“حراس الدين” يعلن حل نفسه في سوريا

مقاتلون في تنظيم "حراس الدين" شمال غربي سوريا- 19 من كانون الثاني 2020 (مؤسسة شام الرباط)

camera iconمقاتلون في تنظيم "حراس الدين" شمال غربي سوريا - 19 كانون الثاني 2020 (مؤسسة شام الرباط)

tag icon ع ع ع

أعلن تنظيم “حراس الدين” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا حل نفسه، بسبب التطورات التي شهدتها سوريا مؤخرًا بسقوط نظام بشار الأسد، والذي كان ذريعة “القاعدة” وعدد من الفصائل “الجهادية” للدخول إلى سوريا والمشاركة في المعارك ضد قوات الأسد الأمنية والعسكرية.

ولم يدخل “القاعدة” إلى سوريا كتنظيم عقب الثورة السورية، إنما على شكل أفراد لـ”نصرة أهل الشام”، بحسب تعبيره، بعد قمع نظام الأسد للمظاهرات السلمية، واقتحام المدن وارتكاب مجازر بحق المدنيين.

الظهور الأول الرسمي لـ”القاعدة” كتشكيل عسكري كان بعد الخلاف بين “جبهة النصرة” و”دولة العراق الإسلامية”، إذ أعلنت “النصرة” في نيسان 2013 بيعتها لـ”القاعدة” الذي يعتبر التنظيم الأم لـ”النصرة” وتنظيم “الدولة”.

وقال “حراس الدين” في بيان له أصدره مجلس قيادته، الثلاثاء 28 من كانون الثاني، “نظرًا لهذه التطورات على الساحة الشامية، وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد، نعلن لأمتنا المسلمة ولأهل السنة في الشام حل تنظيم حراس الدين فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا”.

وأرجع التنظيم سبب حله للتطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا بسقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، إثر عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها “إدارة العمليات العسكرية” في 27 من تشرين الثاني 2024.

وتضمن بيان حل “حراس الدين” “نصائح” ووعود نابعة من أدبيات التنظيم التي استمدها من التنظيم الأم “القاعدة”، خاصة فيما يتعلق بالمعارك المستقبلية.

و”نصح وجهاء الشام” ومن يتصدرون المشهد اليوم بـ”إقامة الدين وتحكيم الشريعة” وإبقاء السلاح بيد “أهل السنة في الشام، من أجل أن تبقى أمة تحمل السلاح فلا يستعبدها طاغية، ولا يطمع فيها محتل”.

وقال التنظيم، “ننصح أهل السنة في الشام بعدم ترك السلاح وتجهيز أنفسهم للمراحل القادمة التي أخبرنا بها نبينا محمد، فأرض الشام أرض الملاحم الكبرى، ومقبرة للطغاة والمستعمرين، وفسطاط للمسلمين في قتالهم لليهود ومن يلونهم من أعداء الدين”.

وأكد التنظيم أنه سيبقى جاهزًا “لأي نداء نصرة واستغاثة في أي بقعة من ديار المسلمين (…) وسنبقى محافظين على ثوابتنا الشرعية دون تغيير أو تبديل أو تمييع، فإقامة الدين ونصرة المظلومين والحفاظ على دماء المسلمين هي من أولى ثوابتنا التي ندين الله بها”.

من “حراس الدين”

بقيت “النصرة على بيعتها لـ”القاعدة” حتى تموز 2016، إذ أعلنت فك ارتباطها بـ”القاعدة” وغيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام” بعد انضمام عدد من الفصائل المحلية إليها.

وكان المقاتلون “الجهاديون” خاصة غير السوريين ضمن صفوف “النصرة”، ولعبوا دورًا في قيادتها ولعل أبرز هذه الأسماء ما يشكل حاليًا مجلس قيادة “حراس الدين” مثل “فاروق السوري” وسامي العريدي، إلى جانب قادة قتلوا على يد التحالف كـ”أبو القسام الأرني” و”أبو عبد الرحمن المكي” وأبو الخير المصري” و”أبو محمد السوداني”.

ويعتبر سامي العريدي الزعيم الديني وكبير الهيئة الشرعية في “حراس الدين”، والرجل الثاني في الفصيل، بعد “فاروق السوري”.

فك ارتباط “النصرة” بـ”القاعدة” كان أحد الأسباب الرئيسة لمغادرة عدد من القادة صفوفها، إلى جانب أسباب أخرى منها اتهام “فتح الشام” (أصبحت في كانون الثاني 2017 “هيئة تحرير الشام”) بتنفيذ القرارات الدولية.

ظهور “حراس الدين” كفرع لـ”القاعدة” في سوريا يعود إلى شباط 2018، وأصدرت القيادة العامة لتنظيم “القاعدة”، في كانون الثاني 2018، بيانًا تضمّن تأكيدًا ضمنيًا على انتشار عناصره في سوريا، لأول مرة منذ فك “جبهة النصرة” ارتباطها به.

ويضم “حراس الدين” كلًا من مجموعات “جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة”، فلول “جند الأقصى”، إضافة إلى عدد من الفصائل الصغيرة التي لها تاريخ من العلاقات الأيديولوجية والقيادية مع “القاعدة”.

وانضم العديد من المقاتلين الأجانب الأوروبيين إلى صفوف الفصيل منذ إنشائه.

انحسار تدريجي

لم يكن “حراس الدين في سوريا يملك أرضًا أو منطقة محددة، ويستخدم إلى حد كبير الأسلحة الخفيفة مثل بنادق “AK-47” وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية في غاراته على مواقع النظام السوري.

انحسار نفوذ التنظيم كان بسبب تضييق “هيئة تحرير الشام” على قادته وعناصره خاصة بعد اتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020، إذ منعت “تحرير الشام” تنفيذ أي عمل عسكري إلا ضمن غرفة عمليات الفتح المبين” (تضم عددًا من الفصائل إلى جانب تحرير الشام”).

وأفشلت “تحرير الشام”، في حزيران 2020، محاولة لـ”حراس الدين” لتنظيم نفسه إلى جانب فصائل “جهادية” أخرى ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا”.

ضغط آخر تعرض له التنظيم من التحالف الدولي، إذ راقبت طائراته تحركات قادته ونفذت عدة ضربات جوية اغتالت فيها عددًا من القادة.

أبرز القادة الذين قتلوا بضربات جوية “أبو القسام الأرني” و”أبو عبد الرحمن المكي” و”أبو محمد السوداني”، كما قتل عدد من قادة “القاعدة” بضربات التحالف أبرزهم “أبو فراس السوري” عام 2016 و”أبو الخير المصري” عام 2017.

وخلال معارك “ردع العدوان” التي أفضت لسقوط النظام لم يظهر أي إشارات لمشاركة التنظيم في المعارك.

اقرأ أيضًا: استراتيجية “الجولاني” وضربات “التحالف” تنهكان “حراس الدين”

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة