سحبت روسيا جزءًا من عتاد القاعدة البحرية الروسية بمدينة طرطوس على الساحل السوري، وفق تحليل صور أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
وقالت “BBC” في تقرير لها، الخميس 30 من كانون الثاني، إن روسيا عززت من انسحابها العسكري في سوريا بإزالة مركبات وحاويات من ميناء طرطوس.
عملية سحب جزء من عتاد القاعدة البحرية في طرطوس (المركز اللوجستي البحري الروسي) بدأت بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، بتحرك أرتال مركبات روسية شمالًا باتجاه الميناء، وفق صور تم التحقق منها.
وأظهرت صور أقمار صناعية لاحقًا تخزينها في الميناء، ثم اختفاء المركبات والحاويات بعد مغادرة سفينتين روسيتين الميناء.
وبحسب “BBC”، فإن الأدلة تشير إلى أن موسكو قررت الآن نقل معدات قيمة بعيدًا عن الميناء، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية نقل معدات روسية من قاعدة “حميميم” الجوية القريبة لعدة أسابيع.
في 21 من الشهر الحالي، رست سفينتا “سبارتا” و”سبارتا 2″ في القاعدة الروسية بطرطوس، بعد أسابيع من الانتظار في البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت “BBC” حينها أن أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالسفينتين توقفت بعد دخول كلتا السفينتين إلى القاعدة الروسية البحرية.
“سبارتا” و”سبارتا 2″ مملوكتان لشركة “أوبورونلوجيستيكا المحدودة”، وهي شركة شحن تعمل كجزء من وزارة الدفاع الروسية، وتخضعان لعقوبات أمريكية.
وغادرت “سبارتا 2” الميناء، في 27 من كانون الثاني، أما “سبارتا” غغادرت، في 29 من كانون الثاني، وأوقف كل منهما جهاز التتبع.
وبعد مغاردة السفينتين أظهرت صور الأقمال الصناعية إخلاء حاويات كانت بالقرب من مكان رسوهما.
“المنظمة البحرية الدولية” (IMO) تطلب من جميع السفن التي يزيد وزنها الإجمالي على 300 طن بث إشاراتها في جميع الأوقات، باستثناء بعض الظروف المحدودة.
وقد توقف إشارات التتبع لأسباب مشروعة، مثل الإبحار في مناطق القرصنة عالية الخطورة، لكن وفقًا لـ”حلف شمال الأطلسي”، قد يشير ذلك أيضًا إلى أن السفينة تحاول “إخفاء أنشطة غير قانونية”.
وتزامنت عمليات نقل معدات القواعد العسكرية الروسية من سوريا مع إلغاء الحكومة السورية الانتقالية عقد استثمار مرفأ طرطوس.
ونقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة رجال أعمال سوريين، في 24 من كانون الثاني، أن حكومة دمشق المؤقتة ألغت الاتفاق الموقع مع شركة “ستروي ترانس غاز” (CTG) الروسية.
اقرأ أيضًا: المرفأ و”القاعدة”.. مشروعان استراتيجيان لروسيا بطرطوس
مهمة “صعبة”
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال، في 24 من كانون الثاني، إن بلاده منفتحة على حوار “بنّاء مع سوريا” حول جميع جوانب العلاقات الروسية- السورية، بما في ذلك عمل القواعد العسكرية الروسية.
وذكر لافروف في مؤتمر صحفي، أن القواعد قد يتم منحها مؤقتًا الدور الإضافي للمراكز الإنسانية، مع الأخذ في الاعتبار حاجة السوريين الملحة للمساعدة الخارجية.
ووفق تقرير لـ”BBC”، نشر في 2 من كانون الثاني، فإن مهمة سحب القواعد الروسية “ليست صغيرة”، فالقواعد تحوي أنواعًا مختلفة من الأسلحة خاصة في قاعدة “حميميم” الجوية، إلى جانب نحو 7500 جندي.
وذكر تقرير “BBC” أن نقل الدبابات الثقيلة والعتاد العسكري يحتاج لطائرات من نوع “An-124” (أنتونوف 124) وهي واحدة من أكبر الطائرات في العالم، وطائرات “IL-76” (إليوشن 76) في فترة زمنية قصيرة.
كما أن استخدام الطريق المائي من ميناء طرطوس “ليس سهلًا أيضًا”،ويعني ذلك أن سحب القواعد “سيكلف أموالًا طائلة وسيكون المشروع ضخمًا”.
صعوبة سحب القواعد يضعف موقف روسيا أمام حكومة دمشق في حال أرادت روسيا الحفاظ على قواعدها، بحسب “BBC”.