لم تكن ليلة للسوبر والتتويج فقط
عروة قنواتي
ليلة السوبر، وصلها منهكًا مع بعض التعب وكثير من التساؤلات والاستفسارات وإشارات الاستفهام حول إصابات لاعبيه، وتراجع أداء بعضهم، ومزاجية النتائج بين نصف الذهاب الأول وما تبقى منه قبل عطلة الأعياد. هكذا وصل السيد هانز فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، إلى بطولة السوبر الإسباني التي انتهت قبل أيام في جدة بالمملكة العربية السعودية.
أما غريمه الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، مدرب نادي ريال مدريد، فقد حط الرحال في السعودية ومعه صحوة النتائج وعودة المنافسة والصدارة الملاحقة، واستغلال هدايا الخصوم ونزيف نقاطهم، وتعدل مزاج لاعبيه ونجومه وشفاء أكبر عدد منهم من إصاباتهم، شعاره البارز كان “يا مرحبًا بلقب البريستيج وبما يستفز خصومي ويدفع فريق عملي نحو الأمام نفسيًا ومعنويًا في العام الجديد”.
إذًا، هي لم تكن ليلة للسوبر والكلاسيكو والتتويج فقط، كانت لتنسيق جدول الأعمال وترتيب بعض الفوضى في مكان، وزيادتها وفتح دفتر الحسابات في المكان الثاني.
كانت لمعرفة برهان النظرية التي ظهرت مؤخرًا، ما الذي حصل حتى يتبادل ليفا البولندي ومبابي الفرنسي أدوارهما بين أول الموسم ومنتصفه، في حين أن ليفا كان هداف فريقه وصاحب الأداء الممتع والمرجح لكفة برشلونة في عديد مواجهات الدوري والشامبيونزليج، وكان خصمه كيليان مبابي مضرب المثل في التخاذل والتراجع والضياع وعدم التأقلم وإهدار ركلات الجزاء، انقلبت الطاولة في آخر الأسابيع التي سبقت السوبر الإسباني فتقدم كيليان مبابي بسلة من الأهداف والنتائج ليعوض بها بعض ما فات في بداية الموسم، وينزل ليفا باتجاه القبو المظلم مع نتائج الفريق المتراجعة والتي سمحت بقفز الغريم إلى الصدارة وقفز أتلتيكو أيضًا للمرتبة الثانية ومن ثم الصدارة.
كانت ليلة السوبر ليست لأفراح الكأس أمام ملايين المشاهدين وحسب، بل أيضًا للإيمان بأن الدماء الشابة في الفرق الكبرى والصبر عليها وإعطاءها الفرص للظهور واللعب وتحمل المسؤولية في المباريات المهمة خير مثال على جدوى عملية البناء، وأفضل رهان على استمرار المنافسة والحلم بزيادة غلة الألقاب، مهما بلغ عدد أسماء النجوم والمحترفين والمخضرمين في حافلة الخصوم.
نعم، ليلة السوبر الإسباني أكدت أن كلاسيكو الأرض غالبًا ما يكون بعنوان “الكلاسيكو بمن حضر”، وكيفما كان شكل الخصمين وبناؤهما الهجومي وموقعهما في المنافسة وسلم الترتيب في البطولات، بمصابين أو بدكة بدلاء كاملة وجاهزة، بمدرب على البانش أو بمعاقَب على المدرجات، بجمهور أو دونه، الكلاسيكو له طعمه الخاص، ولا يعترف كثيرًا برد الثأر ولا غياب فريق عن الفوز أكثر من الخصم. صحيح بأن النتائج متقاربة في حالات الفوز الرسمية وغير الرسمية بين الفريقين منذ أول كلاسيكو في التاريخ وحتى اليوم، إلا أنها كانت ليلة للسوبر بعيدًا عن التقاليد وعن السيناريوهات المتعارف عليها.
يبقى أن نذكر بأن تقلبات المباراة ونتيجتها من فريق إلى آخر وحالة الطرد التي تلقاها حارس برشلونة فأضعفت خطة مدربه الهجومية، عوامل حالت دون أن يرتفع رصيد أهداف المباراة منطقيًا إلى 7 مقابل 2، ولو أن حلول السيد أنشيلوتي كانت جاهزة بعد حالة الطرد التي حدثت قبل نصف ساعة من نهاية المباراة مع 8 دقائق وقت مضاف بدلًا عن الضائع، فلربما كانت النتيجة 5 مقابل 4، ومن يدري لربما كان الريال على موعد مع التعادل بفضل الزيادة العددية ورغبة برشلونة في الدفاع عن النتيجة الكبيرة فقط، وبعد التعادل فلتكن نتيجة المباراة كيفما تشاء.
كلاسيكو جديد هذا الموسم ظفر به برشلونة قبل إياب الدوري، وقبل معرفة قرعة الكأس وباقي أدواره الإقصائية التي قد تحمل مواجهة جديدة في الكلاسيكو بين برشلونة والريال. الواضح في الصورة حتى الآن هو تفوق البارسا في مباراتين هذا الموسم بعهد السيد فليك مع وفرة في الأهداف بانتظار إياب الدوري، فهل يودع أنشيلوتي ريال مدريد بفوز للذكرى مع نهاية المشوار؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :