هل بدأ دوري الأبطال حقًا؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

مباريات مثيرة، وبعضها ممل بحسب التوقيت والأهمية، تقلبات المشهد في بعض الجولات تشد عيون المتابعين وتخفق في نتائجها قلوب وأرواح. كيف لهذه النسخة أن يقال إنها بدأت فعلًا، “الريمونتادا” حاضرة في كثير من مبارياتها بما يجعل موقف الكثير من أندية البطولة تاريخيًا تحت مرمى خطر الرحيل المبكر عن البطولة أو الالتحاق بدور خروج المغلوب لمحاولة استدراك ما يمكن قبل نفاد فرص وبطاقات التأهل، فهل بدأ دوري الأبطال حقًا؟

جولة واحدة على نهاية نظام الدوري أو ما يُعرف سابقًا بالدور الأول بعد التعديلات التي طرأت، وأصبح لكل فريق مشارك في النسخة الحالية 8 مباريات بدل 6 مباريات في دور المجموعات خلال النسخ السابقة. هذا الخليط الغريب والعجيب بين مباريات داخل وخارج الأرض دون إياب، جعل المشهد غامضًا والصورة مثيرة تمامًا.

في الجولة الأخيرة قد نشهد إقصاء أندية مرشحة للمباراة النهائية أو لأدوار متقدمة في البطولة (السيتي، لايبزيغ)، وسلم خروج المغلوب يعج بالأندية التي تملك تاريخًا باهرًا على مستوى الشامبيونزليغ (ريال مدريد، يوفنتوس، بايرن ميونيخ، أستون فيلا)، فيما يشهد السلم الأول للمتأهلين مباشرة نحو الدور المقبل وجود ليفربول وبرشلونة والميلان وإنتر ميلان، وحتى الآن لم يضمن سوى ناديي برشلونة وليفربول التوجه نحو دور الـ16 من البطولة، وباقي الفرق تلعب على عدة احتمالات وعلى نقاط قريبة وبعيدة وبأسلوب القفر على حبال التأهل السريع أو دور خروج المغلوب أو القفر نحو فرصة النجاة الأخيرة لمن هم في السلم الأخير.

ولكن، ماذا يعني أن يكون ريال مدريد في دور خروج المغلوب، وأن يلعب على فرصة تأهله نحو الدور المقبل، وماذا يعني أن يتأهل برشلونة وليفربول أو أرسنال والإنتر مباشرة نحو الدور المقبل، فيما عدا خيار المواجهات القوية أو ومواجهات السهل الممتنع. إقصائيات دوري الأبطال لطالما صدرت لنا النهايات العجيبة وحقول الألغام الفريدة في كرة القدم، إذًا، لم تبدأ البطولة حتى الآن؟

لماذا نسأل عن بداية البطولة الآن؟ حتى نؤكد على إثارتها بعد التعديلات الجديدة التي تعرضت لانتقادات شديدة وهجوم إعلامي عنيف مع سحب القرعة ومع أولى الجولات. باعتقادي لقد نجحت النسخة الأولى التي تأهل منها فريقان نحو الدور المقبل بعد سبع جولات، هما ليفربول وبرشلونة، فيما لا يزال 25 فريقًا من 36 تنتظر تحديد مصيرها، بما في ذلك أندية كبرى مثل بايرن ميونيخ وريال مدريد ومانشستر سيتي ويوفنتوس. كيف سيكون شكل التذكرة بين متأهل مباشر وخروج مغلوب وإقصاء كامل؟

الرواية التي كانت تتحدث عن أن النظام الجديد والتعديلات التي أدخلت على هيكل وإعدادات البطولة ستسمح للأندية الكبرى أو الأندية صاحبة التعاقدات الاحترافية الأقوى بالتأهل نحو الأدوار الإقصائية دون عناء أو بأقل الاضرار ذهبت أدراج الرياح، والجهود الإضافية التي بذلتها الفرق من أجل حصد النقاط المطلوبة في كل جولة، وانقلاب الطاولة في عدة مواجهات كما حدث في الجولة الماضية خلال مواجهات برشلونة وبنفيكا- السيتي وسان جيرمان- أتلتيكو مدريد وليفركوزن، كلها إشارات تصب في مصلحة انتصار التعديلات والنظام الجديد، وبأن النسخة الأولى تخفي في أدوارها الإقصائية المقبلة جوهر المنافسة والصراع على اللقب. مفاجآت سيكون أمامنا الوقت الكافي لوضع احتمالاتها بعد نهاية الجولة الأخيرة من نظام الدوري في البطولة بعد أيام.

بالمعنى المجازي نقول إن دوري الأبطال لموسم 2025 لم ينطلق بعد، رغم عديد النتائج والمواجهات التي منحت فرصة الثأر ورد الديون السابقة بين الفرق الكبرى، ومباريات سجلت فيها أندية الوسط ما كانت تحلم به على حساب مخططات الفرق المرشحة لنصف النهائي أو النهائي أو لحمل اللقب في النسخة الجديدة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة