“جيش سوريا الحرة”: نركز على محاربة تنظيم “الدولة”
عاد “جيش سوريا الحرة” إلى الواجهة السياسية مجددًا في سوريا، مؤكدًا عدم وجود مشكلة لديه مع الإدارة السورية الجديدة، بعد أن شارك في المعارك التي أدت إلى إسقاط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024.
أحدث ظهور لـ”الجيش” كان في 10 من كانون الثاني الحالي، عندما نشرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) صورًا قالت إنها من جلسة تنظيمية عقدتها وزارة الدفاع مع القيادات العسكرية لبدء عملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع.
قائد “جيش سوريا الحرة”، سالم تركي العنتري، سبق أن تحدث من جانبه، في 3 من الشهر الحالي، لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، وقال إنه لم يتلقَّ دعوة لحضور اجتماع الفصائل، الذي عُقد بهدف دمجها في الجيش السوري الجديد.
ويعود تأسيس “جيش سوريا الحرة” إلى السنوات الأولى من الثورة السورية، حيث نشأ من مجموعة من الضباط والجنود المنشقين، وعُرف آنذاك باسم “جيش سوريا الجديد” ثم صار يعرف باسم “جيش مغاوير الثورة”، ومؤخرًا “جيش سوريا الحرة”.
ولطالما اقترن اسم الفصيل السوري المحلي بقوات التحالف الدولي التي تتمركز في قاعدة “التنف” العسكرية شرقي حمص منذ عام 2015، إذ انتشر مقاتلوه في القاعدة وبمحيطها، دون أي نشاط عسكري يُذكر باستثناء بعض التدريبات المتفرقة إلى جانب القوات الأمريكية.
وتركز نشاط الفصيل منذ ذلك الحين على مكافحة عمليات تهريب المخدرات نحو الأردن، كون قاعدة “التنف” تقع على مقربة من الحدود الأردنية، إلى جانب نشاط يهدف لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتعتبر قوات التحالف الدولي الداعم الرئيس للفصيل الذي يبحث اليوم عملية الاندماج مع الجيش السوري، وتسليم سلاحه للإدارة السورية الجديدة.
وأجرت عنب بلدي حوارًا مع قائد “جيش سوريا الحرة” سالم تركي العنتري، للحديث عن الدور الذي لعبه “الجيش” خلال المعارك ضد النظام السوري، ونشاط مكافحة تنظيم “الدولة”، وموقف التحالف الدولي من تسليم الفصيل سلاحه للإدارة الجديدة.
موافقة لإظهار “حسن النية”
انخرط الفصيل المحلي في مسار مع وزارة الدفاع للاندماج بالجيش الجديد، وقال قائد “الجيش” حول المحادثات التي لا تزال مستمرة، لعنب بلدي، إن فصيله تلقى دعوة من وزارة الدفاع لحضور اجتماع، ووافق على ذلك.
واعتبر العنتري أن انضمام فصيله للمحادثات مع وزارة الدفاع جاء برغبة من الفصيل نفسه، إذ رحب “جيش سوريا الحرة” بالدعوة، واجتمع مع وزير الدفاع، بهدف “إظهار حسن النية”.
وحول استمرار انتشار القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في المنطقة، قال العنتري، إن الولايات المتحدة ساعدت السوريين ووقفت إلى جانبهم في محنتهم، وهي موجودة اليوم لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وضمان عدم تمدده.
ورغم المحادثات المستمرة حول الاندماج بالجيش الجديد، لا يزال “جيش سوريا الحرة” يمارس نشاطه في إزالة المخلفات العسكرية شرقي سوريا، وهو ما أعلن عنه باستمرار عبر معرفاته الرسمية.
وفي 11 من كانون الثاني الحالي، قال “الجيش” عبر “فيس بوك”، إن قواته لا تزال تعمل على إزالة مخلفات النظام في مدينة تدمر شرقي حمص، لجعلها خالية من “آلة التدمير”.
وحول قرار تسليم السلاح لوزارة الدفاع، والانخراط ضمن مرتباتها، قال العنتري لعنب بلدي، إنه لم يطرح قرار تسليم السلاح لوزارة الدفاع، والانخراط في مرتباتها بالكامل، لكن عمله مستمر بمحاربة تنظيم “الدولة”.
الشروع بتأسيس جيش جديد كان أحد الملفات الرئيسة التي تحدثت عنها القيادة الجديدة، واتخذت خطوات باتجاهها، بدأت من تعيين وزير للدفاع وقائد للأركان، ثم بدأت بعقد جلسات تنظيمية مع قيادات الفصائل العسكرية لبدء عملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع، لا تزال مستمرة حتى اليوم.
إعادة تأسيس جيش جديد بعد انهيار جيش النظام السابق تواجه العديد من العقبات، مثل وجود فصائل مختلفة الولاءات والتوجه، وتعرض المستودعات والقطع العسكرية السورية لضربات إسرائيلية مكثفة بعد ساعات من سقوط النظام، ما أضعف القدرات العسكرية السورية.
اقرأ أيضًا: السلاح في سوريا.. توحيد الجيش تهدده الفصائلية
“الجيش” تحرك ضد التنظيم
مع التقدم السريع لفصائل المعارضة باتجاه دمشق قادمة من محافظة حماة، وريفها الشرقي، خرج مقاتلو “جيش سوريا الحرة” من موقعهم في “التنف” لأول مرة منذ سنوات، واتجهوا نحو حمص، ومنها إلى دمشق.
كان الفصيل نفسه أول الواصلين إلى دمشق، وفق ما أظهرته تحديثات الخرائط حينها، لكنه لم يعلن رسميًا عن دخوله دمشق حتى اليوم.
وقال العنتري لعنب بلدي، إن “جيش سوريا الحرة” انطلق من مبدأ حماية المدنيين، ودرء خطر تنظيم “الدولة” وقطع طرق تنقله.
وأضاف أن مجموعات التنظيم أرادت استغلال انسحاب قوات النظام المخلوع من المنطقة الوسطى، وتحرك بهدف السيطرة على أسلحة ومعدات كان قد تركها النظام المخلوع، والميليشيات الموالية له، والقوات الروسية في المنطقة، ما استدعى تحرك “جيش سوريا” لمنعها.
ولفت إلى أن “جيش سوريا الحرة” ينتشر اليوم ضمن مناطق واسعة من ريف حمص الشرقي والبادية السورية، كما أن هناك بعض القوات العسكرية تنتشر في مدينة تدمر أيضًا.
وقال العنتري، “ما دامت لدينا مهمة محاربة التنظيم فسلاحنا موجود من أجل محاربته ومن أجل حماية المدنيين”، ولفت إلى أن “جيش سوريا” وسلاحه يقفان إلى جانب من يريد قتال تنظيم “الدولة” وحماية سوريا من خطره، وهو ما يركز عليه الفصيل اليوم، وفق تعبيره.
ما دامت لدينا مهمة محاربة تنظيم “الدولة” فسلاحنا موجود من أجل محاربته ومن أجل حماية المدنيين، وطبعًا نحن وسلاحنا نقف مع أو إلى جانب من يريد قتال التنظيم وحماية سوريا من خطره، ونحن مركزون على عملنا ومستمرون به.
سالم تركي العنتري قائد “جيش سوريا الحرة” |
شريك لـ”التحالف”
لا تقتصر مناطق انتشار الفصيل المسلح على قاعدة “التنف”، إذ تضم المنطقة مخيمًا يؤوي نازحين سوريين يعرف باسم مخيم “الركبان” ويعيش قاطنوه أوضاعًا معيشية صعبة، تنعكس على شكل أزمات معيشية بشكل دوري.
ويعد “جيش سوريا” المسؤول عن إدارة أحوال المخيم، بالتعاون مع مخاتير، ومجلس محلي، وبدعم من قوات التحالف الدولي.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال العنتري إن “جيش سوريا الحرة” والتحالف الدولي هم شركاء في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، وتقوم العلاقة بين الطرفين على “التشاركية”، بحسب تعبيره.
ولم يبدِ أي مخاوف من احتمالية انسحاب قوات التحالف من سوريا، وهو أمر طرح على الطاولة مؤخرًا بناء على تسريبات حملتها وسائل إعلام غربية بشكل متكرر منذ مطلع العام الماضي.
العنتري أشار حينها إلى أنه من أولى أولويات الفصيل، “إنشاء جيش محترف، وصقل مهارة مقاتليه، ليكون شريكًا حقيقيًا للتحالف الدولي في حربه ضد تنظيم الدولة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :