“الإدارة الذاتية” تطرح “ثوابتها” للمرحلة الانتقالية
طرحت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، وهي المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مجموعة من البنود قالت إنها “ثوابت” خلال المرحلة الانتقالية القائمة، التي تتضمن مفاوضات بينها وبين حكومة دمشق.
وقالت “الإدارة” في بيان اليوم، الأربعاء 15 من كانون الثاني، إن مبادئ الثورة السورية التي انطلقت عام 2011، طالبت بسوريا دولة ديمقراطية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية لكل السوريين دون تمييز مبني على الهوية القومية أو الدينية أو الطائفية، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل.
ولفتت “الإدارة الذاتية” إلى جملة من البنود اعتبرتها “ثوابت” في العملية الانتقالية، أولها الحفاظ على السيادة السورية، وربطت هذا البند بكبح الهجمات التركية على مناطق سيطرتها شمالي سوريا.
وطالبت حكومة دمشق المؤقتة بأن تضطلع بمسؤولياتها في وضع حد للوجود التركي شمالي سوريا.
ومنذ أكثر من شهر، تخوض فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، عمليات عسكرية ضد “قسد شمالي سوريا، ولا تزال المواجهات قائمة، في ظل هدنة طرحتها أمريكا لإيقاف العمليات العسكرية.
“الإدارة الذاتية” اعتبرت أيضًا أن الممارسات في المناطق الأخرى من سوريا من “جرائم وإعدامات ميدانية” يثير مخاوف لدى السوريين، لافتة إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى “حرب أهلية ونتائج وخيمة بالنسبة لمستقبل سوريا”.
واعتبرت أن استتباب الأمن وحماية المواطنين هما مسؤولية حكومة دمشق، ونوهت لوجوب اتخاذ تدابير أمنية في أقرب وقت ممكن.
وتشهد محافظات كان يسيطر عليها النظام السوري عمليات انتقامية، تعتبرها السلطات “تصرفات فردية”، في حين لم تُتخذ إجراءات جدية لحلها بشكل جذري حتى اللحظة.
ولفتت “الإدارة” إلى أن مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده مستقبلًا، يجب أن “يعبر عن إرادة كل السوريين وألا يتم إقصاء أي مكون في سوريا”، مشيرة إلى ضرورة تحقيق تمثيل عادل للتنظيمات السياسية والاجتماعية والمكونات الإثنية والدينية والثقافية، بهدف التوصل إلى صياغة عقد اجتماعي متكامل وشامل.
واعتبرت أن تحقيق تمثيل شامل يتطلب تمثيلًا إداريًا وليس تمثيل الأفراد، لافتة إلى أن مشاركة الأحزاب والمجالس الشعبية تعد مبدأ أساسيًا لنجاح المؤتمر المقبل.
“الإدارة الذاتية” قالت إن من حق المرأة أن تمثّل بنسبة 50% في مؤتمر الحوار الوطني، والحكومة الانتقالية، واللجنة الدستورية، التي ستشكل مستقبلًا، كما أن الشباب من أكثر الفئات التي قدمت تضحيات خلال السنوات الماضية، ويجب أن تكون لهم “كلمة الفصل” في مستقبل سوريا.
وأضافت أنه من الضروري تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، تمثل القوى التي ذكرتها، تمهيدًا للعمل على تحضير محاور المؤتمر بشكل مشترك ورسم خارطة طريق، وألا يحصر التحضير في فئة معينة واحتكاره من قِبل طرف ما، وألا يكون وفق رؤية أحادية.
شروط متراكمة
منذ سقوط النظام السوري، انطلقت مفاوضات بين الإدارة الجديدة و”الإدارة الذاتية” و”قسد” بهدف توحيد القوات العسكرية، وتسليم المناطق الشرقية من سوريا التي تسيطر عليها الأخيرة للسلطات الجديدة.
ووضعت سلطات شمال شرقي سوريا مجموعة من الشروط جاءت متتالية وفي بيانات متفرقة، منها متعلق بأن “قسد” لن تنضم للجيش السوري كأفراد، وإنما ككتلة عسكرية، وهو ما قاله قائدها مظلوم عبدي لقناة “الشرق”، الثلاثاء.
من جانبها، قالت “الإدارة الذاتية” إن لديها جملة من الشروط لبدء حوار مع دمشق، لافتة إلى أن التعاون مع الإدارة السياسية في دمشق سيكون في مصلحة جميع السوريين، وسيُسهم في تسهيل الخروج من هذه المرحلة.
وسبق أن أعلنت “الإدارة الذاتية”، في “العقد الاجتماعي” الذي كشفت عنه نهاية 2023، عن شروطها لإقامة علاقات مع ما أسمتها “جمهورية سوريا الديمقراطية”.
وذكر “العقد الاجتماعي” في المادة 120 منه أن “شكل العلاقة في جمهورية سوريا الديمقراطية يحدد بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرقي سوريا مع المركز (دمشق) والمناطق الأخرى على جميع المستويات وفق دستور ديمقراطي توافقي”.
ولفتت إلى أن هذا الأمر قابل للتعديل في حال تم التوافق على “دستور ديمقراطي” في سوريا.
واشترطت أيضًا أن يكون لـ”الإدارة الذاتية” مركز خاص، وعلم خاص يرفع إلى جانب علم “جمهورية سوريا الديمقراطية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :