقامية
مصعب السعود، عضو هيئة الرقابة والشفافية في “رابطة الصحفيين السوريين”، قال لعنب بلدي إن الندوة تمحورت حول رؤية الإعلام في الفترة المقبلة وعن مستقبل الإعلام السوري وآلية التعاطي مع العدالة الانتقالية.
وركزت محاور الندوة على كيفية بناء المؤسسات الإعلامية وإعادة الثقة للجمهور نحو هذه المؤسسات التي فقدها خلال 14 سنة، وأيضًا كيفية إعادة هيكلة هذه المؤسسات لتكون قائمة على مبدأ المهنية والموضوعية.
وأكد السعود ضرورة وجود معيار الكفاءة والمفترض أن يكون معيارًا ثابتًا للمؤسسات الإعلامية.
جوهر الإعلام الانتقالي
الدكتور عربي المصري، أستاذ التحرير بكلية الإعلام وأحد المتحدثين في الندوة، أشار إلى خصوصية الإعلام الانتقالي بمرحلة ذات حساسية عند المجتمع السوري، أتت بعد 54 سنة من مرحلة السلطة المستبدة.
لذا حينما بدأ الإعلام يتنفس فلا بد أن يقف على أرضية صحيحة، وهذه مصاعب تواجه الإعلام الانتقالي بطموحاته الكبيرة، خاصة في فترة تغيب فيها المؤسسات القانونية الرسمية والتشريعية وغياب القوانين الناظمة.
لذلك يجب أن ينهض الإعلام وألا يترك مجالًا لانزلاقة “السوشال ميديا” المحفوفة بالمخاطر المهنية، والتي يجب ألا تكون بديلًا عن الإعلام الموثوق الرسمي الذي يحمل إفادة ولا يخضع للتضليل أو خطاب الكراهية.
وأكد المصري أن الإعلام الانتقالي يجب أن تكون سمته الجوهرية وطنية جامعة تحارب خطاب الكراهية، ولا يكون جزءًا منه.
تطلعات الصحفيين
الصحفية زينة عابدين، نائبة رئيس شبكة الصحفيين الكرد السورية، عبرت في حديثها لعنب بلدي، عن أهمية هذه الندوات باعتبارها مساحة ليعبر الصحفيون عن رأيهم ووجهات نظرهم بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية أو العرقية.
ونقلت عابدين تطلعاتها عن السياق الجديد للإعلام السوري، بأن يتحدث الصحفي بحرية تامة وأن ينقل الإعلام معاناة وهموم وتطلعات الشعب السوري بمهنية وحرية، كونه يمثل السلطة الرابعة في المجتمع.
تحديات تواجه العمل الصحفي
الدكتور عربي المصري، قال لعنب بلدي إن المرحلة المقبلة ستشهد تنافسًا كبيرًا بين وسائل الإعلام، وبالتالي قد تتولد الكثير من السلبية، لأن هذه الوسائل تعرف أن السلبية مطلب للجمهور، وعندما تتحدث عن شيء غير إيجابي ستتلقى تفاعلًا من الجمهور.
بالمقابل، فإن المطلوب من وسائل الإعلام أن تتبع الصحافة البناءة من بوابة التفاؤل، وأن تعرض الأخطاء دون تصيدها مع وجود فسحة للأمل، مؤكدًا ضرورة استخدام الصحافات الجديدة كصحافة الحلول، التي تخدم هذه المرحلة الانتقالية، ليستطيع الصحفي مواجهة السوداوية المحيطة بوسائل الإعلام.
وأضاف أن من المصاعب التي تواجه هذا الإعلام، مرحلة التقييم الإعلامي لممارسات بعض الصحفيين غير الإنسانية خلال تغطيتهم للثورة السورية، مؤكدًا رسالته التي ينقلها للصحفيين بأنه أينما وجدت الإنسانية وجد الصحفي.
كما تضمنت الندوة التي حضرتها عنب بلدي نقاشات شارك فيها الحاضرون من طلاب الإعلام والصحفيين رؤيتهم للمرحلة الانتقالية ومستقبل الإعلام السوري الجديد.
“رابطة الصحفيين السوريين “ تأسست في 2012، وهي بمثابة تجمع ديمقراطي مستقل، ملتزم بمضامين ثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة، وتدعو إلى إقامة دولة ديمقراطية تعددية، توفر العدالة والمساواة والحريات وحكم القانون لكل مواطنيها دون تمييز.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :