قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن أكثر من 450 ألف نازح سوري عاد إلى بلاده خلال الأزمة التي شهدتها لبنان في أيلول وتشرين الأول 2024.
وأضاف بعد لقائه مع الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم، الخميس 23 كانون الثاني، أن نحو 200 ألف سوري عاد إلى بلدهم من مختلف أنحاء العالم، منذ سقوط رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد.
وأشار إلى أن النازحين العائدين بحاجة الى الدعم لتكون العودة دائمة، موضحًا أهمية تأمين الدعم المادي وإعادة الحياة إلى المناطق العائدين إليها لضمان بقائهم في سوريا.
وتابع، “المهم هو أن نتذكر أن السلطات السورية الجديدة رحبت بعودة النازحين وهو أمر جيد، ويجب عليها أيضًا أن تستمر على المسار الإيجابي لناحية احترام الأقليات والمحافظة على حقوق الجميع”.
وسيلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم السبت القادم مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، بحسب المفوض السامي للأمم المتحدة.
وقال غراندي، إن حكومة دمشق المؤقتة ترحب بعودة السوريين “بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة”، تجنبًا من خلق مشاكل في ظل التحديات العديدة التي تواجهها سوريا حاليًا.
وأضاف حول عودة النازحين أن الأمم المتحدة تضع خطة شاملة لمساعدة السلطة السورية الحديثة، للتحرك بالاتجاه الصحيح في مختلف الجوانب، منها التعليم والمياه والكهرباء والبنية التحتية، مشير إلى أن التعامل مع مسألة العودة جزءًا من هذه الخطة.
من جهته، قال الرئيس اللبناني، إن “لبنان يريد عودة النازحين السوريين الى بلادهم في أسرع وقت ممكن، لا سيما بعد زوال الاسباب التي أدت إلى نزوحهم إلى لبنان”.
وطلب من غراندي البدء “بتنظيم مواكب العودة للنازحين”، داعيًا المجتمع الدولي الى “توفير الدعم المادي والإنساني لتحقيق هذه العودة”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، حذر من أن سوريا لا تزال تواجه “تهديدًا ثلاثي الأبعاد”، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية، بعد مضي ثلاثة أسابيع على سقوط النظام.
وقال “أوتشا”، في 31 كانون الأول، إن الأعمال العدائية وانعدام الأمن لا يزالان يؤثران على مناطق في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية والقنيطرة وريف دمشق وطرطوس.
وحثت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، الحكومات على التريث في خطط إعادة اللاجئين، مشيرة إلى أن بعض المجتمعات تضطر للنزوح مرة أخرى بسبب عدم وضوح الحياة تحت السلطات الجديدة، أي سلطة حكومة دمشق المؤقتة.