“Angel of mine” .. إنكار الفقد
يسلط الفيلم الأسترالي “Angel of mine” (ملاكي الخاص) الضوء على واحد من أقوى المشاعر الإنسانية لدى البشر ويراقب تأثيراته على الأشخاص.
في الفيلم تعاني امرأة من اكتئاب حاد بعد وفاة طفلتها بحادث مأساوي، فتفقد القدرة على إدراك الواقعة وتغوص في خيالها، وتقع فريسة لشعور الفقد.
هذه المرأة تقابل بالمصادفة في حفل للأطفال فتاة بعمر ابنتها (لو بقيت حية)، فيساورها شعور بأن هذه الطفلة هي ابنتها، فتتقرب من العائلة وتقيم صداقة مع أم الطفلة محاولة فهم تفاصيل أكثر عن سن الطفلة ومكان ولادتها بدقة، متمسكة بأمل غذّته في نفسها بأن تكون الطفلة ابنتها، رافضة في الوقت نفسه فكرة أن ابنتها فارقت الحياة.
تسير في البداية الصداقة التي خلقتها الضرورة على خطى هادئة لكنها مقلقة، فأم الطفلة لا تبدو مطمئنة لعلاقة المرأة بابنتها، إلى جانب السلوكيات غير المريحة التي تصدر عن تلك الأم الباحثة عن حضور ابنتها، والتي تقدم إشارات مضطربة تضعها أمام ضرورة التفسير والتوضيح، فتصارح وتوضح شكوكها بأن تكون الطفلة ابنتها، ما يقابله مقاومة عالية من أم الطفلة التي تدافع عن ابنتها بشتى الوسائل وتهدد باللجوء إلى الشرطة، في الوقت الذي تضطرب به حياة المرأة بشكل واضح يلاحظه طليقها، فيطالب بحضانة ابنه، لتفقد حضانة الطفل، بعدما فقدت ابنتها.
الفيلم يمنح فهمًا خاصًا لمشاعر المرأة والأم بالمجمل، وتركيزًا على شعور الفقد، وتأثيراته، وحالة النكوص (رفض الواقع) التي يمكن أن تترافق معه، بالعودة إلى طبيعة الارتباط العاطفي وشدته مع المفقود.
أحداث الفيلم هادئة وغير متعجلة، ولا تقدم كل شيء دفعة واحدة، لتتوضح الصورة شيئًا فشيئًا، وتدخل الأحداث في إطار تشويقي قلق ومقلق يحرك في المشاهد فضولًا وشكوكًا تستبعدها بعض الأحداث وترفضها والدة الطفلة جملة وتفصيلًا.
الفيلم ليس جديدًا من ناحية الفكرة، إذا تناول فيلم صدر في 2008، بعنوان “changeling” نفس الفكرة تقريبًا، وجاء مقتبسًا عن حياة امرأة في لوس أنجلس، أدركت أن الطفل الذي يعيش معها ليس ابنها الحقيقي.
صدر الفيلم عام 2019، وتقييمه 6.4 من أصل 10 عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية، وهو من تأليف ديفيد ريجال، ولوك دايفس، مؤلف فيلمي “beautiful boy” الصادر في 2018، و”lion” الصادر في 2016، وكلاهما يتمحور حول مشاعر الأمومة بصورة أو بأخرى.
أخرج العمل كيم فارانت، ولعب دور البطولة فيه كل من إيفون ستروفيسكي، ولوك إيفانز، ونومي راباس، وريتشارد روكسبيرج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :