أكدت الولايات المتحدة الأمريكية عزمها الاستمرار في دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الثلاثاء 14 من كانون الثاني، إن الولايات المتحدة تريد من “قسد” التي تدعمها التركيز على محاربة تنظيم “الدولة”، مشددًا على أن الشراكة الأمريكية مع “قسد” ستستمر.
وأكد أن الوجود الأمريكي في سوريا يهدف إلى منع تنظيم “الدولة” من إعادة تجميع صفوفه في أعقاب سقوط بشار الأسد.
وأشار إلى تفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على طول تلك الحدود، وأكد أن أنقرة تتمتع بحق مشروع في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات “الإرهابية”، “نحن نتفهم ذلك، ولدينا محادثات نشطة مع الأتراك حول كيفية قيامنا بذلك، وكيف يقومون بذلك”.
في السياق ذاته، أكد منسق الحكومة الألمانية لشؤون سوريا، توبياس ليندنر، ضرورة ألا تصبح سوريا منطقة نشاط لـ”العمال الكردستاني” الإرهابي في هجماته ضد تركيا.
وأضاف ليندنر أن الحزب مصنف كـ”إرهابي” بالنسبة لألمانيا، “ويجب على أعضائه في شمالي سوريا أن يفهموا أننا في وضع مختلف الآن عما كنا عليه قبل الإطاحة ببشار الأسد”.
وتابع المسؤول الألماني، “أكدنا لتركيا أننا نتفهم مصلحتها المشروعة في ضمان عدم وجود أي خطر من سوريا، لكن من الضروري التمييز بشكل واضح بين (العمال الكردستاني) والأكراد السوريين في الشمال”.
وعلى مر السنوات الماضية، طرحت الولايات المتحدة الأمريكية احتمالات انسحابها من سوريا كخطة مستقبلية، وهو ما يثير قلق حليفها المحلي “قسد” التي تتعرض لتهديدات مستمرة من الشمال، إذ تعتبرها تركيا “منظمة إرهابية”، وتهاجم مناطق سيطرتها باستمرار على هذا الأساس.
في 6 من تشرين الثاني 2024، قال روبرت كينيدي جونيور، وهو أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يريد سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا.
وفي أيلول 2024، حددت الولايات المتحدة الأمريكية جدولًا زمنيًا لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، هدد بأن بلاده قد تلجأ إلى عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا إذا لم يغادر المقاتلون “الدوليون الإهاربيون” وكوادر حزب “العمال الكردستاني” (PKK) الأراضي السورية.
وقال فيدان لقناة “سي إن إن تورك” التركية، في 7 من كانون الثاني، إن شروط تركيا واضحة لتجنب عمل عسكري، وهي انسحاب قيادة وكوادر تنظيم “PKK” بالكامل من سوريا، “ومع ذلك، لا نرى أي نيات أو استعدادات لتحقيق هذا الأمر”.
وأضاف فيدان أن “الإرهابيين القادمين من دول أخرى يجب أن يغادروا سوريا أيضًا”، لافتًا إلى أن بلاده تراقب الوضع عن كثب.
وتتعرض “قسد” حاليًا لضغط شعبي داخلي، عبر مظاهرات رافضة لها في مدينتي الرقة والحسكة، وضغط عسكري عبر عملية “فجر الحرية”، التي أطلقها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، والتي انتزعت مدينة منبج ومناطق أخرى بريف حلب.
وفي دير الزور، سيطرت “إدارة العمليات العسكرية” على قسم من المحافظة غرب نهر الفرات على حساب “قسد” في 11 من كانون الأول 2024، وذلك في إطار معركة “ردع العدوان”، التي سيطرت من خلالها على عموم سوريا وأسقطت حكم الأسد.