منازلهم مدمرة.. نازحون لا يزالون في “الركبان”

غرف طينية في مخيم الركبان شرقي محافظة حمص- 25 من آذار 2024 (hesar)

camera iconغرف طينية في مخيم الركبان شرقي محافظة حمص - 25 آذار 2024 (hesar)

tag icon ع ع ع

لا يزال الآلاف من النازحين يقيمون في مخيم “الركبان” الواقع على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، رغم مرور أكثر من شهر على سقوط النظام السوري.

قاطنون في المخيم قالوا لعنب بلدي، إن جزءًا من السكان تمكنوا من العودة، في حين لا يزال جزء آخر يقيم في الخيام، نظرًا إلى أن منازلهم في القرى والبلدات التي ينحدرون منها مدمرة، إلى جانب صعوبات مالية تمنعهم من نقل ممتلكاتهم باتجاه مناطقهم.

رئيس المجلس المحلي في المخيم، بسام عبد الله سليمان، قال لعنب بلدي، إن 3000 شخص غادروا المخيم منذ سقوط نظام الأسد في حين بقي نحو 5000 شخص ينتظرون تأمين سكن لعائلاتهم بعد تعرض منازلهم للدمار على يد النظام المخلوع وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

عائلات عديدة من قاطني المخيم، زاروا قراهم ومناطقهم الأصلية بعد سقوط النظام السوري لكنهم فوجئوا بدمار منازلهم سواء بالقصف أو الحرق، ما دفعهم للتريث قبل اتخاذ قرار الخروج من المخيم

ووفق رئيس المجلس المحلي، يعتبر انتقال العائلة من المخيم إلى خارجه عملية مكلفة ماديًا بالنسبة للسكان، وقد تصل إلى عشرة ملايين ليرة سورية، وذلك حسب المسافة بين المنطقة المراد الانتقال إليها والمخيم.

رحلة نزوح جديدة

وجد محمد الخالدي المقيم سابقًا في مخيم “الركبان” منزله عبارة عن ركام غربي مدينة تدمر، بشكل لا يصلح للترميم أو العيش، ما دفعه للبحث عن مأوى جديد في محافظة حماة وسط سوريا.

وفضّل محمد مع أقاربه ممن كانوا يقيمون في “الركبان” أيضًا، الإقامة في بناء فارغ بشكل مؤقت، تعود ملكيته لأشخاص يقيمون في الخليج العربي، رغم سوء أوضاع البناء الذي تعرض للسرقة سابقًا على أيدي قوات النظام المخلوع.

ووفق محمد، لا يوجد أي نوافذ أو أبواب في البناء، كما سُحبت كوابل الكهرباء من الجدران.

وأبدى الشاب مخاوفه من دفع أموال لترميم البناء، أو تركيب أبواب ونوافذ، إذ لا يضمن أن يسمح له بالإقامة فيه طويلًا.

ومن جانبه، لم يجد ماجد القاعد الذي غادر “الركبان” منذ أيام سوى منزل أحد أقاربه للإقامة فيه، ريثما يستطيع تأمين بديل للسكن، خصوصًا أنه لا يملك منزلًا خاصًا به، إذ كان يسكن في منزل تعود ملكيته للدولة في أثناء عمله بشركة “الفوسفات العامة” قبل اندلاع الثورة السورية.

تمكن ماجد القاعد من ترحيل عائلته من المخيم بعد تأمين نقل حاجياتها برفقة نازحين آخرين قرروا العودة لمنازلهم في بلدة القريتين شرقي حمص، وذلك على نفقة المجتمع المحلي في القريتين الذي تبرع بتكاليف النقل.

أجور النقل مرتفعة

توقع رئيس المجلس بسام سليمان زيادة في أعداد العائدين من المخيم بعد انتهاء فصل الشتاء لصعوبة الانتقال حاليًا، لافتًا إلى أن بعض السكان يحاولون تأمين منزل للإقامة، في حين لا يمانع آخرون من الإقامة في خيمة على أنقاض منازلهم، لكن العوامل الجوية في الشتاء تمنعهم حاليًا.

وأضاف أن المجلس ناشد “الهلال الأحمر السوري” للمساعدة في نقل العائلات على نفقته لكنه لم يستجب حتى الآن، معتبرًا أن فصيل “جيش سوريا الحرة” يتحمل مسؤولية تأمين محروقات لسيارات الشحن أيضًا ما قد يخفف من أجور النقل عن قاطني المخيم الراغبين بالعودة.

محمد الخالدي قال لعنب بلدي، إنه دفع 400 دولار لقاء نقل حاجيات عائلته من مخيم “الركبان” باتجاه حماة، وهو مبلغ تدفعه كل عائلة تريد الرحيل.

أقيم مخيم “الركبان” عام 2014 لإيواء أكثر من 70 ألف نازح من سكان دير الزور والرقة وتدمر وحمص، وكان نقطة تجمع لدخول النازحين إلى الأردن، لكن بعد تشديد الأردن على دخول السوريين تحول إلى مخيم يفتقر لأدنى مقومات الحياة وخاصة بعد إغلاق الأردن آخر نقطة طبية تشرف عليه عام 2020.

وتعرض المخيم لحصار خانق من قبل قوات النظام المخلوع، وشدد النظام إجراءاته الأمنية لمنع دخول الأدوية والمواد الغذائية كما منع “الهلال الأحمر” من توزيع السلال الغذائية.

اقرأ أيضًا: اعتصام مفتوح في “الركبان”.. النظام يطبق الحصار على المخيم

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة