“سراب”.. أبواب الشك إن فتحت لا توصد

يعالج المسلسل المصري “سراب” فكرة ممكنة الحدوث نسبيًا، بمعزل عن القالب الذي غلّف الحكاية الدرامية للعمل.

والقضية أن طفلًا في السابعة من العمر يختفي بعد خروجه من المدرسة قبل أن تعثر عليه العائلة في وقت لاحق، بما يفتح أبوابًا عريضة للشك والاحتمالات يحاول المسلسل التعامل معها.

الطفل الذي وجدته عائلته سالمًا لم يتعرض للأذى، خرج من المدرسة مع شاب كان خطيب والدته قبل زواجها، ما أعاد هذه العلاقة إلى الواجهة مع بحث الأب عن إجابات لأسئلة لا حصر لها.

يتبع العمل أسلوبًا مختلفًا في سرد الحكاية، فيمنح كل شخصية حصة من السرد من وجهة نظرها، ويتيح التعرف إليها وإلى مواقفها ومبرراتها لسلوكها.

رسالة العمل أن أبواب الشك إن فتحت لا توصد، والبحث عن الحقيقة لا ينتهي قبل بلوغها، فعلى اعتبار أن والد الطفل شخصية حادة الذكاء وذات حضور قوي ونفوذ نسبي خلقته بيئة العمل، باعتباره خبير أوراق مالية، على احتكاك بفئة من الأثرياء، يواصل بعناية البحث خلف القضية التي تقدم تعقيدًا في علاقات أبطالها على المستوى الاجتماعي، فصديقة الخاطف على علاقة بوالد الطفل، وصديق والد الطفل يعرف الفتاة ذاتها.

ومما يتناوله العمل أيضًا الصورة الخام للشخصيات بلا تجميل، بلا تلطيف ومبالغة، مع إبراز مقصود للعيوب الشخصية والاضطرابات النفسية لكل منها، فطارق، والد الطفل، شخصية متسلطة على صديقه، وإنسان استغلالي بمعايير وفاء وأخلاق منخفضة، عند الحديث خارج إطار مصالحه الشخصية.

العمل الذي يصنف ضمن خانة الدراما، يحمل بعدًا بوليسيًا تكسوه الإثارة والتشويق، في مناخ نفسي مقلق ومضطرب، بحثًا عن الحقيقة التي تبدو عصية في النصف الأول من حلقاته على الأقل، قبل أن تتكشف الأحداث ببطء، لتتضح مبررات الشخصيات من سلوكياتها.

“سراب” مسلسل قصير من عشر حلقات، بدأ عرضه في كانون الثاني الحالي، وهو مقتبس عن مسلسل أسترالي باسم “Seven Types of Ambiguity” (سبعة أنواع من الغموض)، الذي عرض في 2017.

العمل من إخراج أحمد خالد، وبطولة كل من خالد النبوي ويسرا اللوزي وهاني عادل ونجلاء بدر وجيهان الشماشرجي وأحمد مجدي وأحمد وفيق وإنجي المقدم، وشارك في كتابته فريق ضم كلًا من محمود شكري وخالد شكري ودعاء حلمي.