عيّنت وزارة الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة القيادي محمد جاسم (أبو عمشة) قائدًا لفرقة “حماة” العسكرية في الجيش السوري المزمع تشكيله.
مصدر خاص في حكومة دمشق (طلب عدم ذكر اسمه) قال لعنب بلدي، إن الوزارة عيّنت محمد جاسم قائدًا لفرقة “حماة”، وموقعها هو نفسه الذي كانت تتمركز فيه “الفرقة 25” في قوات النظام السوري السابق.
ولا توجد أي توضيحات إضافية عن فرقة “حماة” أو آلية تشكيلها أو مهامها.
“الفرقة 25” كانت تابعة للنظام السوري السابق ومدعومة من روسيا، وكان يقودها اللواء سهيل الحسن، وفي نيسان 2024، قالت حسابات إخبارية عسكرية، إن النظام السوري عيّن سهيل الحسن قائدًا لـ”القوات الخاصة”.
ويأتي تعيين “أبو عمشة” في وقت تواصل فيه وزارة الدفاع سعيها لضم الفصائل تحت مظلتها كأفراد وليس تكتلات، وسط تحركات من الوزير مرهف أبو قصرة، سبقته لقاءات عسكرية متنوعة، وبيانات منفصلة من فصائل ومجموعات عسكرية باستعدادها للانخراط في هيكلية الوزارة.
مرهف أبو قصرة، قال خلال مقابلة له، إن أولوية الوزارة نقل حالة الفصائل أو الوحدات العسكرية في كل التراب السوري باتجاه وزارة الدفاع، وأكد أن الفصائل المسلحة لم يطرح عليها تسليم سلاحها، بل الانخراط في وزارة الدفاع السورية، وفق آلية مؤسساتية وقانونية، مشيرًا إلى تجاوب الفصائل.
وذكر أن إلغاء التجنيد الإلزامي جاء لإعادة بناء الثقة بين الجيش والشعب، وأن مراكز التسوية لعناصر من نظام الأسد لا تلغي عملية المحاسبة القانونية اللاحقة، بل هي تثبيت للوضع القائم بهدف ضمان عدم انتشار الفوضى.
من “أبو عمشة”؟
قبل تعيينه، قاد محمد جاسم “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة محليًا بـ”العمشات”، ويعتبر من أبرز القادة المقربين من تركيا، وتركز نشاط فصيله في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
“أبو عمشة” من مواليد عام 1987، وينحدر من قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين بريف حماة الشمالي، عمل سائقًا لجرارات الحراثة (تركتور) والحصادات الزراعية قبل اندلاع الثورة السورية.
ومع بداية تحول مسار الثورة إلى السلاح، شكّل مجموعة ضمّت عددًا قليلًا من المقاتلين تحت اسم “مجموعة خط النار”، التي انضمت لاحقًا إلى “كتيبة شهداء حيالين”.
وفي عام 2013، انفصلت عن الكتيبة التي انضمت إليها سابقًا، وبدأ مقاتلوها العمل ضمن صفوف “جبهة ثوار سوريا” التي كان يقودها جمال معروف في تلك الفترة، بحسب مصدر مقرب من “أبو عمشة”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.
ومع إعلان تركيا عن انطلاق معركة “غصن الزيتون” (في عفرين) عام 2018، انضم إلى “فرقة السلطان مراد” كقائد مجموعة أيضًا، وبقي فيها حتى شكّل فرقة “السلطان سليمان شاه” التي انضمت إلى “الجيش الوطني” لاحقًا.
وُجهت منذ سنوات اتهامات لـ”أبو عمشة” وفصيله تشمل إتاوات، وعمليات ابتزاز وخطف، وبيع سلاح، واتجار بالمخدرات، واستيلاء على الأراضي، ومقاسمة الناس محاصيلهم، وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة.
وكشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن أن حجم الدخل السنوي الذي يحققه “أبو عمشة”، يصل إلى أكثر من 30 مليون دولار أمريكي سنويًا، من خلال عدة طرق “غير شرعية”.
وفي 17 من آب 2023، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فرقة “السلطان سليمان شاه” وقائدها محمد جاسم (أبو عمشة) وشقيقه وليد الجاسم، وفرقة “الحمزة” (الحمزات) وقائدها سيف بولاد (أبو بكر).