معارك سد “تشرين”.. أداة ضغط في التفاوض مع “قسد”

  • 2025/01/20
  • 4:35 م
عناصر من "الجيش الوطني السوري" قرب دبابة استولوا عليها من قوات النظام خلال عملية "فجر الحرية"- 30 من تشرين الثاني 2024 (فجر الحرية/ تلجرام)

عناصر من "الجيش الوطني السوري" قرب دبابة استولوا عليها من قوات النظام خلال عملية "فجر الحرية"- 30 من تشرين الثاني 2024 (فجر الحرية/ تلجرام)

أظهرت مقاطع مصورة نشرتها حسابات عسكرية تقدم فصائل “الجيش الوطني السوري” المشاركة بغرفة عمليات “فجر الحرية” إلى نقاط جديدة في محور سد “تشرين” بريف حلب الشرقي.

النقاط التي تم الحديث، الأحد 19 من كانون الثاني، عن انتزاعها من سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) واقعة في محيط السد، وهي جبال العطشانة وشاش البوبنا وقرى التلال وحج حسين، مع حديث عن مقتل عشرات من مقاتلي “قسد”.

على الجانب الآخر، تقول “قسد” إنها أفشلت الهجمات واستطاعت قتل عشرات من مقاتلي “الجيش الوطني”.

تقدم بطيء

محاولة التقدم إلى سد “تشرين” والسيطرة عليه وإخراج “قسد” من غرب نهر الفرات، بدأت منذ إطلاق “فجر الحرية” عملياتها ضد “قسد” ونظام بشار الأسد المخلوع، في 30 من تشرين الثاني 2024.

واستطاعت الفصائل خلال أيام السيطرة على عدة مدن منها منبج وتل رفعت، لكن تقدمها توقف على محور سد “تشرين”.

الولايات المتحدة كررت في عدة تصريحات منذ 12 من كانون الأول 2024 عن استمرار الهدنة، لكن تركيا رفضت الهدنة، والفصائل المدعومة منها مستمرة في هجماتها.

أما “إدارة العمليات العسكرية” المرتبطة بحكومة دمشق المؤقتة فلم تشارك بعد في العمليات ضد “قسد”، مع وجود مفاوضات مع “قسد” لم تصل بعد إلى صيغة توافقية.

“قسد” تنشر بشكل يومي أخبارًا عن صد محاولات تقدم “الجيش الوطني” ومقتل العديد من مقاتليها على هذا المحور، ويكتفي “الوطني” بالحديث عن عمليات القصف ومحاولات التقدم.

معركة “مهمة”

الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” أسامة شيخ علي، قال لعنب بلدي، إن معركة سد “تشرين” ذات أهمية بالنسبة لـ”قسد”، بسبب أهمية السد في توليد الكهرباء وإمدادات المياه، وخسارة المنطقة يعني أن تركيا ستتحكم بقطاع المياه والكهرباء في جزء كبير من مناطق سيطرة “قسد”.

وذلك يمنح تركيا القدرة على ابتزاز “قسد” والضغط عليها في ملفات التفاوض، لذلك تحاول الحفاظ على السد.

الأمر الآخر أن منطقة السد تقع بالقرب من مناطق مفصلية بالنسبة لـ”قسد”، خاصة منطقة عين العرب/كوباني، وهي تدرك أن “الجيش الوطني” وتركيا عينهما على عين العرب لربط مناطق سيطرتها بين شرق الفرات وغربه.

معارك سد “تشرين” هي استكمال لمعركة السيطرة على مدينة منبج بريف حلب الشرقي، والسيطرة عليها يعني وصول “الجيش الوطني” إلى جزء جديد من نهر الفرات، وهو الجزء الواقع جنوب مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة “الوطني”.

وتفصل عين العرب بين مناطق سيطرة “الوطني” المعروفة باسم منطقة “نبع السلام” وهي مدينتا تل أبيض شمالي الرقة ورأس العين شمال غربي الحسكة، وبين باقي مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي والشمالي.

وتعتبر مدينة عين العرب ذات رمزية بالنسبة لـ”قسد” والكرد عمومًا، نظرًا إلى العمليات العسكرية التي أفضت لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة بين أيلول 2014 وآذار 2015، وانتهت بطرد التنظيم من المنطقة.

أداة ضغط

أوضح الباحث أسامة الشيخ علي أن مسار المفاوضات مستمر، وما “نشهده الآن ليست معارك عسكرية واسعة ومفتوحة، إنما مناوشات وأدوات ضغط لتسريع عمليات التفاوض (ما زالت في طور الضغط والضغط المقابل في مسار المفاوضات)”.

الوسيط الأمريكي الذي يقود المفاوضات مع تركيا له دور في استمرار هذا المسار (مسار التفاوض)، وتأخير أي عملية عسكرية مقبلة، والمفاوضات “ستستمر في هذه المرحلة على الأقل، ولا أتوقع معركة واسعة أو كبيرة في شمال شرقي سوريا في هذه المرحلة حتى ينتهي ملف التفاوض بشكل نهائي”، وفق تعبير الشيخ علي.

وأشار الباحث إلى إمكانية اندلاع “مناوشات” في مناطق أخرى كدير الزور ورأس العين وتل أبيض.

وفي 12 من كانون الأول 2024، أصدرت غرفة عمليات “فجر الحرية” بيان إعلان وقف إطلاق النار في منطقة منبج وريفها، حتى 16 من الشهر نفسه، لحين إتاحة الفرصة وتطبيق التفاهمات الإنسانية والأمنية.

الولايات المتحدة أعلنت عن تمديد الهدنة واستمرارها وأنها تعمل على مراقبتها أكثر من مرة، لكن تركيا أعلنت من جانبها رفض الهدنة.

وسبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة “ستسعى إلى تمديد وقف إطلاق النار هذا قدر الإمكان في المستقبل”.

في 19 من كانون الأول 2024، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها لم توافق على أي عملية لوقف إطلاق النار مع “قسد”.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية حينها بيان الوزارة الذي جاء فيه، “من غير الوارد بالنسبة لنا أن نلتقي بأي منظمة إرهابية، نعتقد أن ذلك مجرد زلة لسان”، في إشارة للإعلان الأمريكي عن وقف إطلاق نار بين تركيا و”قسد”.

مفاوضات مع دمشق

تزامنًا مع الاشتباكات الدائرة في سد “تشرين”، تجري “قسد” مفاوضات مع حكومة دمشق المؤقتة للوصول إلى صيغة تفاهم، لكن المفاوضات يعرقلها شرط “قسد” حول حفاظها على كتلة عسكرية ضمن الجيش الجديد، وهو ما ترفضه الإدارة.

وقال عبدي في لقاء مع قناة “العربية الحدث” السعودية، الأحد 19 من كانون الثاني، إن “قسد” لم تكن جزءًا من الحوار بين وزارة الدفاع وفصائل المعارضة، لافتًا إلى أنه لم يتلقَّ دعوة للاجتماع المعني بدمج الفصائل بوزارة الدفاع.

وأضاف أن قواته لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، ولكن تريد الانخراط في جيش سوريا المستقبل، محذرًا من أن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات سيؤدي إلى “مشكلات كبيرة”، على حد تعبيره.

موقف عبدي من الاندماج بالجيش السوري تغيّر مؤخرًا، إذ سبق وأبدى استعداد فصيله لحل نفسه والاندماج بالجيش السوري، لكنه عاد بعد أيام للحديث عن أنه موافق على الاندماج بالوزارة ككتلة عسكرية، وليس كأفراد.

ويشترط قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وجود قواعد أساسية لحل المشكلة القائمة شمال شرقي سوريا وهي:

  • ألا يكون هناك تقسيم في سوريا بأي شكل من الأشكال، حتى لو كانت بشكل فيدرالي.
  • مغادرة المسلحين الأجانب الذين يتسببون بمشكلات لدول مجاورة.
  • ينبغي أن يكون السلاح محصورًا بيد الدولة فقط.

مقالات متعلقة

  1. "قسد" تعلن تقدم قواتها في منبج
  2. منبج.. "الوطني السوري" يتقدم قرب سد "تشرين"
  3. قتلى وجرحى بتفجير سيارة في منبج
  4. سد تشرين يتحول إلى خط جبهة.. ما أهميته

سوريا

المزيد من سوريا