“جيش سوريا الحرة”: الانسحاب الأمريكي “مدمر”
قبيل ساعات من سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، خرجت قوات “جيش سوريا الحرة” من قاعدة “التنف” العسكرية الأمريكية، شرقي سوريا، واتجهت نحو مدينة حمص، ومنها إلى العاصمة دمشق، وتبعتها فصائل عسكرية أخرى، حتى أُعلن من العاصمة عن سقوط النظام.
وعقب سقوط النظام، لم تعد قوات “جيش سوريا” إلى مكان انطلاقها، بل سيطرت على مناطق أخرى كان يسيطر عليها النظام شرقي محافظة حمص، مثل مدينتي تدمر والسخنة.
ونشر الفصيل السوري المدعوم أمريكيًا، في كانون الأول 2024، صورًا تظهر نشاط قواته في العديد من المناطق أبرزها مدينة تدمر.
قائد “جيش سوريا الحرة”، العقيد سالم العنتري، قال لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، الخميس 23 من كانون الثاني، إن قواته تواجه بالفعل اتساع المساحة الخاضعة لسيطرتها بعد سقوط بشار الأسد.
وأضاف أن القوى البشرية السورية قادرة ولديها التدريب والخبرة الكافية في القطاع العسكري، لكن التفوق التكنولوجي الذي يتمتع به التحالف الدولي، هو الذي أثر على التنظيم ودمره في سوريا، إضافة إلى جهود السوريين.
قائد “الجيش” ذكر أيضًا للصحيفة الإماراتية أن أي انسحاب أمريكي من شأنه أن يؤثر على قدرة مقاتليه على محاربة التنظيم، لأنهم يعتمدون على الضربات الجوية الأمريكية ومراقبة الطائرات دون طيار وغيرها من التكنولوجيا العسكرية المتفوقة لتحديد مواقع خلايا التنظيم التي تجوب الصحراء.
ولفت إلى أن خلايا التنظيم لا تزال قائمة على الرغم من الهزيمة الشاملة التي لحقت بتنظيم “الدولة” في سوريا عام 2019.
وأضاف أن الانسحاب الأمريكي من سوريا “لن يكون مؤثرًا فحسب، بل سيكون مدمرًا أيضًا. إن خسارة هذه الميزة تعني أننا سنخسر قدرتنا على السيطرة، وسوف نتفاجأ بأن تنظيم (الدولة) سيصبح أقوى”.
العنتري قال أيضًا إن الحكومة الجديدة “تكافح للسيطرة على الأمور، فهم يبذلون قصارى جهدهم، لكنهم لا يملكون عصا سحرية تمكنهم من إنهاء كل شيء في غضون أسبوع”.
وأضاف أنه إذا كان هناك انسحاب أمريكي، فإن المقاتلين المحليين سيخسرون التفوق الجوي، والسيطرة الجوية، والمراقبة، والقدرة على توجيه ضربات دقيقة ومدمرة لأي تجمع لتنظيم “الدولة”.
ولفت إلى أن بقايا التنظيم التي لا تزال تنشط في البادية السورية قد تستغل أي أسلحة ومعدات عسكرية متبقية في المساحات الشاسعة، في حين أن القوات التي يقودها العقيد العنتري لا تملك الوسائل الكاملة لملاحقتهم.
تركيز على التنظيم
في حديث سابق لعنب بلدي، قال العقيد العنتري، إن “جيش سوريا الحرة” انطلق من قاعدة “التنف” من مبدأ حماية المدنيين، ودرء خطر تنظيم “الدولة” وقطع طرق تنقله.
وأضاف أن مجموعات التنظيم أرادت استغلال انسحاب قوات النظام المخلوع من المنطقة الوسطى، والتحرك بهدف السيطرة على أسلحة ومعدات كان قد تركها النظام المخلوع، والميليشيات الموالية له، والقوات الروسية في المنطقة، ما استدعى تحرك “جيش سوريا” لمنعها.
ولفت إلى أن “جيش سوريا الحرة” ينتشر اليوم ضمن مناطق واسعة من ريف حمص الشرقي والبادية السورية، كما أن هناك بعض القوات العسكرية تنتشر في مدينة تدمر أيضًا.
وقال العنتري، “ما دامت لدينا مهمة محاربة التنظيم فسلاحنا موجود من أجل محاربته ومن أجل حماية المدنيين”، ولفت إلى أن “جيش سوريا” وسلاحه يقفان إلى جانب من يريد قتال تنظيم “الدولة” وحماية سوريا من خطره، وهو ما يركز عليه الفصيل اليوم، وفق تعبيره.
توافق مع دمشق
عاد “جيش سوريا الحرة” إلى الواجهة السياسية مجددًا في سوريا، مؤكدًا عدم وجود مشكلة لديه مع الإدارة السورية الجديدة، بعد أن شارك في المعارك التي أدت إلى إسقاط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024.
وظهر قائد “الجيش” في 10 من كانون الثاني الحالي، في صور نشرتها الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) قالت إنها من جلسة تنظيمية عقدتها وزارة الدفاع مع القيادات العسكرية لبدء عملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع.
وسبق أن تحدث العنتري، في 3 من كانون الثاني الحالي، لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، وقال إنه لم يتلقَّ دعوة لحضور اجتماع الفصائل، الذي عُقد بهدف دمجها في الجيش السوري الجديد.
ويعود تأسيس “جيش سوريا الحرة” إلى السنوات الأولى من الثورة السورية، حيث نشأ من مجموعة من الضباط والجنود المنشقين، وعُرف آنذاك باسم “جيش سوريا الجديد” ثم صار يعرف باسم “جيش مغاوير الثورة”، ومؤخرًا “جيش سوريا الحرة”.
ولطالما اقترن اسم الفصيل السوري المحلي بقوات التحالف الدولي التي تتمركز في قاعدة “التنف” العسكرية شرقي حمص منذ عام 2015، إذ انتشر مقاتلوه في القاعدة وبمحيطها، دون أي نشاط عسكري يُذكر باستثناء بعض التدريبات المتفرقة إلى جانب القوات الأمريكية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :