القنيطرة تخشى وجودًا إسرائيليًا دائمًا

جنديان إسرائيليان على الحدود مع سوريا عشية سقوط النظام السوري - 7 كانون الأول 2024 (Ayal Margolin/Flash90)

camera iconجنديان إسرائيليان على الحدود مع سوريا عشية سقوط النظام السوري - 7 كانون الأول 2024 (Ayal Margolin/Flash90)

tag icon ع ع ع

يسيطر الخوف من حملات الدهم وتفتيش المنازل، والاعتقالات العشوائية، وتخريب البنى التحتية، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، على أهالي القنيطرة جنوبي سوريا.

وبعد نحو شهرين ومن التوغل الإسرائيلي في مناطق الشريط الحدودي المحاذي للجولان المحتل، وصلت القوات الإسرائيلية مدينة السلام (البعث سابقًا) وسيطرت على مبنيي المحافظة والمحكمة فيها، قبل أن تنسحب منها مساء الأحد 2 من شباط.

فيما بدأ الأهالي يفقدون الأمل من تغيير الوضع القائم حاليًا، واستمرار وجود القوات الإسرائيلية بشكل دائم.

مستقبل ضبابي

الناشط “أحمد .م”، وهو من أهالي ريف القنيطرة، تحدث لعنب بلدي عن الوضع السائد حاليًا في المنطقة، في ظل الممارسات التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين والممتلكات.

وصف أحمد الوضع في بـ”غير المطمئن” بسبب الحملات الأمنية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القطاع الشمالي وتحديدًا قريتي طرنجة وجباتا الخشب.

في أي لحظة من الممكن أن تدخل القوات الإسرائيلية بين المنازل فجأة، فإما تفتش منزلًا أو تعتقل مواطنًا، بحسب الناشط، كما أن عرباتهم الجوالة تنتشر بين البيوت ليلًا، مايبقي السكان في حالة ترقب وخوف دائمين.

الناشط أكد لعنب بلدي أن الجيش الإسرائيلي، استحدث نقاطًا عسكرية في برج الزراعة، وحرش جباتا الخشب بعد تجريفه، محيطًا تلك النقاط بقواعد وحواجز أسمنتية.

وأشار إلى أن الوضع المعيشي في هذه المناطق “صعب جدًا”، فالأهالي لم يلتفتوا لأشغالهم وأعمالهم بعد، في ظل وضع أمني غير مستقر، وضبابية حول ما يحمله المستقبل.

من التجريف إلى الثكنات

المهندس “ياسر .ف”، وهو من ساكني مدينة القنطيرة، أوضح لعنب بلدي أن القوات الإسرائيلية تعمل على شق طرقات من الجهة الغربية لـ”تل أحمر” (تل جبلي غرب القنيطرة).

كما تقوم بأعمال بناء فوق التل يرجح أن تكون ثكنات عسكرية أو ربما مطارًا، وفق المهندس.

هذه الأعمال تبعث على الريبة، بحسب تعبير المهندس، فبالإضافة لما يحدث في تل أحمر، يعمل الاحتلال على استحداث بنية جديدة في تل كودنة، بعد ما جرَّف جزءًا كبيرًا من الحرش الذي تبلغ مساحته قرابة 2000 دونم، واقتلع أشجارًا معمرة فيه.

وطالب المهندس الحكومة السورية بـ”وضع حد لهذه الاعتداءات الإسرائيلية إما عن طريق الأمم المتحدة، أو عن طريق الدول المؤثرة على هذا العدو”.

وجود دائم؟

إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت، في 11 من شباط، أن إسرائيل أقامت “بهدوء شديد” منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها في سوريا لم يعد مؤقتًا.

ووفقًا للإذاعة، يعمل الجيش الإسرائيلي على بناء تسعة مواقع عسكرية داخل المنطقة الأمنية، ما يشير إلى نية تل أبيب تعزيز انتشارها العسكري في سوريا على المدى الطويل.

وأوضحت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سوريا طيلة عام 2025، مع رفع عدد الألوية العاملة هناك إلى ثلاثة ألوية، مقارنة بكتيبة ونصف فقط قبل 7 من تشرين الأول 2023.

وخلال زيارته إلى الجانب السوري من جبل الشيخ، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في 28 من كانون الثاني الماضي، إن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.

منذ سقوط نظام الأسد، تكرر الإدارة السورية الجديدة الإعلان عن أن سوريا لن تهدد إسرائيل أو تسمح لإيران بإعادة تأسيس وجودها في سوريا، لكن ذلك لم يثنِ إسرائيل عن التوغل في سوريا.

وكانت حكومة دمشق المؤقتة أبدت، في 29 من كانون الثاني، استعدادها لتغطية المواقع البرية الحدودية في حال انسحبت إسرائيل من تلك المواقع.

اعتقالات وإطلاق نار متبادل

وكان مراسل عنب بلدي أفاد، في 1 شباط الحالي، بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل شابين من أبناء قرية طرنجة بريف محافظة القنيطرة الشمالي.

وأشار المراسل إلى أن شابًا من أبناء قرية طرنجة أطلق النار على دورية للجيش الإسرائيلي داخل القرية مساء 31 من كانون الثاني.

تبع ذلك تبادل إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، واعتقلت الدورية شابين وغادرت القرية باتجاه المنطقة الحدودية.

وتعليقًا على الحادثة قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه سمع ورصد إطلاق نار في المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية في أثناء وجود قوات إسرائيلية في المكان، و”لم تقع إصابات حيث تواصل القوات مهامها”.

وفي 24 من كانون الثاني، اعتقل الجيش الإسرائيلي مدنيًا وأصاب آخر بإطلاق النار عليه في محيط بلدة كودنة بريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.

الوجود الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بدأ بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد، في 8 من كانون الأول 2024.

ومنذ حرب 5 حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كيلومترًا مربعًا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية، وأعلنت في 1981 ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة