“أبو شاكر” يدير عجلة منتخب شباب سوريا

  • 2025/01/19
  • 2:17 م
من مباراة المنتخب السوري ونظيره اليمني استعدادًا لكأس آسيا في الصين- 15 كانون الثاني 2025 (الاتحاد الرياضي السوري)

من مباراة المنتخب السوري ونظيره اليمني استعدادًا لكأس آسيا في الصين- 15 كانون الثاني 2025 (الاتحاد الرياضي السوري)

عنب بلدي – هاني كرزي

عادت عجلة المنتخب السوري للشباب للدوران، لتكون الخطوة الفعلية الأولى في عودة الحياة للرياضة السورية بعد سقوط النظام، في ظل استمرار تعليق نشاطات الدوري السوري والمنتخب الأول، في وقت يأمل فيه السوريون بأن يستطيع منتخب الشباب تحقيق إنجازات تعيد أمجاد الماضي.

بدأ المنتخب السوري للشباب تحت 20 عامًا، في 14 من كانون الثاني الحالي، معسكره التدريبي في العاصمة القطرية الدوحة بحصة تدريبية مسائية أُقيمت على ملعب الجامعة، وشارك في التدريبات 29 لاعبًا ضمن تحضيراته للاستحقاقات الآسيوية المقبلة.

خاض المنتخب السوري مباراته الودية الأولى مع نظيره اليمني، استعدادًا لبطولة كأس آسيا التي ستقام في الصين بين 12 من شباط و1 من آذار 2025.

لعب المنتخب السوري بثلاثة تشكيلات مختلفة أمام اليمن على ثلاثة أشواط، لاختبار جودة ومستوى كل اللاعبين واختيار الأفضل، وكانت التشكيلة التي لعبت الشوط الثاني هي الأفضل، حيث قدمت مستوى جيدًا، وسجلت هدف الفوز الوحيد عبر المهاجم محمد مصطفى في الدقيقة الـ85 من المباراة.

شهدت المباراة عزف النشيد الوطني السوري الجديد، كما ارتدى المنتخب لباسه الجديد باللون الأبيض المخطط بالأخضر، وخلال المباريات الرسمية المقبلة سيعتمد المنتخب على اللون الأخضر الكامل كلباس أساسي، بينما سيكون اللون الأبيض هو الزي الاحتياطي.

تحديات تواجه الفترة التحضيرية

يوجد المنتخب السوري ضمن المجموعة الرابعة، التي تضم كلًا من اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند، لكنه اصطدم بعدة تحديات خلال الفترة التحضيرية لبطولة كأس آسيا.

وقال مدرب المنتخب السوري للشباب، محمد قويض، لعنب بلدي، إن الفترة التحضيرية لبطولة كأس آسيا قصيرة جدًا، “وما يتم العمل عليه عادة في شهر أو شهرين، تمكنا من إنجازه في عشرة أيام فقط”، لذلك لم يتم الاعتماد على اللاعبين الذين كانوا ينشطون في الدوري السوري بالشمال، بسبب عدم وجود وقت كافٍ لاستكشاف المواهب.

ولفت قويض إلى أن مشكلة أخرى واجهت المنتخب أيضًا، تمثلت في فقدان جوازات السفر لـ13 لاعبًا ضمن المنتخب، وبالتالي بدأ الاتحاد الرياضي العمل على حل المشكلة، واستطاع تأمين الجوازات خلال أسبوع، بالتنسيق مع وزارة الداخلية في الإدارة السورية الجديدة.

ويخوض المنتخب السوري ثلاث مباريات ضمن المعسكر التحضيري في قطر، ثم سيلعب ثلاث مباريات ودية أخرى خلال معسكر تحضيري في إندونيسيا، قبل التوجه إلى الصين لخوض بطولة كأس آسيا.

وشدد قويض على أن اللاعب الكفء فقط هو من سيكون له مكان في المنتخب، والمباريات التجريبية هي التي ستسهم في تحديد التشكيلة الأساسية ورفع جاهزية الفريق، لافتًا إلى أنه في المستقبل سيتم الاعتماد على لاعبين من كل سوريا.

الوضع المالي كان أحد التحديات التي واجهت المنتخب، حيث أكد قويض أن خزينة الاتحاد شبه خاوية، فطلب المعونة من رئيس الاتحاد الرياضي، محمد الحامض، ورئيس مكتب الألعاب الجماعية، فراس تيت، إذ جرى تأمين جميع المتطلبات المالية من أجل حجوزات الفنادق والملاعب والتنقلات وباقي مستلزمات الفترة التحضيرية.

كان المنتخب السوري للشباب تأهل إلى كأس آسيا 2025 في الصين، بعد تصدره المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة بـ12 نقطة من أربعة انتصارات متتالية على منتخبات فيتنام وبنغلاديش وبوتان وغوام.

من مباراة المنتخب السوري ونظيره اليمني استعدادًا لكأس آسيا في الصين- 15 كانون الثاني 2025 (الاتحاد الرياضي السوري)

محمد قويض يقود الدفة

عقب سقوط النظام السوري بدأ العمل على إعادة هيكلة الكوادر الرياضية في سوريا، التي كان أولها تعيين محمد الحامض رئيسًا للاتحاد الرياضي، وفراس تيت رئيسًا لمكتب الألعاب الجماعية.

الخطوة التالية كانت إعادة هيكلة المدربين، حيث جرى فسخ التعاقد بالتراضي مع مدرب منتخب سوريا للشباب محمد عقيل، والاتفاق مع محمد قويض ليكون البديل.

تعيين قويض مدربًا للمنتخب خلق حالة تفاؤل لدى الجمهور السوري، نظرًا إلى خبرة المدرب والإنجازات التي حققها، حيث سبق أن أشرف على منتخب سوريا الأول ضمن تصفيات مونديال 2010.

كما قاد قويض نادي الكرامة للتتويج بالدوري السوري أربع مرات والكأس أربع مرات، بينما كانت بصمته الأبرز حين قاد الكرامة لتحقيق وصافة دوري أبطال آسيا عام 2006، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب الأغلى آسيويًا.

وكان قويض خضع لأكثر من 20 دورة تدريبية متخصصة لمدربي كرة القدم، منها جميع الدورات المتقدمة في آسيا، إضافة إلى دورات خاصة في مصر وماليزيا وإيطاليا.

قويض حقق إنجازات مميزة خلال تدريبه في الأردن ولبنان والإمارات، حيث نجح خلال موسم 2003- 2004 في تحقيق أول ألقابه الكبيرة، عندما قاد نادي العهد اللبناني للفوز بثلاثة ألقاب، هي كأس لبنان وكأس الاتحاد وكأس النخبة ووصافة الدوري، واختير كأفضل مدرب في لبنان عامي 2003 و2004.

وقال الصحفي الرياضي ميشيل سعد، إن تعيين محمد قويض لقيادة دفة المنتخب خطوة جريئة ومهمة، ويُحسب للكابتن محمد موافقته على التعيين، فكثير من المدربين لو عُرض عليهم نفس المنصب وبهذا التوقيت لرفضوا، خاصة أنه غائب عن سوريا منذ سنوات طويلة، ودرب فئات الشباب في بداياته التدريبية فقط قبل أكثر من 20 عامًا.

وأضاف سعد لعنب بلدي، أن المهمة صعبة جدًا في كأس آسيا المقبلة، لأن الدوري السوري متوقف منذ فترة، والكابتن محمد قويض تسلم المهمة منذ أقل من شهر، والمجموعة التي وقع فيها المنتخب السوري صعبة، وتضم منتخبات محضرة جيدًا، مثل كوريا الجنوبية واليابان، بينما الفترة التحضيرية لمنتخب سوريا كانت وجيزة.

وشدد الصحفي سعد على أن المطلوب حاليًا عدم وضع ضغوط على اللاعبين، وأن نحاول التعامل مع كل مباراة على حدة بالبطولة دون رفع سقف الطموحات، وعقب نهاية البطولة الأمر الأهم هو عدم إهمال هذا الجيل، ومحاولة إيصال أربعة أو خمسة لاعبين منه لمنتخب الرجال.

طموح باستعادة أمجاد الماضي

على مدار عقود من الزمن، استطاع منتخب سوريا للشباب تحقيق عدة إنجازات منها التأهل لكأس العالم وتحقيق بطولة كأس آسيا.

منتخب الشباب تأهل إلى كأس العالم أربع مرات (1989-1991-1995-2005)، وكان الإنجاز الأبرز له في نسخة 1989، إذ وصل للدور ربع النهائي وخرج أمام أستراليا بركلات الترجيح 4-5 بعد التعادل الإيجابي بهدف لمثله.

كما استطاع منتخب سوريا للشباب بلوغ دور الـ16 في كأس العالم عام 2005، التي استطاع خلالها الفوز على إيطاليا والتعادل مع كندا، وخسر مع كولومبيا في دور المجموعات، لكنه خرج من الدور الثاني بعدما اصطدم بالبرازيل وخسر أمامها بهدف وحيد.

في المقابل، حقق المنتخب السوري نتائج مبهرة في كأس آسيا، حيث تأهل إلى البطولة تسع مرات، وحقق اللقب مرة واحدة عام 1994 على حساب اليابان، كما تأهل إلى النهائي في عام 1988 لكنه خسر أمام العراق بركلات الترجيح 4-5.

المنتخب السوري حقق كذلك المركز الثالث في بطولة كأس آسيا عامي 1990 و2004، بفوزه على قطر واليابان على التوالي.

يأمل منتخب سوريا للشباب خلال كأس آسيا في الصين باستعادة أمجاده والظفر بلقبه الثاني، بعد أن توّج بالبطولة لأول مرة في تاريخه على حساب اليابان عام 1994 بهدفين لواحد، حيث كان اللقب الأبرز في تاريخ سوريا بمختلف الفئات العمرية.

في الوقت الذي حقق فيه منتخب سوريا للشباب كثيرًا من الإنجازات، فإن منتخب الرجال عجز عن تحقيق أي ألقاب بارزة أو حتى التأهل إلى كأس العالم على الأقل.

ويرى ميشيل سعد، أن سوريا تمتلك مواهب دائمًا على مستوى فئة الشباب، لكن هذه المواهب لا يتم الاعتناء بها وصقلها، فتخسر كثيرًا من جودتها عند وصولها لفرق الرجال وأغلبها يختفي، وهذا أحد الأسباب الذي يفسر تألق منتخب الشباب على حساب الرجال.

وأضاف سعد أن الضغوط على مستوى فرق الرجال أكبر بكثير من الفئات العمرية الأصغر، إضافة إلى أنه لم يكن يوجد في سوريا بعهد الأسد المخلوع تحضير نفسي وذهني جيد للاعبين، وما كنا نراه هو تحفيز بالوطنيات التي قد تحفز اللاعب خمس دقائق وبعدها ينتهي مفعولها.

مقالات متعلقة

  1. خطوات يحتاج إليها المنتخب السوري لإثبات مكانته بين الكبار
  2. شباب الأهلي الإماراتي يتعاقد مع عمر خريبين لموسم واحد
  3. السعودية تتخطى إيران وتصل لنهائي كأس أسيا للشباب
  4. محمود محملجي.. صاحب اللقب السوري الأوحد

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية