تدرس الحكومة الألمانية السماح للاجئين السوريين بالقيام برحلة واحدة إلى وطنهم، دون أن يؤثر ذلك على وضعهم كلاجئين في ألمانيا.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، الاثنين 13 من كانون الثاني، إن هذه الخطوة في حال تطبيقها قد تشجع السوريين على العودة للاستقرار في بلدهم بشكل دائم، حيث يمكن للسوريين خلال هذه الزيارة الحصول على فكرة عما إذا كانت المنازل لا تزال قائمة.
وترى وزيرة الداخلية الألمانية أنه عندما يسافر أولئك الذين يحق لهم الحماية إلى بلدانهم الأصلية، فإن الافتراض القانوني هو أن متطلبات الحماية لم تعد موجودة، لكن يمكن إضافة فكرة الزيارة لمرة واحدة إلى سوريا إلى قائمة الاستثناءات الأخلاقية، ومنها المرض الخطير أو وفاة أحد أفراد الأسرة، وبالتالي ليست هناك حاجة إلى إجراء تغيير في قانون الحماية.
بدوره، قال المتحدث باسم الداخلية الألمانية، ماكسيميليان كال، إنه “ربما لم يكن هناك اتصال بين اللاجئ وأسرته في سوريا لفترة طويلة، ولا يعرف ما إذا كانوا آمنين حقًا في وطنهم، وبالتالي يمكن للاجئ زيارة سوريا للاطمئنان على مصيرهم”.
وأضاف كال أن وزارة الداخلية تعمل بالتنسيق مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين على دراسة “طرق عملية” تتيح للأشخاص الذين يرغبون في التحقق من الأوضاع في سوريا العودة إلى ألمانيا، دون أن يفقدوا وضعهم كلاجئين بسبب هذه الرحلة.
وعقب سقوط الأسد قالت وزارة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنه يجب إتاحة الفرصة للاجئين السوريين لاستكشاف إمكانية العودة الدائمة إلى وطنهم، وينبغي إصدار استثناءات لتحقيق ذلك.
كان زعيم حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” الألماني، فريدريش ميرز، طالب، منتصف كانون الأول 2024، بعودة العديد من اللاجئين السوريين الذين ليس لديهم عمل إلى وطنهم.
وقال ميرز، “يمكن للسوريين المندمجين جيدًا والعاملين البقاء بالطبع، نحن بحاجة إلى هؤلاء الأشخاص، ولكن هناك العديد من اللاجئين الذين لا يريدون الاندماج، علينا الآن أن نتحدث معهم بصراحة تامة ونقول: ليس لكم مكان في ألمانيا على المدى الطويل”.
من جهة أخرى، قالت وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) اليوم، إن عدد المهاجرين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي بطرق غير قانونية انخفض بنسبة 38% في عام 2024، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2021.
ومع ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين عبروا من حدود الاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا وروسيا ارتفع بنسبة 192% إلى 17 ألف شخص.
وقالت “فرونتكس“، إن الانخفاض إلى ما يزيد قليلًا على 239 ألف حالة عبور حدودية غير نظامية العام الماضي، كان بفضل تكثيف التعاون بين الاتحاد الأوروبي والشركاء ضد شبكات التهريب.
وبحسب السجل المركزي للأجانب، أفادت وزارة الداخلية الاتحادية بأن عدد السوريين الموجودين في ألمانيا وصل حتى نهاية تشرين الأول 2024، إلى نحو 975 ألف شخص معظمهم دخلوا البلاد كطالبي لجوء.