رغم تراجع الأسعار 40%.. ركود في سوق زيت الزيتون بدرعا
درعا – حليم محمد
تشهد أسواق زيت الزيتون حالة ركود في محافظة درعا جنوبي سوريا، رغم انخفاض أسعار الزيت بنسبة 40%، وثمار الزيتون 50%، مقارنة بالأسعار في تشرين الثاني 2024 (بداية موسم عصر الزيتون).
في كانون الثاني الحالي، وصل سعر صفيحة الزيت (16 كيلوغرامًا) إلى 600 ألف ليرة سورية (50 دولارًا أمريكيًا)، بعد أن تجاوز المليون ليرة، بينما انخفضت أسعار ثمار الزيتون من 12 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد (دولار واحد) إلى 6000 ليرة سورية (نصف دولار).
ركود في المبيع
رصدت عنب بلدي عدم قدرة مزارعين على بيع صفائح من الزيت سواء للمعاصر أو التجار، بينما تستمر المعاصر في درعا باستقبال الزيتون، رغم إغلاقها في مثل هذا التوقيت من كل عام.
مالك معصرة في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن التجار يتخوفون من استمرار الكساد وانخفاض أكثر في سعر الزيت.
وأضاف أن الإشكالية تكمن في صعوبة تصريف المادة، وضعف القدرة الشرائية للسكان، وغزارة الإنتاج لدى المزارعين.
رئيس غرفة زراعة درعا، جمال المسالمة، أرجع أسباب الكساد لفرض الحكومة رسومًا جمركية على تصدير الزيت والخضراوات والفواكه، الأمر الذي أثر على سوق التجارة ومن ضمنها الزيت.
وقال المسالمة لعنب بلدي، إن الزيت السوري من أجود انواع الزيوت المرغوبة عالميًا، وخاصة في دول الخليج العربي.
مدير زراعة درعا، عاهد الزعبي، قال لعنب بلدي، إن تراجع طلب التصدير الخارجي لزيت الزيتون، وانخفاض سعر النباتي، وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، من الأسباب الرئيسة لركود سوق زيت الزيتون محليًا.
المزارع ينتظر
اعتبر المزارع مصطفى أبو ليلى في بلدة تل شهاب، أن هبوط سعر الزيت سببه عدم القدرة على بيعه، ما قلل هامش الربح لدى المزارعين.
وذكر أنه لم يتمكن من بيع الزيت الناتج من أرضه البالغة 20 دونمًا.
وأضاف أن تكلفة المحصول عالية، إذ تصل أجرة العامل إلى 1400 ليرة سورية، وهي أجرة جني الكيلو الواحد من الزيتون، ويضاف إليها أجور نقل المحصول إلى المعصرة، إذ لا تقل أجرة السيارة عن 400 ألف ليرة سورية.
في حين وصل سعر الصفيحة الفارغة إلى 50 ألف ليرة سورية، وتتقاضى المعصرة 700 ليرة أجرة عصر عن كل كيلو.
قال المزارع لعنب بلدي، إنه ينتظر بيع إنتاجه من الزيت ليسدد أجور المعصرة والعمال، لكن حالة السوق لا تساعد.
ورغم غزارة إنتاج هذا الموسم، فإن موسم العام الماضي كان أكثر ربحًا، إذ باع الصفيحة الواحدة بـ1.1 مليون ليرة سورية (91 دولارًا).
ولا تقتصر التكلفة على الجني والعصر، إذ يشتري المزارع ساعة المياه لسقاية محصوله بـ100 ألف ليرة سورية، يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية وحراثة الأرض.
زيتون المائدة أصبح للعصر
بعد هبوط أسعار أصناف الزيتون المعدّة للمائدة مثل زيتون “أبو شوكة” و”الماوي”، لجأ المزارعون لعصرها، رغم أنها ذات نسب منخفضة لإنتاج الزيت.
كفاح الرفاعي، مزارع زيتون في بلدة تل شهاب، قال لعنب بلدي، إن إنتاج الصفيحة الواحدة من الزيت يستهلك ما يقارب 230 كيلو زيتون “أبو شوكة”، في حين لا يتعدى 90 كيلو زيتون للأصناف الأخرى المعدّة للعصر.
وبعد هبوط سعر ثمار الزيتون في السوق، لجأ المزارع إلى عصره على أمل أن يتحسن سعر الزيت، إذ ينوي تخزين إنتاجه.
كما أدى توريد زيتون المائدة لمعاصر الزيت إلى تأخير إغلاق المعاصر، بحسب مالكي معاصر في درعا.
وقال علي الصبيحي، وهو عامل في معصرة بريف درعا الغربي، إن المعاصر تغلق مع بداية شهر كانون الثاني من كل عام، لكنها في العام الحالي ما زالت تستقبل مواسم الفلاحين وأغلبها من زيتون المائدة.
وبحسب مدير زراعة درعا، يبلغ عدد أشجار الزيتون في المحافظة ثلاثة ملايين شجرة من أصل ستة ملايين قبل عام 2011، وتوقع المدير إنتاج 28 ألف طن من ثمار الزيتون، ويخصص ثلثا الإنتاج للعصر، والثلث المتبقي يباع زيتونًا للمائدة.
وخلال السنوات الماضية، تأثر محصول الزيتون بجفاف مصادر المياه في درعا، رغم أن أشجار الزيتون أكثر مقاومة للعطش من غيرها، ويمكن سقايتها مرتين في فصل الصيف، بشرط حراثة الأرض باستمرار للمحافظة على رطوبة التربة، وفق تحقيق لـعنب بلدي/ سيريا انديكيتور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :