أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن أنها على اتصال مستمر مع السلطات السورية الجديدة، رغبة منها في أن تكون “ذات فائدة” بالأوضاع الراهنة في سوريا، مشيرة إلى أن النظام السوري المخلوع لم يكن على استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي اليوم، الثلاثاء 14 من كانون الثاني، إن روسيا على اتصال يومي مع السلطات الجديدة في سوريا ومستعدة للمساهمة في تحسين الوضع هناك.
وأضاف، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، “نرغب في أن تكون موسكو ذات فائدة في الأوضاع الراهنة، وإقامة حوار شامل بمشاركة جميع القوى القومية والدينية والطائفية وبمشاركة جميع الأطراف الخارجية”.
ولفت لافروف إلى أن بلاده منفتحة على التعاون في الملف السوري جنبًا إلى جنب مع تركيا وإيران (صيغة أستانة)، وكذلك العراق ولبنان.
وحول الدعم الروسي لنظام الأسد المخلوع، قال لافروف، إن النظام أبدى خلال عشر سنوات مماطلة في العملية السياسية ورغبة في إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وأضاف أن النظام لم يكن على استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة، وترافق ذلك مع مشكلات ناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي خنقت الاقتصاد، والجزء الشرقي من سوريا الغني بالنفط، “المحتل من قبل أمريكا، واستغلال الموارد المستخرجة منه لمصلحة دعم الروح الانفصالية في شمال شرقي سوريا”.
وذكر لافروف أن روسيا تحدثت مع الكرد (في إشارة إلى “الإدارة الذاتية”) لضرورة وجود سلطة مركزية، لكنهم قالوا إن أمريكا ستساعدهم على إنشاء حكومتهم، “قلنا لهم إن تركيا وإيران لن تسمحا بقيام دولة خاصة بكم”.
ولفت إلى أن السفارة الروسية لم تغادر دمشق ولديها تواصل دائم مع الإدارة السورية الجديدة.
وأضاف أن اتصالاته مع تركيا ودول الخليج العربي ونتائج الاجتماعات الأخيرة حول التسوية في سوريا، بمشاركة دول عربية، وتركيا، وبعض الدول الغربية، تظهر أن “الجميع ينطلقون من أن هذه العملية يجب أن تشارك بها روسيا وإيران، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الوصول إلى نتائج مستدامة وملموسة وليس فقط تصفية الحسابات بين المتنافسين على الأراضي السورية”.
وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الاثنين، إن العلاقات بين روسيا وسوريا تدخلان اليوم في “منعطف نوعي جديد”، لافتًا إلى أن روسيا تتابع باهتمام تطورات الوضع في سوريا وتنظر إلى العلاقات مع دمشق باعتبارها من أولويات سياستها الخارجية.
وسبق أن وجهت الإدارة السورية الجديدة رسالة إلى روسيا بالتزامن مع دخول فصائل المعارضة المشاركة في عملية “ردع العدوان” إلى مدينة حلب.
وقالت الإدارة السورية الجديدة، إن الشعب السوري يسعى لبناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع كل دول العالم، بما في ذلك روسيا، التي اعتبرتها “شريكًا محتملًا” في بناء مستقبل “مشرق” لسوريا.