“الغول”.. عدوان يحلل شخصية باشا “السفاح”

 "الغول".. عدوان يحلل شخصية باشا "السفاح"
tag icon ع ع ع

في مسرحيته “الغول”، يحلل الكاتب السوري ممدوح عدوان شخصية جمال باشا “السفاح”، والي دمشق العثماني، الذي عرف بقسوته ونزعته القومية “الطورانية”، والذي سمي “سفاحًا” لسفكه دماء سوريين في ساحة المرجة بدمشق، كما يقدم تصورًا عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة.

“الغول” هي مشاهد قاسية من الألم الذي نتج عن الحرب العالمية الأولى في النسيج الاجتماعي بالبلدان العربية، وتظهر أثر سياسة بعض الولاة الأتراك في أواخر الحقبة العثمانية، وما حل بتركيا بداية القرن الـ20، والصراع العربي- التركي.

ويقدم “السفاح” جمال باشا نظرته عن الدكتاتورية ويبرر أفعاله في المنطقة واعتقاله وقتله الكثير من العرب والأرمن والأكراد ودوافعه، وكذلك خلافاته السياسية مع أقرانه الأتراك أنور باشا وطلعت باشا، وسبب كرهه للقوميات الأخرى، وأحلامه بالملك والرئاسة.

ترتكز المسرحية بشكل أساسي على متحاورَين رئيسَين، الأول هو جمال باشا، والطرف الثاني “الجوقة”، وهي مجموعة من الرجال من مختلف الإثنيات العرقية الذين أعدمهم “السفاح”، حفاظًا على حكمه ودولته.

تندرج المسرحية تحت إطار الأدب السياسي، ويدور الحوار فيها بعد مقتل “السفاح” في اللامكان واللازمان، وتجري معاتبات أقرب إلى المحاكمات الأخلاقية بينه وبين ضحاياه (الجوقة).

ويدرج الكاتب عدوان حوارات أخرى متخيلة تخبر عن الوضع السياسي وما جرى في المنطقة، مثل الحوار بين مارك سايكس وجورج بيكو، حول تقاسم النفوذ لمصلحة بريطانيا وفرنسا، وما حلّ بالإمبراطورية العثمانية.

يحمل حوار “الجوقة” طابعًا موسيقيًا أقرب إلى شعر التفعيلة، بينما تكون الحوارات الأخرى نثرية، وتتميز بالسلاسة والترابط.

“الغول” (نحو 330 صفحة) هي الجزء الثاني من مسرحية “سفر برلك” التي تعني النفير العام باللغة التركية، وهذا المصطلح يشير إلى حقبة الحرب العالمية الأولى التي كانت الدولة العثمانية تشارك فيها، وصدرت الطبعة الأولى عام 1996.

للكاتب عدوان عدة مؤلفات في أكثر من حقل، أبرزها “حيونة الإنسان” و”ليل العبيد”، كما له مجموعات شعرية وكتب عن “هواجس الشعر”.

إضافة إلى المؤلفات، لعدوان أعمال درامية عديدة، منها تاريخية، مثل “الزير سالم” و”أبو الطيب المتنبي”، وأخرى اجتماعية لا تخلو من النفس السياسي، مثل “الدوامة”.

ولد عدوان عام 1941 بمدينة مصياف في حماة وسط سوريا، ودرس بجامعة “دمشق”، وتخرج فيها عام 1966 من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ثم عمل بالصحافة الأدبية، وكتب مقالات في العديد من الصحف السورية، وتوفي عام 2004.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة