“لم ينتبه أحد لموتك”.. لضحايا التعذيب في سجون الأسد

ديوان "لم ينتبه أحد لموتك" للشاعر رامي العاشق
tag icon ع ع ع

يتناول الشاعر السوري- الفلسطيني رامي العاشق، في ديوانه “لم ينتبه أحد لموتك”، مجموعة من القضايا والمآسي المرتبطة بحقبة مظلمة من تاريخ سوريا تجلّت بحكم عائلة الأسد، وما خلفته من مفرزات وكوارث على المستوى الإنساني، من اعتقال، وقمع قاد الناس إلى ركوب البحار دون أمان، طلبًا للأمان وراء تلك البحار، ومنهم والدة الشاعر نفسها التي خاضت هذه التجربة.

في الديوان، قصيدة بعنوان “فطمة تحمل جرحين بيد واحدة”، وكتبها الشاعر لوالدته التي ركبت في قوارب الموت نحو أوروبا، ليحمل البحر بمخاطر الموت التي تطويها أمواجه إرادة الحياة والبحث عنها لدى السوريين، وجاء في هذه القصيدة التي عكست مشاعر نبيلة صادقة وشفافة مفعمة بالذاتية، هذا المقطع “فطمة تعد لي السفينة، هل أعد لها انتظاري؟ من أين يأتي الصبر، يا أم القصيدة، بانكسارك وانكساري؟”.

على أي حال، فالغرق في البحر وقطع مسافات شاسعة من الماء أملًا بيابسة أفضل، لم يكن مأساة السوريين الوحيدة التي خبرها الشاعر وعايشها وانعكست في ديوانه الشعري، وعلى اعتبار أن الشاعر ابن بيئته، فإن تجربة الاعتقال التي عاشها رامي العاشق بداية الثورة السورية التي رفعت شعار إسقاط حكم الأسد منذ 2011، كانت حاضرة أيضًا في الديوان، بلغة قريبة من الناس والفهم العام للقارئ العربي، فجاءت قصيدة “لا تسلني عن دمشق ولا تنادِني إليها”، وكانت مهداة إلى أحد ضحايا التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد المخلوع.

واستطاع الشاعر بلغة صادقة أن يعكس شيئًا من ظلامية التجربة الممتدة في تاريخ السوريين لنحو 53 عامًا، فالموت والسواد والشيخوخة والرماد مفردات شعرية لا تأتي بالمصادفة، إذ يقول الشاعر “والموت يأخذ كال شيء في السجون، ويستقر إلى السواد”.

كما أن الديوان الذي جاء في 105 صفحات و18 قصيدة، وصدر في 2018، كان مهدى “إلى من قتلوا/قتلن تحت التعذيب في سجون الدكتاتور السوري بشار الأسد”، والتقاطعات الشعرية في الديوان نفسه، ودواوين أخرى للشاعر منها “مذ لم أمت” الذي صدر في 2016، لا تجعل الموت حدثًا طارئًا في الكينونة الشعرية لرامي العاشق.

رامي العاشق شاعر سوري مقيم في برلين، وصدرت له خمس مجموعات شعرية باللغة العربية، وترجمت بعض نصوصه إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية ولغات أخرى، بالإضافة إلى ترجمة بعض أعماله بصورة فنية بصرية وفنون أدائية وأغانٍ، ومن أبرز دواوينه الشعرية، “سيرًا على الأحلام”، وكان الفاتحة الشعرية، وصدر في 2014، حول مجريات من الثورة السورية، وديوان “الرمادي، الوردي الجديد” الذي صدر في 2018، وتبعه في العام التالي كتاب “كلاب الذاكرة” الصادر باللغة الألمانية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة