يعتقد القادة العسكريون في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا أن الإطاحة بنظام الأسد من السلطة في سوريا، يجب أن يتبعها بناء دولة علمانية ومدنية ولامركزية تعامل جميع مواطنيها على قدم المساواة بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
وقال قائد “قسد” التي تسيطر على شمال شرقي سوريا، مظلوم عبدي، الأحد 2 من شباط، إنه التقى مؤخرًا بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في دمشق، وتفاوض الجانبان بمساعدة وسطاء للتوصل إلى حلول وسطية بشأن مستقبل سوريا، بما في ذلك مستقبل الكرد.
وأضاف عبدي لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن القوات العسكرية للولايات المتحدة يجب أن تبقى في سوريا لأن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيستفيد من الانسحاب، وهو ما سيؤثر على أمن المنطقة برمتها.
وحول الاجتماع الذي عقد في دمشق الأسبوع الماضي وسُمّي فيه الشرع رئيسًا مؤقتًا للبلاد بينما حُل البرلمان والدستور والجيش، قال عبدي: “لم نكن حاضرين هناك ولن نعلق”.
وأضاف أن “الأمر لم يتم مناقشته معنا”، مشيرًا إلى وجود مفاوضات بين الشرع و”قسد”، وقال، “موقفنا سيكون بناء على نتائج المفاوضات”.
عبدي لفت إلى أن زيارات مسؤولي “قسد” إلى دمشق ستستمر لمحاولة التوصل إلى تفاهم مع السلطات الجديدة، وقال، “سنحاول باستمرار أن نرى كيف ستبدو سوريا في المستقبل”، مضيفًا أن رؤية “قسد” تقوم على الحوار والتفاهم.
مفاوضات يرعاها التحالف
كشف قائد “قسد” أن أعضاء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة”، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يتوسطون بين قواته والسلطات في دمشق، دون أن يدخل في التفاصيل.
وتحدث عبدي عن رؤية قواته لمستقبل في سوريا، إذ قال إنها تريد أن تظل سوريا “دولة موحدة بحكومة مركزية في دمشق”.
“إن رؤيتنا لسوريا هي دولة لامركزية علمانية مدنية قائمة على الديمقراطية تحفظ حقوق كل مكوناتها”، أضاف عبدي.
واعتبر أن الكرد في سوريا لا يبحثون عن انفصال، أو إقامة حكومة وبرلمان مستقلين كما هو الحال في شمال العراق، بل يريد إدارة شؤونه المحلية في دولة لامركزية.
وقال عبدي الذي تسيطر قواته على نحو 25% من سوريا، “سوريا ليست العراق، والعراق ليس سوريا وشمال شرقي سوريا ليس كردستان (العراقية)”.
وفي حديثه عن تنظيم “الدولة” الذي لعبت “قسد” دورًا رئيسًا في هزيمته، قال عبدي، إن التنظيم استغل سقوط الأسد واستولى على كميات كبيرة من الأسلحة من المواقع التي تخلت عنها قوات الأسد، وفق “أسوشيتد برس”.
وقال إن القوات الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا لأن هناك حاجة إليها في القتال ضد تنظيم “الدولة”.
وأضاف عبدي، “نأمل ألا ينسحب التحالف”، مشيرًا إلى أنهم لا يعلمون بأي خطط أمريكية للانسحاب من سوريا، “نطلب منهم البقاء”.
رفض “لمؤتمر النصر”
في بيان نشرته الأحد، انتقدت “الإدارة الذاتية” العاملة شمال شرقي سوريا “مؤتمر النصر” في دمشق، معتبرة أنه غير قانوني، وأنه ضم القيادات العسكرية فقط، ولا يعبر عما تطمح إليه المكونات في سوريا.
وذكرت “الإدارة الذاتية”، وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، أن القرارات الصادرة عن “مؤتمر النصر” كان يجب أن تكون ضمن مؤتمر وطني تحضره جميع المكونات والطوائف والشرائح السورية، من ضمنها المرأة والشباب.
واستنكرت “الإدارة” وجود شخصيات عسكرية في الاجتماع مدرجة على قوائم “الإرهاب”، وأيديهم “ملطخة بالدم السوري” بحسب وصفها، هم أحمد إحسان فياض الهايس الملقب بـ”أبو حاتم شقرا”، ومحمد الجاسم (أبو عمشة).
وجاء في البيان أن على السلطات في دمشق عدم إفساح المجال لأي جهة أو شخص يروج لخطاب الكراهية، ويحاول النيل من حالة التآخي والعيش المشترك، ونبذ كافة الخطابات التحريضية التي تستهدف قومية أو طائفة معينة.