حلب – محمد العلي
تعاني عدة أحياء ومناطق في مدينة حلب حرمانًا تامًا من خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية، نتيجة تعرّض الكوابل للسرقة على يد مجهولين، وعدم مبادرة مديرية الاتصالات إلى تمديد خطوط جديدة.
ولا يزال الإنترنت مقطوعًا عن حي بستان القصر منذ قرابة شهر ونصف دون أفق للإصلاح، الأمر ذاته ينطبق على أحياء أخرى مثل سليمان الحلبي، وبعض شوارع الجميلية، والميسّر، وكرم القاطرجي، والكلاسة، وشارع “تشرين”، ومخيم “النيرب”، ومنطقة العرقوب الصناعية، ومشروع “3000 شقة” في حي الحمدانية.
نائل الهيب، وهو صاحب معمل “بروفيلات مطاطية” في منطقة العرقوب الصناعية، قال إن الكابل الرئيس للمنطقة تعرّض للسرقة، فقدم شكوى منذ خمسة أسابيع، وكانت الإجابة حينها بأن الأمر يحتاج إلى عشرة أيام فقط، لكن عملية الإصلاح لم تتم حتى اليوم.
وأضاف نائل لعنب بلدي، أنه أعاد الشكوى مجددًا، فكان الجواب من مؤسسة الاتصالات بأن الأمر قيد العمل لكن المسألة تحتاج إلى صبر على حد قولهم.
وذكر أن انقطاع الإنترنت يؤثر على أصحاب المعامل في منطقة صناعية مثل “العرقوب”، ولم يعد بإمكانهم مراقبة معاملهم عبر الهواتف المحمولة، إذ يجب أن تكون الكاميرات مرتبطة بشبكة “واي فاي” لتقوم بالبث المباشر لصاحب المعمل، في وقت قد يؤثر فيه ضعف المراقبة على أمان المنشآت الصناعية في المنطقة.
بانتظار الاستجابة
أكدت نورا محمد لعنب بلدي، أن الإنترنت انقطع عن حيها كليًّا في مشروع “3000 شقة” بمنطقة الحمدانية منذ نحو شهر، مشيرة إلى أن أهالي المنطقة قاموا بمراجعة البريد، فكان الجواب بأنه لا يوجد موعد محدد للتصليح.
وقالت نورا إن قاطني الحي تواصلوا مع ورشات الصيانة العاملة على الأرض، وتلقوا وعودًا بالإصلاح خلال أسبوعين، إلا أن الوعود لم تُترجم على الأرض، ولا تزال المنطقة دون إنترنت، في ظل سوء خدمات الإنترنت عبر بيانات الموبايل، إثر ضعف الشبكة وارتفاع ثمن الباقات.
يسكن عبد الله عاشور في حي كرم القاطرجي، وقد انقطع الإنترنت الأرضي عن منطقته منذ مطلع كانون الأول 2024.
قال عبد الله لعنب بلدي، إن الأهالي راجعوا بريد “سناء محيدلي”، الذي تتبع له المنطقة، ووعدهم القائمون عليه بإحضار كابل جديد بدلًا عن الكابل المسروق، لكن ستة أسابيع مرّت دون تنفيذ المهمة.
أما نهال عساف، وهي من سكان حي الخالدية، فقالت إن كابل الإنترنت تعرّض للسرقة في منطقتها ما أدى إلى انقطاعه كليًا، الأمر الذي أثر على عملها في مجال التسويق الإلكتروني، وكادت تخسر إثره مصدر رزقها الوحيد.
وأوضحت أن الأهالي راجعوا مقسم “الشهباء” الذي تتبع له المنطقة، وتلقوا وعودًا بإصلاحه في أسرع وقت، حيث أتمّت ورشات الصيانة عملية تركيب كابل جديد خلال 15 يومًا من الانقطاع، وعاد الإنترنت إلى المنطقة لحالته الطبيعية.
وحاولت عنب بلدي مراسلة فرع حلب في الشركة السورية للاتصالات للسؤال عن سبب تأخر الإصلاحات وعدم تركيب كوابل جديدة عوضًا عن المسروقة، وآليات حماية الكوابل من عمليات السرقة، لكنها لم تتلقَّ إجابة حتى لحظة نشر هذا التقرير.