تصعيد مستمر في شمال شرقي سوريا..

أربيل تقود جهود تسوية ومظلوم في أربيل قريبًا

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يلوح بيده بعد عقد مؤتمر صحفي في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا- 6 من كانون الأول 2024 (AFP/ دليل سليمان)

camera iconالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يلوح بيده بعد عقد مؤتمر صحفي في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا- 6 من كانون الأول 2024 (AFP/ دليل سليمان)

tag icon ع ع ع

من المقرر أن يلتقي الزعيم الكردي العراقي مسعود برزاني، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، في خطوة تهدف لتخفيف التوترات الإقليمية وتعزيز جهود المصالحة التي تدعمها الولايات المتحدة، تزامنًا مع تصعيد عسكري مستمر شمالي سوريا.

ونقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن ثلاثة مصادر مطلعة (لم تسمّها) أن عبدي، الحليف الأول لواشنطن في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، سيلتقي مع مسعود برزاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق ورجل الدولة الأكبر سنًا في السياسة الكردية.

ومن المرجح أن يعقد الاجتماع هذا الأسبوع في مقر بارزاني بعاصمة كردستان العراق، أربيل، وفق ما نقلته المصادر، الأربعاء 15 من كانون الثاني.

وقالت المصادر نفسها للموقع الأمريكي، إن الدعوة وجهها برزاني عبر مبعوثه حميد دربندي الذي التقى كوباني في شمال شرقي سوريا الاثنين الماضي.

وذكر “المونيتور” أن الخطوة من شأنها أن توصل أنقرة وأربيل و”قوات سوريا الديمقراطية” إلى تسوية تسمح للولايات المتحدة بتنسيق السياسات الأمنية مع الحلفاء الثلاثة، وخاصة التهديد المستمر الذي يشكله تنظيم “الدولة”، وستكون الجائزة الأكبر “سلام دائم بين تركيا والعمال الكردستاني”.

ونقل الموقع عن مسؤول كردي سوري لم يسمّه، قوله إن تدخل تركيا كان يقتصر إلى حد كبير على ضربات الطائرات دون طيار لدعم “الجيش الوطني السوري”، لكن منذ الاثنين، انضمت الطائرات المقاتلة التركية إلى القتال “لأن الجيش الوطني السوري يفشل”.

وفي 14 من كانون الثاني الحالي، وصل وفد ممثل عن الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، إلى شمال شرقي سوريا، واجتمع مع القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، و”المجلس الوطني الكردي” شمال شرقي سوريا، للمطالبة بـ”توحيد الصف”.

وقالت “قسد” عبر موقعها الرسمي إن ممثل برزاني، الدكتور حميد دربندي، اجتمع مع قائدها مظلوم عبدي لتناول آخر المستجدات على الساحة الكردية والإقليمية.

وخلال اللقاء، نقل الدكتور دربندي رسالة دعم من بارزاني، أكدت “أهمية توحيد الصف الكردي” وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة في سوريا.

من جانبه، أعرب عبدي عن تقديره لرسالة بارزاني، وفق ما ورد في موقع “قسد”، مشددًا على أن المرحلة الحالية “تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف الكردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح الشعب الكردي”.

خطوة غير مسبوقة

تعتبر خطوة التقارب بين أربيل و”قسد” غير متوقعة خصوصًا في ظل حالة من العداء شابت العلاقة بين الجانبين على مدار السنوات الماضية.

تقوم العلاقة بين “قسد” و”المجلس الوطني الكردي” على خلافات عمرها سنوات، تمتد إلى داخل إقليم كردستان العراق حيث الخلاف بين تيارين كرديين، هما “البرزانيون” (نسبة لمسعود برزاني)، و”الطالبانيون” (نسبة لبافل طالباني).

وتتحالف “قسد” مع “الطالبانيين” ومقرهم في مدينة السليمانية بكردستان العراق، وهم متحالفون أيضًا مع حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، بينما يميل “الوطني الكردي” لـ”البرزانيين” المقربين من تركيا.

ونشبت خلافات بين “قسد” و”الوطني الكردي” انتهت بمنع “المجلس” من الانخراط بأي شكل من إشكال إدارة شمال شرقي سوريا، كما عملت مجموعات عسكرية موالية لـ”قسد” ومكوناتها على اعتقال أعضاء من “المجلس” ولايزال جزء منهم في السجون حتى اليوم.

اقرأ أيضًا: بين السليمانية وأربيل.. مصالح “PKK” تنازع تحالفات “قسد”

تصعيد عسكري مستمر

اتهمت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، تركيا بالمسؤولية عن قصف تعرضت له قافلة مدنية شرقي محافظة حلب.

وقالت “الإدارة” في بيان، الأربعاء 15 من كانون الثاني الحالي، إن الطيران التركي استهدف قافلة مدنية شعبية كانت متوجهة للتضامن مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وحماية سد “تشرين”.

وأضافت أن القافلة تعرضت لقصف مكثف أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

واعتبرت “الإدارة الذاتية” أن الاستهداف يُعد “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب تستهدف المدنيين الأبرياء”.

وعبّرت عن إدانتها للاستهداف الذي اعتبرته “متعمدًا”، ودعت المجتمع الدولي والتحالف الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد التركي.

ولم تشر “الإدارة” إلى جزئية أن وجود المدنيين في المنطقة جاء بتنظيم منها، علمًا أن المنطقة تعتبر خط مواجهة بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، و”قسد” جناح “الإدارة الذاتية” العسكري.

وسبق أن اتهمت تركيا، “قسد” باستخدام المدنيين “دروعًا بشرية” وإرسالهم إلى مناطق القتال، وهو ما وصفته بانتهاك حقوق الإنسان.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في 9 من كانون الثاني الحالي، “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” و”قسد” استخدموا المدنيين كـ”دروع بشرية” في منطقة سد “تشرين”، إذ أرسلوا مدنيين إلى منطقة قتال، للاحتجاج.

واعتبرت تركيا أن إرسال الجماعات للمدنيين إلى هذه المنطقة يشكل “انتهاكًا لحقوق الإنسان”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية عن بيان الوزارة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة