حفريات وإهمال
الأهالي يعانون “الأمرّين” في شوارع تل براك
الحسكة – مجد السالم
يعاني أهالي مدينة تل براك وريفها، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا شرقي الحسكة، من انتشار الحفريات في شوارع المدينة المتهالكة.
هذه الحفريات تشكل عبئًا على الأهالي وأصحاب الآليات بمختلف أنواعها، وتتضاعف هذه المعاناة مع حلول فصل الشتاء، وفي كل مرة ينزل فيها المطر.
وصفت فاطمة العبد الله (40 عامًا) حال أطفالها الثلاثة في المدينة بأنهم يعانون “الأمرّين” حين الذهاب إلى المدرسة، فهي بعيدة عن المنزل، والشارع الرئيس مليء بالحفر التي يتجمع فيها الماء والطين.
وفي كل مرة يذهب أطفالها، تضطر لتنظيف ملابسهم وأحذيتهم مرات عدة، حتى إنهم يفضّلون البقاء في المنزل وعدم الدراسة خلال الشتاء، وفق حديثها لعنب بلدي.
أعطال في السيارات
قال بهاء الدين الصالح (30 عامًا) وهو مالك حافلة (سرفيس) لنقل الركاب بين تل براك والحسكة، إن شبكة الطرق في المنطقة متهالكة “جدًا” وطبقة “الزفت” (الأسفلت) تختفي في أجزاء من طرقات تل براك والشدادي لتصبح “كأنها طرق ترابية “.
وأضاف لعنب بلدي أن حالة الطرق تسبب “سلسلة من الأعطال لا تنتهي” في سيارته، ما يضطره للذهاب إلى محال التصليح والصيانة مرتين على الأقل في كل شهر، مشيرًا إلى أن ما يجنيه من عمله يكاد يغطي فقط تكاليف الصيانة.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي من سكان المنطقة، فإن شبكة الطرقات المحلية، خصوصًا التي تربط مدينة الحسكة بالريف وبقية المدن مثل تل براك والشدادي، لم تجرِ صيانتها منذ نحو خمس سنوات، وحتى على مستوى ترقيع الطرق (تعبئة الحفر بمادة الزفت).
وتنتشر الحفر في شوارع المدن المذكورة، وهي في غالبها ناتجة عن أعمال مشاريع الصرف الصحي التي تُركت على حالها ولم تُنجز، أو ناتجة عن عمليات ردم غير متقنة لمشاريع سابقة.
تأخير في إنجاز المشاريع
حول التأخير في معالجة مشكلة الطرقات وحالتها المتدهورة، قال أحد الموظفين في المكتب الفني بالحسكة لعنب بلدي (طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية ولأنه غير مخول بالتحدث للإعلام)، إن أبرز الأسباب تأخير إنهاء عمليات إصلاح شبكات الصرف الصحي في المدن.
وذكر أنه رغم الجهود المبذولة، فإن عمليات “التزفيت” لا يمكن أن تتم قبل الانتهاء من إصلاح شبكات الصرف الصحي التي تعد أولوية لضمان استدامة الطرق وعدم تضررها في المستقبل.
وعن مسألة ردم الحفر، قال إن البلديات ردمت عدة حفر “فنية” بنهاية صيف عام 2024، وذلك ضمن خطة لتصحيح الأضرار الناتجة عن أعمال الحفر السابقة.
ولفت إلى أن استمرار مشكلة الحفريات، هو نتيجة لتداخل العديد من العوامل الفنية واللوجستية التي تؤثر على سرعة تنفيذ المشاريع، ما يعوق بشكل مباشر عمليات ردم الحفر بشكل كامل.
وتتشابه حالة الطرق الرديئة في عدة أحياء وبلدات في الحسكة، كما تتكرر الحوادث المميتة على الطرق الرئيسة التي تربط محافظة الحسكة بالمدن الكبيرة، بشكل يثير مخاوف وقلق السكان.
ويؤدي النقص الواضح في توفير الشاخصات الطرقية الضرورية إلى زيادة في مخاطر السفر على هذه الطرق.
وكان أبرز الحوادث في 3 من كانون الثاني 2024، حيث وقع حادث مروري على طريق القامشلي- الحسكة وأسفر عن فقدان أربعة أشخاص لحياتهم وإصابة أكثر من 20 آخرين، نتيجة تصادم بين باص وشاحنة.
ومنذ تسع سنوات، يشتكي سكان وأصحاب سيارات خاصة وسائقون يعملون على الطريق الواصل بين بلدة القحطانية وقرى جنوب الرد في الحسكة شمال شرقي سوريا من تردي الطريق وتدهور حالته الفنية.
ويبلغ طول الطريق نحو 50 كيلومترًا، ويمتد من ناحية القحطانية جنوبًا باتجاه الحدود العراقية، وعلى الجانبين تقع عشرات القرى التي تعتمد على الطريق في الوصول إلى المدن الرئيسة، خصوصًا مدينة القامشلي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :