درعا – حليم محمد
تعرض معظم مربي الدواجن في محافظة درعا جنوبي سوريا لخسارات مالية بعد إصابة الأفواج بموجة جديدة من وباء “نيوكاسل”، ما أدى إلى نفوق أفواج كاملة.
انتشار الوباء دفع إلى عرض كميات من الفروج الصغير بأسعار منخفضة، لتواكب أسعار السوق، خاصة مع انفتاح المناطق السورية على بعضها بعد سقوط النظام السوري السابق.
الوباء يفتك بالدجاج
مربي الدواجن أنس المفعلاني، في بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، خسر نحو 234 مليون ليرة سورية (20 ألف دولار أمريكي)، بعد خسارته أربعة أفواج من الفروج، فيها أكثر من 25 ألف طير.
وقال أنس لعنب بلدي، إن أفواج التربية تعرضت للإصابة بوباء “نيوكاسل”، رغم أخذ الاحتياطات من تعقيم وتلقيح وقائي.
“نيوكاسل” هو مرض تنفسي شديد العدوى مشابه لمرض “إنفلونزا الطيور”، ويؤثر على الدواجن والطيور بشكل عام، وينتقل عبر الاتصال المباشر بين الطيور أو عبر براز الطيور أو المياه والطعام الملوث بالفيروس.
الطبيب البيطري أيمن النقاوة، قال لعنب بلدي، إن أفواج الدواجن تعرضت لعثرة جديدة من وباء “نيوكاسل”، الذي كسر المناعة لدى الطيور، ولم يستجب مع لقاحات التحصين.
وفق تقديراته، كانت نسبة النفوق ما بين 60 و90% في معظم المداجن، ووصلت إلى 100% في بعض المزارع.
وأضاف الطبيب أن الوباء انتهت موجته الحالية، بعد تراجع أفواج التربية والتجهيز لأفواج جديدة معدّة لشهر رمضان المقبل (نهاية شباط المقبل).
وأرجع نقيب الأطباء البيطريين في درعا، حسين الزعبي، أسباب تفشي الوباء في مداجن درعا إلى تهالك البنية التحتية في المداجن، وغلاء الأعلاف والأدوية، وهو ما أدى إلى عدم اتخاذ المربي أسس الوقاية السليمة لتفادي انتشار الوباء.
وأضاف الزعبي لعنب بلدي أن بعض المربين لم يتبعوا الإرشادات الصحية، ومنها وجود فاصل زمني بين تربية كل فوج، وترحيل المخلفات، وغسل المكان وتعقيمه، كما أن بعضهم تراخى في “التلقيح الزيتي”، وهو حقن كل طير عن طريق طبيب مختص.
أسواق مفتوحة وليرة متحسنة
بعد سقوط نظام حكم الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، انفتحت معظم المناطق السورية على بعضها، ودخل إلى السوق جنوبي سوريا فروج من الشمال السوري ما أدى إلى انخفاض الأسعار.
يباع الكيلو من الدجاج بما يقارب 30 ألف ليرة سورية للمستهلك، في حين تبلغ تكلفة الكيلوغرام الواحد 30 ألف ليرة في أرض المدجنة.
مربي الدجاج أنس المفعلاني، قال إن المربي يشتري كميات العلف اللازمة للفوج دفعة واحدة، مضيفًا أنه اشترى الطن الواحد بسعر 9 ملايين ليرة سورية (782 دولارًا)، في حين انخفض السعر إلى 6 ملايين ليرة سورية (521 دولارًا)، متأثرًا بتحسن الليرة السورية أمام الدولار، إذ تعادل كل 11900 ليرة سورية دولارًا أمريكيًا واحدًا.
ولفت أنس إلى أن عددًا من المربين راجعوا وزارة الزراعة للنظر في الخسارة المالية التي لحقت بهم جراء هبوط الأسعار، ولم يحصلوا على أي استجابة.
ويستعد أنس للتجهيز لدورة إنتاجية جديدة، بعد توحيد أسعار الأعلاف، إذ يتوقع أن تصل تكلفة الكيلو الواحد من الفروج إلى 20 ألف ليرة سورية.
فروج أقل من كيلو
عرضت بعض المسالخ طيورًا صغيرة الحجم بسعر 10 آلاف ليرة سورية للدجاجة (كل 10 دجاجات بـ100 ألف ليرة)، ولا يتجاوز وزن الفروج الواحد 900 غرام، ولاقت هذه العروض إقبالًا من بعض السكان لانخفاض السعر.
نقيب الأطباء البيطريين في درعا، حسين الزعبي، قال إن أسباب وجود فروج بهذه الأوزان تأتي لرغبة المربي بالتخلص من القطيع خوفًا من الإصابة، ورغبة في التجهيز لفوج جديد ينزل إلى الأسواق في شهر رمضان.
ونوه إلى أن “نيوكاسل” ليس من الأمراض المشتركة مع الإنسان، ولا ينتقل هذا الوباء عبر تناول اللحوم المصابة.
وبحسب إحصائية كشف عنها موظف في مديرية الثروة الحيوانية بدرعا لعنب بلدي، وصل عدد المداجن المرخصة في المحافظة إلى 900 مدجنة، تعمل منها 125 مدجنة فروج، و97 مدجنة بيض.
في حين وصل عدد المداجن غير المرخصة إلى 388 مدجنة، تعمل منها 125 مدجنة فروج، و110 مداجن بيض.