أجرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، محادثات مع نظيرها التركي، هاكان فيدان، على هامش اجتماعات الرياض بشأن سوريا، التي انعقدت في العاصمة السعودية، الأحد 12 من كانون الثاني.
تركّزت المحادثات على الوضع في شمال شرقي سوريا، إذ اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنه لا ينبغي لسوريا الجديدة السلمية أن تشكّل تهديدًا لجيرانها.
وقالت بيربوك بعد لقائها فيدان، “إن ما نحتاج إليه الآن هو إنهاء القتال في الشمال وإعطاء الأكراد دورًا في عملية انتقال سياسي سوري شامل”.
وأمس الأحد، شاركت تركيا وألمانيا في اجتماع دولي موسع حول الوضع في سوريا ومسألة الانتقال السياسي للسلطة، حضره منهم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى جانب ممثلي نحو 11 دولة عربية، وممثلي دول غربية ومنظمات دولية.
وجاء حديث بيربوك في ظل مساعي الإدارة السورية الجديدة لبسط السيطرة على مناطق شمال شرفي سوريا التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
“الإدارة الذاتية” من جانبها، تواجه احتمالية الانسحاب الأمريكي من سوريا، ما يضعها في وجه التهديدات التركية التي ترى في هذه التشكيلات “منظمة إرهابية” وتهاجم مناطق سيطرتها على هذا الأساس، ولا سيما بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، وانسحاب الروس وانتهاء النفوذ الإيراني، ما يجعل “قسد” رهن تفاهمات تركية- أمريكية قد تقرر مستقبلها.
وفي لقاء له مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، دعا قائد “قسد”، مظلوم عبدي، الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لإبقاء قوات بلاده العسكرية في سوريا، تزامنًا مع اقتراب توليه السلطة في 20 من كانون الثاني الحالي.
وقال عبدي، إن تنظيم “الدولة الإسلامية” زاد من قوته في الصحراء السورية بعد الاستيلاء على أسلحة من نظام الأسد المخلوع، في وقت تتعرض “قسد” لضغوط متزايدة من تركيا والفصائل المتحالفة معها شرقي حلب.
واعتبر قائد “قسد” أن العامل الرئيس للاستقرار في المنطقة هو “الوجود الأمريكي على الأرض”، مضيفًا أنه إذا انسحبت القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي، فإن ذلك سيؤدي إلى “عودة ظهور العديد من الفصائل، بما في ذلك تنظيم (الدولة)”.
في 6 من تشرين الثاني 2024، قال روبرت كينيدي جونيور، وهو أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يريد سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا.
وذكر روبرت في حديثه مع شبكة “تاكر كارلسون” الأمريكية، خلال بث مباشر لتغطية نتائج الانتخابات الرئاسية، أن الرئيس ترامب أبدى نيته سحب قواته من شمال شرقي سوريا، في أثناء رحلة بالطائرة.
وفي أيلول 2024، حددت الولايات المتحدة الأمريكية جدولًا زمنيًا لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا.