شهدت محافظة اللاذقية، مساء الجمعة 24 من كانون الثاني، انتشارًا واسعًا لإشاعات حول انسحاب القوات التابعة لحكومة دمشق المؤقتة الأمنية والعسكرية من الساحل السوري إلى جانب عودة شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، ماهر الأسد.
وقال مدير الأمن في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي لوكالة الأنباء الرسمية “سانا“، إن معلومات كاذبة تناقلتها وسائل التواصل حول انسحاب قوات الأمن العام من عدة مواقع في محافظة اللاذقية، وهو ما استغله بعض العناصر “الخارجين عن القانون لتنفيذ أعمال إجرامية باستهداف مواقع تابعة لوزارة الداخلية”.
وأضاف كنيفاتي، أن الاستهدافات فشلت وتم تحييد ثلاثة مهاجمين، وتلاحق القوى الأمنية الفارين.
وذكر كنيفاتي أن هذه الإشاعات والأعمال تهدف إلى زعزعة الأمن العام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا ضرورة توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة.
وعززت إدارة الأمن العام من نشر قواتها في اللاذقية، “وحدات K9” لتعزيز الاستقرار وضبط الأمن، وفق “سانا”.
وتعتبر “الوحدة K9” متخصصة بتعقب الألغام والمخدرات، وتتضمن كلابًا بوليسية عالية التدريب، سبق واستخدمتها “هيئة تحرير الشام” في معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا لمنع عمليات تهريب المخدرات.
الصحفي مراد قوتلي المتخصص بصحافة المصادر المفتوحة أوضح أن حسابات إيرانية لعبت دورًا كبيرًا في نشر شائعة عودة ماهر الأسد إلى الساحل، وخروج “إدارة العمليات العسكرية” منها وحدوث توتر أمني، ونشاط للطيران روسي، وتحركات في مطار المزة.
والملاحظ أن الحسابات، نشرت الإشاعة نفسها (بالكلمة والحرف)، في الوقت ذاته تقريبًا على الحسابات.
ونشرت الإشاعات على أكثر من منصة (إكس، تلجرام، إنستجرام، فيس بوك)، وتناقلتها عنها بعض المواقع الإيرانية.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، أطلقت إدارة الأمن العام حملات أمنية لملاحقة فلول النظام خاصة في محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق.
تكرار الحملات الأمنية في منطقة الساحل السوري جاء عقب عدة حوادث وهجمات استهدفت ثكنات عسكرية ومدنيين بالمنطقة.
وشهدت مدن الساحل السوري حالات اعتداء وسرقة واستهداف من قبل عناصر النظام السابق، طالت عناصر “إدارة العمليات العسكرية”.
وأعلن وزير الداخلية في حكومة دمشق المؤقتة، محمد عبد الرحمن، في 26 من كانون الأول 2024، مقتل 14 عنصرًا وإصابة 10 آخرين من عناصر وزارة الداخلية، إثر تعرضهم لكمين من قبل فلول النظام البائد بريف طرطوس، في أثناء أداء مهامهم.
وفي 14 من كانون الأول 2024، قُتل ثلاثة عناصر من “إدارة العمليات العسكرية” وأصيب آخرون ، إثر “كمين” لعناصر النظام السابق قرب بلدة المزيرعة بريف اللاذقية.
وحررت “إدارة الأمن العام” خمسة من عناصرها أسرتهم مجموعة مسلحة من فلول النظام السابق في مدينة جبلة بريف اللاذقية، بعد ساعات من اختطافهم بتاريخ 14 من كانون الثاني.