دير الزور.. دمار يمنع عودة نازحين في مخيم “الصبحة”
لم تستطع أكثر من 50 عائلة قاطنة في مخيم “الصبحة” شمال شرقي دير الزور العودة إلى منازلها، بسبب الدمار وانتشار الألغام التي تركتها قوات النظام السوري السابق والميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال شرقي دير الزور.
لا عودة حاليًا، فـ”كابوس النزوح” مستمر، وفق قاطنين قابلتهم عنب بلدي، إلى جانب تدهور الوضع المعيشي، في ظل عدم توفر فرص عمل، وبعد الأسواق عن المخيم، واضطرار القاطنين إلى سلك طرق طويلة بشكل يومي لتأمين احتياجاتهم.
لا قدرة مالية للعودة
فوجئ راغب الخليل القاطن في المخيم بحجم دمار منزله في البوكمال، إذ زاره لمعاينته بعد أن كان مقرًا للميليشيات الإيرانية، قائلًا إنه لم يتجرأ على دخوله بسبب الركام وانتشار ألغام أرضية حوله.
هُجّر راغب من منزله فور سيطرة قوات النظام على البوكمال عام 2017، لكنه لا يزال عاجزًا عن العودة في ظل حالة منزله المتهالكة.
وقال راغب لعنب بلدي، إنه أخبر الجهات المختصة بما آل منزله إليه، وينتظر تدخل فرق الهندسة لإزالة الألغام، لافتًا إلى أن ترميم منزله يحتاج إلى أكثر من 6000 دولار أمريكي (72 مليون ليرة سورية).
وذكر أن المخيم يضم أكثر من 50 عائلة، لم تتمكن منذ سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، وحتى كانون الثاني الحالي، من العودة إلى منازلها بسبب الدمار وانتشار العبوات الناسفة.
وقال كامل العلي (أحد قاطني المخيم أيضًا)، إن القاطنين سيبقون بعيدين عن منازلهم، لأن إعادة الإعمار تحتاج إلى كثير من المال، ولأنهم استنزفوا جميع ممتلكاتهم خلال سنوات النزوح.
أما عبد الكريم العسكر، الذي نزح إلى مخيم “الصبحة” عام 2018، فقال لعنب بلدي، إن أغلب المنازل في البوكمال مهدّمة بسبب القصف، كما سرقت قوات النظام السابق وحلفاؤها النوافذ والأبواب، وحتى “سيراميك” الأرضيات تم خلعه وسرقته مع أسلاك الكهرباء.
وفق القاطنين، لايمكن العودة دون تدخل من الجهات المحلية والدول والمنظمات لإعمار ما تم تدميره، وإعادة الحياة للمدن والبلدات.
وبحسب قاطنين، لم يتلقَ المخيم أي مساعدات منذ ست سنوات سوى 300 ليتر من المازوت، قدمتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لكل عائلة في عام 2023.
وذكروا أن لجانًا كانت تأتي وتقوم بتسجيل دفاتر العائلة، وتقدم وعودًا بالدعم والخدمات من خبز ومياه ومساعدات غذائية، لكن دون نتائج.
وشهدت الأسابيع الماضية ازديادًا في أعداد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في ريف دير الزور المقسوم إلى شطرين، شرقًا حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وغربًا حيث تسيطر حكومة دمشق المؤقتة.
عودة النازحين إلى منازلهم تمنعها حقول الألغام التي تركتها خلفها قوات النظام السوري السابق، والميليشيات الإيرانية، إذ لا تزال تحصد أرواح المدنيين.
اقرأ أيضًا: دير الزور.. مخلفات الحرب تعوق عودة الأهالي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :