دعا زعيم حزب “الحركة القومية” التركي، دولت بهتشلي، زعيم حزب “العمال الكردستاني” (PKK) المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، إلى الإعلان صراحة عن حل “الحزب”.
وقال زعيم الحزب الذي يعد أبزر حلفاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء 14 من كانون الثاني، إن نهاية “المنظمة الإرهابية” في إشارة إلى “العمال”، قد حانت، لافتًا إلى أن الوجود التنظيمي لحزب “العمال” انتهى.
وأضاف، “لم ننظر أبدًا إلى إخواننا الأكراد بعيون متقاطعة، ولم ننظر إليهم أبدًا على أنهم الآخر”.
بهتشلي طالب أيضًا “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” (المكون الأساسي في “قوات سوريا الديمقراطية” قسد) أن يغادرا سوريا.
ولفت إلى وجوب تطهير ضفتي نهر الفرات من “الإرهاب”، معتبرًا أن “من الشرف بالنسبة لتركيا أن تدمر مستنقع الإرهاب أينما وجد، وخاصة شرق الفرات، وذلك وفقًا لمبادئ الدفاع عن النفس”.
وأضاف أنه يجب على مقاتلي “العمال” إما “دفن أسلحتهم، أو الاستسلام، أو مواجهة نهايتهم الحتمية”.
واعتبر أن لا مساومة ولا تفاوض مع “الإرهاب”، لافتًا إلى أنه على الجميع أن ينتصروا من خلال السلام، في إشارة للمبادرة التي أطلقها للحديث مع أوجلان قبل نحو ثلاثة أشهر.
وفي 29 من كانون الأول 2024، دعا مؤسس حزب “العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، لدعم عملية السلام مع أنقرة، مؤكدًا أن “تعزيز الأخوة التركية الكردية مسؤولية تاريخية”.
وأبلغ أوجلان وفدًا من حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” زاره حينها في سجنه قرب اسطنبول، في أول زيارة من نوعها منذ حوالي عقد من الزمن، بأنه مستعد لدعوة المسلحين في حزبه إلى إلقاء السلاح والمساهمة في عملية السلام مع أنقرة.
وقال أوجلان، إن “تعزيز الأخوة التركية الكردية من جديد ليس فقط مسؤولية تاريخية، بل هو أيضًا مسألة ذات أهمية حاسمة وملحة لجميع الشعوب”.
مبادرة سابقة
بهتشلي اقترح، في تشرين الأول 2024، أن يعلن أوجلان إنهاء التمرد مقابل إمكانية إطلاق سراحه، وهو ما وصفه الرئيس التركي حينها، بأنه “فرصة تاريخية” لكنه لم يتحدث عن أي عملية سلام.
وقال أوجلان ردًا على المبادرة، “أمتلك الكفاءة والتصميم اللازمين للمساهمة بشكل إيجابي في النموذج الجديد الذي يدعمه السيد بهتشلي والسيد أردوغان”.
وشكّلت دعوة بهتشلي حزب “العمال الكردستاني” للحوار نقطة تحول في مسار الأحداث على صعيد الداخل التركي، وسط ارتدادات متوقعة في شمال شرقي سوريا، حيث تهيمن أحزاب كردية تنظر إليها أنقرة على أنها أذرع لحزب “العمال”.
اقرأ أيضًا: مبادرة تركية في سلّة “الإدارة الذاتية”
ومنذ سنوات تلاحق تركيا “العمال الكردستاني” وصولًا إلى الجغرافيا السورية والعراقية، وسبق أن أطلقت في سوريا ثلاث عمليات عسكرية سيطرت بموجبها على مناطق من الشمال السوري لا تزال تتمركز فيها حتى اليوم، بهدف ملاحقة الحزب.
حزب “العمال الكردستاني” (PKK) هو منظمة كردية مسلحة تأسست في عام 1978 على يد عبد الله أوجلان ومجموعة من الكرد الشباب في تركيا.
كان هدف “الحزب” في بداياته إقامة دولة كردية مستقلة تضم المناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا وسوريا والعراق وإيران.
ومنذ الثمانينيات، دخل حزب “العمال” في صراع مع الحكومة التركية، بدأ على شكل مواجهات مسلحة ثم تحول في وقت لاحق إلى هجمات وعمليات عسكرية، أحدثها الهجوم على شركة عسكرية في أنقرة بعد يوم واحد على مبادرة “الحركة القومية”، في 23 من تشرين الأول 2024.
جمعت أنقرة وحزب “العمال” جولات من المفاوضات بشأن السلام، انتهت آخرها بتصعيد القتال عام 2015، بعد انهيار المفاوضات، وهو المشهد الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم.