خواطر ريما فليحان عن المنفى في “روح غادرت توًا”

خواطر ريما فليحان عن المنفى في "روح غادرت توًا"
tag icon ع ع ع

تكتب ريما فليحان في “روح غادرت توًا” قصصًا قصيرة “جدًا” عن ألم المنفى والهجرة، وعن مغادرة العائلة والأصدقاء، وكذلك عن الحنين إلى الأم والوطن والأمنيات “المستحيلة” للعودة إليه.

و”على الرغم من أن الحقائب المتفائلة قد اعتادت الاشتياق والانتظار، فإن الطريق كان يلتف دائمًا ليتجنب المرور من المحطة”، تقول فليحان.

تحدثت فليحان عن الدكتاتور الذي يتغنى بخدمة شعبه والدفاع عنه، ثم يعود ليعتلي سيارته المضادة للرصاص خوفًا من ذلك الشعب، وعن السجان الذي يدردش لدقيقتين مع السجينة قبل إعدامها، تنفيذًا للقوانين والأحكام، وعن الجمهور الذي لام الضحية بدلًا من القاتل، وعن ذلك الذي تابع إعدامها وهو يرتشف القهوة ويقرأ الجريدة، ثم بدا منزعجًا.

كما تطرقت فليحان في “روح غادرت توًا” لعائلتها، عن ابنها الذي كبر وكانت تظنه ما زال طفلًا ثم فجأة خطت لحيته، وعن الطفلة الصغيرة التي بدأت الأنوثة تبدو على ملامحها، وعن صديقها الكلب الذي لا يتذمر أبدًا من تصرفاتها ولا يحزن مثل البشر.

غلاف الكتاب القاتم وعنوانه “روح غادرت توًا”، كذلك الكثير من نصوصه التي تحدث عن الموت واللحظات المرافقة له، حمل نوعًا من السوداوية، إلا أن بعض نصوصه حملت نوعًا من الأمل، وهي تلك التي تحدثت عن العودة يومًا ما.

وحمل الغلاف الرئيس عنوان إحدى خواطرها وتقول فيها:

“ارتدى المحارب الدروع كلها التي نصحه الأصدقاء بارتدائها، وحين بدأت المعركة تلقى كثيرًا من الطعنات التي لم تقتله من الأعداء باستثناء طعنة واحدة أتته من الخاصرة، حيث المساحة الوحيدة التي لم يحمِها الدرع. لم يُعرف من طعنه تحديدًا، ولكنه كان على ثقة بأن قاتله كان يعلم تمامًا نقاط ضعف تلك الدروع، وقبل أن يدفنوه اكتشفوا أن وفاته كانت من جرح آخر أدمى قلبه من دون نصل، لقد كان شعورًا قاتلًا بالخيبة”.

يندرج الكتاب (نحو 65 صفحة) تحت بند “الخواطر”، ويحتوي على قطع نصية قصيرة، أصغرها لا يتجاوز السطرين، وأكبرها بلغ نحو صفحتين ونصف من القطع النصي الصغير.

ريما فليحان، هي كاتبة وسياسية معارضة لنظام الأسد المخلوع تنحدر من مدينة السويداء جنوبي سوريا، وغادرتها أواخر عام 2011، بعد أن اعتقلها النظام السوري السابق نتيجة مشاركتها بالحراك السلمي.

شاركت فليحان بتأسيس “المجلس الوطني السوري”، ثم أصبحت عضوًا في “الائتلاف الوطني” حتى استقالت منه عام 2014، كما أسست “اللوبي السوري النسوي”.

تحمل فليحان إجازة في الحقوق من جامعة “دمشق”، ودبلومًا في المشورة النفسية من الكلية الأسترالية للعلوم التطبيقية النفسية، وتنشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني وحقوق المرأة والطفل منذ عام 2000.

يتميز قلم فليحان بالسلاسة ووضوح الأفكار والبعد عن التعقيد، ولها أعمال درامية بارزة، منها “حرملك” و”قيود الروح” و”بعد العاصفة” و”قلوب صغيرة”.

وإلى جانب “روح غادرت توًا”، لها مؤلفات أخرى، مثل “الشرنقة” و”حين شرعت الأقلام بالكلام” و”مذكرات حبة قمح”، إضافة إلى العديد من المقالات السياسية والمجتمعية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة