ارتفاع أسعار الغاز في رأس العين يقود إلى بدائل

مواطن يحمل جرّة غاز على دراجة نارية في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

camera iconمواطن يحمل جرّة غاز على دراجة نارية في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد أسعار مادة الغاز المنزلي في مدينة رأس العين، شمالي غربي الحسكة، ارتفاعًا مستمرًا، حيث بلغ سعر الأسطوانة الواحدة (23 كيلوغرامًا) 350 ألف ليرة سورية (كل دولار أمريكي يساوي 11300 ليرة)، ما زاد الأعباء على السكان الذين يعتمدون على هذه المادة في حياتهم اليومية، للطهو أو للتدفئة.

وكان سعر أسطوانة الغاز 280 ألف ليرة سورية قبل عام تقريبًا، لكن الشركة المورّدة من تركيا رفعت الأسعار تدريجيًا حتى وصلت إلى 350 ألف ليرة، في الوقت الراهن، كما أن الغاز القادم من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والذي توقف توريده منذ عامين بسبب الإتاوات المفروضة ووعورة الطرق، كان سعر الأسطوانة منه 235 ألف ليرة سورية.

ويعتمد سكان المدينة (115 ألف نسمة) بشكل كامل على الغاز المستورد من تركيا، إذ تقع رأس العين بين الحدود التركية ومناطق سيطرة “قسد”، ولا توجد معابر رسمية بينهما.

أسطوانات غاز في محل في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

أسطوانات غاز في محل بمدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

وسائل بدائية

يضطر سكان رأس العين للبحث عن بدائل لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز، فيتجهون نحو مواقد الكاز ووسائل بدائية، كإحراق النايلون أو ورق الأشجار لتخفيف الأعباء المالية.

ورغم أن هذه الخيارات تقلل التكاليف، تشكل خطرًا على السلامة بسبب احتمالية اندلاع الحرائق والتعرض لانبعاثات سامة.

يواجه فراس الحسن ظروفًا مالية صعبة تحول دون اعتماد عائلته على الطبخ والاستخدام المنزلي، فالرجل أب لثلاثة أطفال ويتقاضى 400 ألف ليرة سورية كراتب تقاعد إثر توقف الشركة التي كان يعمل بها عن العمل في رأس العين.

يواجه فراس حيرة في تأمين احتياجات المنزل الأساسية، سواء من غذاء أو أسطوانات الغاز، فلجأ إلى استخدام موقد الكاز، حيث يبلغ سعر الليتر منه 11 ألف ليرة سورية، ويكفي لاستعمال ثلاثة أيام فقط، مع الإشارة إلى مخاوف من مخاطر انفجار مواقد الغاز وسرعة اشتعال الكاز، الذي يتم خلطه بمكونات قابلة للاشتعال مثل البنزين والمازوت، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث.

مرام الكمال أيضًا تواجه مشكلة شبيهة بمشكلة فراس، إذ لم تستخدم غاز الطهو منذ نحو عام، بسبب ارتفاع الأسعار وضعف قدرتها الشرائية.

قالت السيدة لعنب بلدي، إن أجرتها اليومية لقاء العمل في الزراعة، والبالغة 70 ألف ليرة سورية، بالكاد تكفي لشراء احتياجات عائلتها من خبز وخضراوات (أم معيلة لطفلتين بعد وفاة زوجها).

تعتمد مرام على جمع بقايا الحطب والبلاستيك وإشعالها لتحضير الطعام، بدلًا من الغاز، مع الإشارة إلى نشوب عدة حرائق في المنازل ضمن رأس العين، بسبب استخدام مواقد الكاز، ما أسفر عن تعرض بعض المستخدمين لحروق متفاوتة إثر انفجار بعض هذه المواقد بسبب ارتفاع حرارتها، ما ألحق أيضًا أضرارًا مادية كبيرة ببعض المنازل.

ويبلغ سعر ليتر المازوت 15 ألف ليرة، والكاز 11 ألف ليرة، بينما تتقلب أسعار البنزين يوميًا، وتبلغ نحو 18 ألف ليرة، كما أن الإقبال على المحروقات المستوردة ضعيف لارتفاع أسعارها.

غاز منزلي تتم تعبئته من أسطوانة الغاز في المحال عبر أنبوب خاص- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

غاز منزلي تتم تعبئته من أسطوانات الغاز في المحال – 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

ارتفاع الأسعار من المصدر

بعد توقف وصول أسطوانات الغاز من الحسكة بسبب إتاوات “قسد” التي بلغت 500%، وخطورة نقلها عبر طرق التهريب، لجأ أصحاب محال الغاز إلى استيرادها من تركيا كحل بديل، ومع كل انخفاض في قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، يجري رفع الأسعار من المصدر، ما يزيد الأعباء على السكان.

عدي الحسن، صاحب محل لبيع أسطوانات الغاز، قال لعنب بلدي، إن الأسطوانات كانت تدخل من منطقة التفاحة، الفاصلة بين “قسد” و”الجيش الوطني السوري”، بطريقة “غير نظامية”، وكان ذلك خيارًا مكلفًا للتجار والأهالي.

وأوضح عدي أن الإتاوات دفعت البائعين للتعاقد مع شركة تركية لتوريد الغاز إليهم حينها بسعر 280 ألف ليرة للأسطوانة، قبل أن ترفع الأسعار لثلاث مرات خلال عام واحد، وصولًا إلى 320 ألف ليرة، دفعت البائعين بدورهم لرفع الأسعار إلى 350 ألف ليرة، لتغطية التكاليف وإيجار المحل والربح المطلوب.

وذكر أنهم تواصلوا مع الشركة الموردة حول أسباب رفع الأسعار، فبررت ذلك بانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار، وزيادة تكاليف الإنتاج والتضخم في تركيا (كل دولار أمريكي يساوي 35.5 ليرة تركية).

ويبيع التجار أسطوانات الغاز بأسعار متفاوتة بسبب تقلبات الليرة السورية وعدم استقرارها، ما يجعل الأسعار تختلف من محل لآخر.

أسعار الغاز المرتفعة في رأٍ العين تدفع السكان نحو بدائل أقل كلفة- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

أسعار الغاز المرتفعة في رأس العين تدفع السكان نحو بدائل أقل كلفة – 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

لا قدرة على الدعم

المتحدث باسم المجلس المحلي لرأس العين، زياد ملكي، أوضح لعنب بلدي، أن المنطقة كانت تعتمد سابقًا على الغاز القادم من الداخل السوري بأسعار أقل من الوقت الحالي.

كما بيّن أن فرض “قسد” للإتاوات وإغلاق الطرق وصعوبة الحصول على الغاز من الداخل السوري أجبر المجلس المحلي على استيراد الغاز المسال من تركيا بنفس الأسعار المعمول بها هناك.

وقال ملكي إن المجلس المحلي يعمل على تسهيل إجراءات قدوم المزيد من الشركات التي ستزود أصحاب محال بيع الغاز بأسعار تنافسية،مشيرًا إلى عدم إمكانية على دعم أسعار الغاز، حيث يجري الاعتماد على إيرادات مالية محدودة تذهب لتوفير الخدمات الأساسية للسكان، كالنظافة وشبكات المياه والصرف الصحي.

وتعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع الزراعة، حيث تتراوح أجرة العامل اليومية بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية.

محل لبيع أسطوانات الغاز في رأس العين- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

محل لبيع أسطوانات الغاز في رأس العين- 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

موقد يعمل على مادة الكاز ومعطّل بسبب انفجاره- 3 من تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

موقد يعمل على مادة الكاز ومعطّل بسبب انفجاره – 3 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة